
احتضنت كلية الآداب واللغات والفنون بجامعة سيدي بلعباس، وعلى مدار يومين، فعاليات الملتقى الوطني الموسوم بـ “استخدام الذكاء الاصطناعي في تدريس اللغات الأجنبية: التأثيرات البيداغوجية والآفاق الديداكتيكية”، بتنظيم من قسم اللغة الفرنسية، وبحضور نخبة من الأكاديميين والباحثين المتخصصين في المجال.
افتتحت فعاليات الملتقى بعرض فيديو تعريفي شامل، استعرض فيه أهم التطبيقات الحديثة للذكاء الاصطناعي في مجال تعليم اللغات الأجنبية، مع تسليط الضوء على الفرص المترتبة على هذه التقنيات المتقدمة، بالإضافة إلى التحديات والمخاطر التي قد تطرأ نتيجة استخدامها. عقب العرض، ألقى الدكتور “أحمد دحو”، رئيس قسم اللغة الفرنسية، كلمة افتتاحية حيوية، ركز خلالها على أهمية تكييف الأنظمة التعليمية مع التطورات التكنولوجية السريعة التي يشهدها العالم. وأكد على أن إدماج الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية أصبح أمرًا حتميًا وضروريًا في الوقت الراهن، خاصة في ظل التحولات الرقمية العميقة التي تطرأ على مختلف جوانب الحياة.
توسيع دور الذكاء الاصطناعي في التعليم اللغوي خلال مداخلات ومناقشات
تم في الملتقى عرض العديد من الجلسات العلمية التي تناولت دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز التعليم، خصوصًا في تعلم اللغات الأجنبية. تم تقديم أدوات تكنولوجية مبتكرة تساهم في تحسين مهارات النطق والقواعد والكتابة، مثل التطبيقات الذكية التي تعتمد على التحليل البياني والتعلم العميق. هذه الأدوات تتيح للمتعلمين تجربة تعليمية تفاعلية في بيئات محاكاة، مما يوفر طرقًا مرنة ومخصصة لتعلم اللغة.
كما أشار الباحثون إلى أهمية توفير بيئات تعليمية مخصصة تسمح للطلاب بالتفاعل مع النظام بما يتناسب مع قدراتهم، مما يعزز فاعلية التعلم والتحفيز الشخصي.
التحديات المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في التدريس
رغم الفوائد الكبيرة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة التعليم، إلا أن هناك العديد من التحديات التي تم مناقشتها خلال الملتقى.
من أبرز هذه التحديات هو الخوف من فقدان التفاعل الإنساني في العملية التعليمية. ففي بيئات التعلم التي تعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي، قد يشعر الطلاب بأنهم يعانون من نقص في التوجيه الشخصي والعلاقات البشرية مع المعلمين.
مستقبل تعليم اللغات الأجنبية في ظل التطورات التكنولوجية
مستقبل تعليم اللغات في ضوء التقدم التكنولوجي يحمل العديد من الفرص والتحولات التي يمكن أن تغير وجه التعليم تمامًا. وفي هذا السياق، تم التطرق إلى كيفية استغلال الذكاء الاصطناعي لدعم المناهج التعليمية وجعلها أكثر تكيفًا مع احتياجات المتعلمين المختلفة. على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يوفر أدوات لتحديد نقاط القوة والضعف لدى كل طالب، وبالتالي تخصيص المناهج التعليمية وفقًا لهذه البيانات.
توصيات وخلاصات
اختُتم الملتقى بجلسة نقاش مفتوحة، تم خلالها طرح مجموعة من التوصيات الهامة، التي تضمنت تعزيز الاستثمار في البحث العلمي المرتبط بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم، وتطوير مناهج تعليم اللغات لتواكب التقنيات الحديثة، بالإضافة إلى تنظيم دورات تدريبية للأساتذة لتأهيلهم لاستخدام الأدوات الذكية في التدريس، ووضع سياسات واضحة تضمن الاستخدام الآمن والفعال لهذه التقنيات.
يُعد هذا الملتقى خطوة هامة نحو تسليط الضوء على الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم وفتح آفاق جديدة لتحسين جودة تعلم اللغات الأجنبية في المؤسسات التعليمية الجزائرية.
قالوا عن الملتقى
البروفيسور “جلال عبد القادر” (عميد كلية الآداب واللغات والفنون)
أرحب بكم جميعًا في هذا الملتقى الوطني المهم الذي يحمل عنوان “الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم واللغات الأجنبية”. يسرني أن أشارككم هذا اللقاء الذي نظمه قسم اللغة الفرنسية، وهو حدث يعكس التطورات المستمرة التي يشهدها مجال التعليم وخصوصًا في تخصصات اللغات الأجنبية.
كما تعلمون، أصبح الذكاء الاصطناعي يهيمن على العديد من القطاعات في العصر الحديث، ولا شك أن انتقال هذه التطبيقات إلى مجال اللغة كان خطوة هامة، حيث أصبح الأساتذة والطلبة في حاجة ماسة إلى هذه الأداة المتطورة للاستفادة من المعطيات الحديثة التي تختلف عن تلك التي يقدمها البشر.
إن الخوارزميات التي يعتمد عليها الذكاء الاصطناعي توفر لنا فرصة أكبر لفهم اللغة من منظور مختلف، كما أن الكم الهائل من المصطلحات التي ينتجها الذكاء الاصطناعي يمثل إضافة كبيرة في هذا المجال.
وبذلك أصبح الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا محوريًا في بناء منظومة لغوية حديثة تساعد الطالب على الاستغناء عن المعاجم والقواميس التقليدية التي اعتدنا عليها في شكلها الفيزيائي.
الأستاذ “دحو أحمد” (رئيس قسم اللغة الفرنسية بجامعة جيلالي ليابس)
إن الملتقى الذي نلتقي فيه اليوم، المعنون بـ “الذكاء الاصطناعي في مجال التعلم واللغات الأجنبية”، والذي يتناول التخصصات اللغوية والتعليمية بالإضافة إلى الأدب والحضارة، هو فرصة حقيقية لتبادل الخبرات والمعرفة بين الأساتذة من مختلف الجامعات الوطنية.
نرحب بجميع المشاركين، حيث حضر هذا الملتقى 27 أستاذا من مختلف الجامعات الجزائرية، مثل أدرار، تموشنت، أم البواقي وتلمسان، بالإضافة إلى أساتذة من قسم اللغة الفرنسية وأساتذة آخرين متخصصين في اللغة الإنجليزية.
إن هذا الملتقى هو الأول من نوعه الذي يُنظم حضورياً حول الذكاء الاصطناعي، ويهدف إلى تقديم شروحات وافية حول كيفية استخدام هذه التقنية في مجال التعليم وتعليم اللغات الأجنبية.
نحن نسعى من خلال هذا الملتقى إلى إبراز الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في تطوير عملية التعلم والتعليم في مجالات متعددة.
الأستاذ “عباس ميسوري” (قسم اللغة الفرنسية بجامعة جيلالي ليابس)
مشاركتنا في هذا الملتقى الوطني حول “الذكاء الاصطناعي في خدمة التعليم والتعلم”، هي خطوة إضافية نحو تطوير كليتنا “كلية الآداب واللغات والفنون”. لقد شهد هذا الملتقى مداخلات من أساتذة ومشاركين من مختلف الجامعات الجزائرية، مما يعكس التفاعل الواسع والاهتمام الكبير بهذا الموضوع الحيوي.
هذه الفعالية هي ثمرة جهود مجموعة من الأساتذة الذين عملوا بجد لتنظيم هذا الحدث، بالإضافة إلى الدعم المستمر الذي قدمته إدارة الجامعة، بقيادة عميد الكلية.
الهدف من هذا الملتقى هو التعريف بالمنظور الجديد في استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، وقد قمنا بتسليط الضوء على تطبيقات هذه التقنية في خدمة التعلم والتعليم.
نحن نأمل أن يسهم هذا الملتقى في تحقيق تأثير إيجابي على المشاركين وأن يستمر تأثيره لفترة طويلة بعد اختتام فعالياته.
الدكتورة فريدة بغلي (أستاذة اللغة الفرنسية بجامعة جيلالي ليابس)
نشارك في هذا الملتقى الوطني وإحدى منظميه، الذي يركز على الذكاء الاصطناعي في التعليم وتعلم اللغات الأجنبية. تم التطرق في هذا الملتقى إلى خلفيات استخدام الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على كيفية استخدامه بشكل متكافئ من قبل الطلبة والأساتذة. من خلال هذا اللقاء العلمي، نسعى إلى تحديد منعرج مهم في استخدام هذه الأدوات الحديثة، مع دراسة الخلفيات المختلفة المتعلقة باستخدامها.
الغرض من هذا الملتقى خرجنا بتوصيات تم تدوينها في وثيقة يستفيد منها الأساتذة حول الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي.
وفي الختام، نتوجه بالشكر الجزيل إلى جميع المشاركين والقائمين على تنظيم هذا الملتقى، من رئيس الجامعة، عميد الكلية وكافة الأطراف المعنية.
فتحي مبسوط