رياضة

جمال بلماضي: “المنافسة أصبحت قوية.. الأفضل سيلعب وللأسف بعض اللاعبين سيغضبون”

اعترف الناخب الوطني بعد نهاية مباراة الرأس الخضر أنه سيكون مجبرا خلال فترة التوقف الدولي القادمة، شهر نوفمبر، ثم بعدها في نهائيات كأس إفريقيا، على اتخاذ بعض القرارات الصعبة باختيار القائمة النهائية التي ستشارك في الاستحقاقات القادمة، والتي ستعرف سقوط بعض الأسماء.

وكشف بلماضي، في الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة التي فاز بها الخضر بخماسية مقابل هدف، أنه سيكون مجبر على التضحية ببعض الأسماء، اعتبارا أنه لا يمكن له أخذ جميع اللاعبين الذين في حوزته، مؤكدا أن المنافسة قوية جدا في صفوف المنتخب الوطني.

وبالرغم من ارتياحه لامتلاكه الكثير من الخيارات بفضل ثراء تعداد الخضر الذي أصبح يملكه حاليا، لاسيما في الفترة الأخيرة بالتحاق اللاعبين الجدد، أوضح بلماضي أنه يدرك أن خياراته ستغضب بعض اللاعبين، ولكنه لا يمكنه أخذ جميع اللاعبين.

في ذات السياق، أعرب بلماضي عن ارتياحه لوجود أكثر من لاعبين اثنين في كل منصب، في الدفاع، في الوسط وفي الهجوم. وهو ما سيجعله يعمل في أريحية تامة ويمنحه عديد الحلول الفنية.

وفي ذات الصدد قال بلماضي: “أعتقد أننا سنواجه مستقبلا ما يسمى بمشكل الأثرياء فيما تعلق بتوفر العديد من الخيارات لتدعيم التشكيلة الأساسية، وعليه سيتعين علينا القيام بقرارات صعبة واختيار الأفضل رغم توفر العديد من المؤهلات لدى مختلف اللاعبين الذين استهدفناهم”.

هذا، وأثنى المدرب الوطني على مستوى الوافدين الجدد، في صورة أيمن غويري، حسام عوار، أيت نوري وحتى لعروسي الذين سيمنحون الإضافة للمنتخب الوطني، مؤكدا أنه مع مرور المباريات سيتحسن مردود اللاعبين الجدد.

ومعلوم، أنه مع التدعيمات الأخيرة بانضمام لعروسي، غويري وقبلهما حسام عوار، بوعناني وفارس شعيبي وأيت نوري، أصبح المنتخب الوطني يملك تعدادا ثريا ما يجعل المنافسة قوية جدا ما بين اللاعبين من أجل كسب مكانة للمشاركة في كأس إفريقيا بكوت ديفوار.

إضافة إلى ذلك، كان واضحا أن المباراتين الوديتين الحاليتين، أمام منتخب الرأس الأخضر والمباراة الثانية أمام مصر، تعتبران اختبارين حاسمين بالنسبة لبعض اللاعبين قبل غلق الناخب الوطني ملف القائمة النهائية للمنتخب الوطني قبل انطلاق تصفيات مونديال 2026 ثم “كان” كوت ديفوار.

في نفس السياق، ترك الناخب الوطني، أول أمس، الانطباع أن عودة يوسف بلايلي للمنتخب الوطني ليست مضمونة، على الأقل في الوقت الراهن، وهذا خاصة مع المستوى الذي تقدمه بعض العناصر الموجودة حاليا في نفس منصبه، على غرار فارس شعيبي، سعيد بن رحمة ومحمد أمين عمورة الذين بإمكانهم تغطية الجهة اليسرى لهجوم المنتخب.

“راض على مردود اللاعبين وعمورة أبهرني”

وبخصوص مرودو اللاعبين خلال المباراة قال بلماضي: “دخلنا المباراة بتشكيلة هجومية محضة في محاولة لحصد أكبر نتيجة ممكنة وهو ما تمكنا من فعله لاسيما بفضل العناصر التي أقحمناها بالخصوص ما قدمه المهاجم عمورة والإمكانيات التي أبانها والتي من شأنها أن تتطور في قادم المباريات، بالإضافة إلى اللاعب زروقي الذي تمركز طيلة المباراة بشكل جيد وأكد أحقيته في حجز مكانته ضمن الفريق.”

وحول منتخب الرأس الأخضر، أوضح الناخب الوطني أن اختياره لهذا المنتخب لم يكن عشوائي قائلا: “اخترنا اللعب ضد منتخب الرأس الأخضر بحكم أن فريقه يلعب على الطريقة البرتغالية والبرازيلية، كما أنه يملك القدرة عل الخروج بالكرة بشكل جيد وهو ما دفعنا لنختبر تشكيلتنا فيما إن كانت تستطيع مجاراة هذا الأمر.”

مناصرون للخضر قضوا 12 ساعة في الملعب

لا شيء تغير عن الماضي، في ليلة خميس قسنطينة الكروي، باستثناء الوجه الجميل لملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، الذي لم يعد يكفي 19 ألف متفرج، منذ أن صارت مدرجاته بالمقاعد، وهي سعة لا تكفي مدينة بحجم قسنطينة، وقد صار من الضروري الانطلاق في أشغال المركب الرياضي الجديد، ذي الخمسين ألف متفرج، الذي قيل بأن التجميد قد رفع عنه، ولكن من دون تجسيد ولا بداية في التجسيد، حيث بقي ملعب على الورق أو في خيال الناس.

بيع على منصة تذكرتي 18 ألف تذكرة، واقتسم الحصة مناصرون من مختلف ولايات الشرق الجزائري، بعض المناصرين قدموا من عنابة وسكيكدة وبسكرة في الفجر، وشوهد العديد منهم على الساعة السادسة صباحا أمام الملعب أي بعد صلاة الصبح، ليرتفع العدد في حدود العاشرة صباحا بعد فتح أبواب الملعب إلى المئات ثم إلى الآلاف من المناصرين، وبدا الملعب مكتظا عن آخره في منتصف النهار، ولأن المباراة انتهت قرابة الساعة العاشرة ليلا، فمعنى ذلك أن بعض المناصرين بقوا جالسين على مقاعدهم لمدة 12 ساعة، وأحسنهم قضى 10 ساعات في الملعب، ولأن المباراة لعبت في يوم خميس تزامنا مع العمل، فإن طلبة غادروا الثانويات والجامعات من أجل حضور مباراة، كما غادر عمال مقر عملهم من أجل التوجه إلى اللعب.

وحتى وإن كانت إدارة ملعب حملاوي بقسنطينة وفرت الماء المعدني وبعض السندويتشات للبيع لصالح الأنصار، فإن المعاناة بقيت هي نفسها لأن أصحاب التذاكر فضلوا الذهاب مبكرا حتى لا تضيع مقاعدهم.

ومع أن الملعب يتسع لـ 19 ألف مناصر، وهو أقل من عدد التذاكر التي بيعت، إلا أن الواقفين كانوا بالمئات على طول محيط الملعب من خلف المقاعد البلاستيكية، ولحسن حظ هؤلاء المناصرين الذين قضوا يومهم بنهاره وليله في الملعب، أن الخضر فازوا بنتيجة عريضة، وتجاوبوا مع تضامن الجزائريين مع فلسطين من خلال الوشاح الفلسطيني الذي دخلوا به، فكسرت تلك الأجواء، معاناتهم مع ملعب الشهيد حملاوي التي هي نفس المعاناة التي عاشها أنصار مولودية قسنطينة في نصف نهائي كأس الجمهورية في أول مباراة رسمية في الملعب في ماي من سنة 1975، عدم ترقيم المقاعد ومنح التذاكر الرقم المناسب، والسهر على أن يجلس كل مشجع على مقعده وليس على مقاعد الآخرين، هو الذي يجعل الأمور تبقى على حالها، وتجعل المناصر صاحب التذكرة غير ضامن لمكانه وهو ما يدفعه إلى التوجه باكرا إلى ملاعب الكرة.

صحيح أن ملاعب حملاوي ووهران ونيلسن مانديلا وغيرها تريح العين عند رؤيتها، ولكنها أبدا لا تمنح الراحة المأمولة، ما دامت ظروف التشجيع، من دون تغيير، وفتح الملعب في الساعة العاشرة صباحا، لمقابلة تنتهي في الساعة العاشرة ليلا، هو إصرار على العذاب بالنسبة لعشاق اللعبة الشهيرة والأكثر شعبية.

ق. ر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى