
يعمد الكثير من الأفراد إلى إعادة استغلال قارورة المياه البلاستيكية بعد إفراغها من مياهها، إما لملئها من جديد بالماء أو سوائل أخرى، غير آبهين بالأخطار الصحية التي تواجههم جراء ذلك.
وفي هذا الشأن، فإن الأمهات خصوصا تلجأن إلى استعمال قارورة المياه البلاستيكية لمرات عديدة لأجل طفلها المتمدرس، وذلك حماية له من خطر سقوطها والتسبب له في مشاكل صحية، إلى جانب استعمالها في البيت تجنبا للكسر، من أجل ملء السوائل داخلها، خاصة الزيوت. في الوقت، الذي تجعل فيه المخاطرة الصحية التي تسببها إعادة استعمالها، على غرار “فاطمة” وهي ربة بيت، التي تقول أنها تفضل استعمال القارورة والأدوات البلاستيكية أكثر لأنها لا تنكسر، ولا تشكل خطرا على سلامة مستعملها، وهي لا ترى مشكلا في ذلك، كونها آمنة ولا يظهر أنها تتحلل.
من جهته، يعتبر “سفيان” وهو يعمل في مجال البناء، أنه يضطر إلى الحفاظ على قارورة المياه وغيرها من قارورات المشروبات لملئها من جديد في كل مرة بالماء الشروب، لأنها آمنة الاستعمال، مشيرا أنه لا يعرف أنها تشكل خطرا صحيا، ولم يسمع عن ذلك من قبل. في حين، أكدت “سليمة” أن القارورة البلاستيكية تبقى أكثر الأدوات أمانا لمستعملها خاصة من طرف الأطفال، المرضى والمسنين، وتوفر على مستعملها البحث عن قارورة لاستعمالها في تخزين السوائل.
منظمة حماية المستهلك والأطباء يحذرون…
وفي سياق الحديث عن الخطورة الصحية التي يشكلها الاستعمال المتكررة لقارورة المياه البلاستيكية، فقد حذرت منظمة حماية المستهلك والأطباء من هذه الطريقة التي تتحول إلى خطر حقيقي على سلامة المستهلك الصحية.
حيث تم التطرق إلى المادة الأساسية التي تدخل في تركيب القارورة البلاستيكية والتي تُسمى “بولي إيثيلين تيرفثالات” (PET)، وهي غير مخصصة لإعادة الاستعمال المتكرر، خاصة في ظروف غير مناسبة، لاسيما عند تعرضها للحرارة أو الخدش أو التكرار، لأن البلاستيك يبدأ في إطلاق مواد كيميائية ضارة مثل “البيسفينول A BPA)، الفثالات والأنتيموان (Antimoine).
وفي هذا الإطار، فإن الأطباء يحذرون من المشاكل الصحية التي تكون نتيجة الاستعمال المتكرر القارورة البلاستيكية، والتي تؤدي إلى إمكانية نسييها في ظهور عدة أمراض، على غرار السرطان الذي بدأ ينتشر بسرعة بين الأفراد، مقاومة الأنسولين، اضطرابات العدو الصماء، الالتهابات، انخفاض الصحة الإنجابية وحتى زيادة الوزن.
وفي ذات السياق، أكد الأطباء أن نقص الوعي بخطورة الاستعمال المتكرر للقارورة البلاستيكية، يشكل عائقا مهما داخل الأسرة والمجتمع عموما، فالكثير يستعمل قارورة المياه البلاستيكية في الوقت الذي توجد فيه قارورات مصنوعة من مواد أخرى أكثر أمنا صحيا من البلاستيك، على غرار الزجاج والكثير من المواد، لاسيما البلاستيك المعالج بطريقة حماية عالية للمستهلك.
وتجدر الإشارة إلى أن استعمال تخزين المياه من أجل الشرب، يبقى الحل الأمثل وأنجع الطرق في توفير الأمن الصحي للمستهلك، والكثير من الأطباء يدعون إلى اعتماده لأنه يعيد الحياة إلى الماء من خلال إعادة تكوين جزيئاته الأصلية.