
دعت جامعة الدول العربية إلى إعادة صياغة التشريعات لمواجهة التحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، خاصة في عمل الشركات والقطاع الخاص. جاء ذلك في كلمة الأمانة العامة للجامعة، التي ألقتها الدكتورة مها بخيت، مدير إدارة الشئون القانونية ووحدة الملكية الفكرية والتنافسية، خلال الاجتماع الإقليمي العربي حول الملكية الفكرية والذكاء الاصطناعي.
الذي عُقد عبر تقنية الاتصال المرئي،وأكدت بخيت أن اختيار موضوع الذكاء الاصطناعي يأتي بسبب تأثيره الكبير على مختلف نواحي الحياة والتنمية، وارتباطه بالعديد من القطاعات مثل الصناعة والزراعة وشبكات الاتصالات والطب وصناعة الدواء والتنبؤ بالأوبئة والأمراض. وأشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي يثير العديد من القضايا، أبرزها مجال الملكية الفكرية،وأضافت أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تحمل جوانب إيجابية متعددة، إلا أن هناك تحديات تواجه القائمين على تطبيق نظام الملكية الفكرية، منها تحديد ملكية الابتكارات والأعمال الإبداعية التي تُنتج عبر الذكاء الاصطناعي. وأوضحت أن طلبات الحصول على براءات الاختراع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في تزايد مستمر، خاصة من الشركات والمؤسسات البحثية، مما يستدعي الاستفادة من هذه التقنيات ومعالجة تأثيراتها على الملكية الفكرية، بالإضافة إلى دعم الشركات المتوسطة والصغيرة لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي،وأشارت بخيت إلى أهمية تعزيز الجهود لإيجاد السُبل لمواجهة التحديات الناجمة عن الذكاء الاصطناعي، من خلال إبرام الاتفاقيات وتبادل الخبرات بين الدول العربية، وتطوير التشريعات بما يتناسب مع تنظيم استخدامات تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات براءات الاختراع والاقتصاد الرقمي وحقوق المؤلف،وفي هذا السياق، أكدت أن جامعة الدول العربية تولي أهمية كبيرة لهذا الموضوع، حيث أدرجته على جداول أعمال القمم العربية. وقد صدر قرار عن القمة العربية في الجزائر عام 2022 بتشكيل شبكة عربية للحاضنات، تهدف إلى تعظيم الاستفادة من المبتكرين في العالم العربي، وتشجيع المبادرات التي تعزز أهداف التنمية المستدامة، لا سيما في مجال الذكاء الاصطناعي،كما أشارت إلى القرار الصادر عن القمة العربية في مملكة البحرين خلال الشهر الجاري، والذي اعتمد مبادرة البحرين للتعاون الدولي في مجال التكنولوجيا المالية والابتكار والتحول الرقمي، وتطوير التعاون العربي لدعم المنتجات والخدمات المالية المبتكرة باستخدام التكنولوجيا الحديثة،وأكدت أن الدول العربية تعمل على اللحاق بالركب العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال تخصيص وزارات وإنشاء مؤسسات ومراكز بحثية متخصصة في هذا المجال،وأعربت عن شكرها للمنظمة العالمية للملكية الفكرية على جهودها لدول المنطقة العربية في مجالات الملكية الفكرية، في ضوء مذكرة التفاهم الموقعة بين المنظمة والجامعة العربية عام 2000 والمحدثة عام 2018،ويعقد الاجتماع، الذي تنظمه جامعة الدول العربية بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية، ضمن سلسلة من الاجتماعات المخطط لها لعام 2024، بمشاركة خبراء من المنظمة وممثلي المكاتب الحكومية للملكية الفكرية بالدول العربية. ويهدف إلى مناقشة موضوع الذكاء الاصطناعي وقدرته الهائلة على التأثير في مختلف نواحي الحياة والعمل، وكيفية الاستفادة من الملكية الفكرية لحماية نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين خدمات الملكية الفكرية،يناقش الاجتماع عدة موضوعات من أهمها أفضل السُبل لاستخدام الملكية الفكرية لدعم تطوير الذكاء الاصطناعي، وتأثيره على براءات الاختراع، ودور الابتكار البشري في اختراعات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب الجهود التشريعية لمعالجة التحديات القانونية، والآثار المترتبة على حقوق النشر للذكاء الاصطناعي.
بقلم:جلال يياوي.