الــجــامــعــة

جامعة أحمد زبانة غليزان:

رقمنة الأنشطة الجامعية لتعزيز الإبداع العلمي والثقافي والرياضي للطلبة

جامعة أحمد زبانة غليزان.. في مشهد يعكس ديناميكية الجامعة الجزائرية وسعيها الدائم إلى جعل الطالب محورًا أساسيًا في الفعل الأكاديمي والثقافي، احتضنت قاعة الاجتماعات بالأمانة العامة لجامعة أحمد زبانة غليزان  أمس، اجتماعًا تنسيقيًا ترأسه السيد ‘بوزار رشيد الأمين’ العام للجامعة، بحضور المدير الفرعي للأنشطة العلمية والثقافية والرياضية السيد ‘بن قدور سماعين’، ورؤساء مصالح الأنشطة عبر الكليات. اللقاء جاء ليؤكد أن الحياة الجامعية لم تعد محصورة في التكوين البيداغوجي التقليدي، بل صارت فضاءً متكاملًا يُسهم في صقل شخصية الطالب وتنمية مهاراته عبر مجالات متعددة: العلمية والثقافية والرياضية.

 

وخلال هذا الاجتماع تم تناول برنامج الأنشطة العلمية للموسم الجديد مع التأكيد على ضرورة توسيع مشاركة الطلبة في مختلف التظاهرات الوطنية والدولية، بما يعزز حضور الجامعة في المشهد العلمي ويرسخ ثقافة البحث والابتكار، أما الجانب الثقافي فقد عُرضت فيه حصيلة الأنشطة المنجزة، قبل الانتقال إلى مقترحات لتنويع البرنامج عبر مسابقات أدبية وفنية ومعارض متنوعة، مع تشجيع النوادي والجمعيات الطلابية على لعب دور أكبر في تنشيط الحياة الجامعية. في حين ركزت المداولات الخاصة بالشق الرياضي على تقييم الموسم الماضي وتثمين الإنجازات التي حققها الطلبة في مختلف المنافسات، مع ضبط رؤية واضحة للمشاركة في البطولات الجهوية والوطنية للموسم الجديد.

 

من قاعات المحاضرات إلى الفضاء الرقمي: فتح آفاقًا مبتكرة للأنشطة الطلابية

الجديد في هذا اللقاء أنه لم يقتصر على الحديث عن الخطوط العريضة للأنشطة، بل أولى أهمية كبرى لموضوع الرقمنة باعتبارها رافعة حقيقية لتطوير العمل الجامعي. فالرقمنة اليوم لم تعد خيارًا بل بديل ضروري، إذ تسمح بمتابعة البرامج العلمية عن بعد، وتسهيل تسيير الأنشطة الثقافية والفنية من خلال المنصات الرقمية، إضافة إلى إتاحة فرص أوسع للطلبة للتسجيل والمشاركة إلكترونيًا في المنافسات الرياضية والتظاهرات المختلفة، وهو ما يعزز الشفافية ويمنح الأنشطة بعدًا عصريًا يتماشى مع التحولات التكنولوجية الراهنة.

وفي هذا السياق، أكد السيد ‘بوزار رشيد الأمين’ العام للجامعة أن “الأنشطة الجامعية لا تقل أهمية عن الجانب البيداغوجي، فهي التي تمنح للطالب شخصية متوازنة، ونحن نعمل من خلال هذا الاجتماع على وضع خطة متكاملة لتوسيع المشاركة الطلابية واستثمار أدوات الرقمنة في تسيير ومتابعة هذه البرامج بما يخدم صورة الجامعة ورسالتها.” من جهته شدّد السيد ‘بن قدور سماعين’ المدير الفرعي للأنشطة العلمية والثقافية والرياضية على ضرورة إشراك الطلبة أكثر في صناعة هذا الحركية قائلاً: “رهاننا الأساسي هو إعطاء دفع جديد للأنشطة عبر التنويع والإبداع، مع توظيف الوسائط الرقمية لفتح المجال أمام النوادي والجمعيات الطلابية لتقديم مبادرات ومشاريع تعكس طموحاتهم، بما يحول الجامعة إلى فضاء تفاعلي نابض بالحياة.” إن أهمية هذا الاجتماع تكمن في كونه لم يكن مناسبة شكلية لتسطير برامج، بل خطوة استراتيجية تهدف إلى إعادة الاعتبار لدور الأنشطة الجامعية ضمن رؤية شاملة لمسار الطالب. فالجامعة حين تدمج بين العلم والثقافة والرياضة، وتدعم كل ذلك بالرقمنة كأداة تنظيمية وتواصلية فعالة، فإنها لا تصنع متخرجًا يحمل شهادة فقط، بل مواطنًا متوازنًا مبدعًا، قادرًا على خدمة مجتمعه والمساهمة في التنمية المحلية والوطنية. ومن هذا المنطلق، يتضح أن رهان جامعة أحمد زبانة غليزان هو الاستثمار في الإنسان باعتباره رأس المال الحقيقي لأي مشروع حضاري، وهو ما يجعلها اليوم تسير بخطى ثابتة نحو صناعة قاطرة للتنمية تخدم الحاضر وتستشرف المستقبل.

جيلالي.ب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى