
تنظيم الحملة التحسيسية لمكافحة التبذير الغذائي بالمنيعة
يبدو أن الحملة التحسيسية لمكافحة التبذير الغذائي التي نظمتها مديرية التجارة بالمنيعة، بالتنسيق
مع الفرع المحلي للمركز الوطني للسجل التجاري، شهدت مشاركة واسعة من مختلف القطاعات.
اختيار السوق الجواري ببلدية حاسي القارة كموقع للخرجة الميدانية كان خطوة ذكية، حيث يتيح التواصل
المباشر مع المستهلكين خلال شهر رمضان المبارك، وهو فترة يزداد فيها الاستهلاك وقد يرتفع التبذير.
وجود ممثلي الدرك الوطني، الحماية المدنية، مديرية الشباب والرياضة، مديرية النشاط الاجتماعي
و التضامن ممثلة في الخلية الجوارية للتضامن بحاسي القارة، والهلال الأحمر الجزائري، يعكس تضافر
الجهود بين مختلف الهيئات لإنجاح هذه المبادرة.
“معًا لرمضان بدون تبذير” و”كُل وما ترميش”
كما أن توزيع 100 مطوية توعوية يسهم في نشر الوعي حول أهمية ترشيد الاستهلاك والحد من
الهدر الغذائي، بما يتماشى مع شعاري الحملة:”معًا لرمضان بدون تبذير” و”كُل وما ترميش”، أكد
مأمور الفرع المحلي للمركز الوطني للسجل التجاري، السيد “لحول عبد القادر”، على أهمية هذه
الحملة في توعية المواطنين بضرورة تبني سلوك استهلاكي مسؤول، خاصة خلال شهر رمضان،
الذي يشهد ارتفاعًا ملحوظًا في الاستهلاك.
وأشار إلى أن الحد من التبذير الغذائي لا يساهم فقط في ترشيد النفقات، بل يعزز أيضًا قيم التضامن
والتكافل الاجتماعي كما شدد على أن المركز الوطني للسجل التجاري، من خلال مشاركته في
مثل هذه المبادرات، يسعى إلى دعم الجهود الرامية إلى تنظيم السوق وضبط الاستهلاك بما
يحقق توازنًا بين العرض والطلب، ويساهم في استقرار الأسعار وتقليل الفاقد ال
غذائي.
السيد “لحول عبد القادر”
كما أكد السيد، على استمرار الحملة التحسيسية التوعوية والإعلامية طوال شهر رمضان،
مشيرًا إلى دورها الهام في غرس ثقافة الاستهلاك الرشيد لدى المواطنين. وأوضح أن الحملة
لن تقتصر على الخرجات الميدانية، بل ستشمل أيضًا نشاطات إعلامية عبر وسائل التواصل
الاجتماعي، وتوزيع المزيد من المطويات التوعوية،
إلى جانب تنظيم لقاءات مع التجار والمستهلكين لتعزيز الوعي حول مخاطر التب
ذير الغذائي. وأشار إلى أن الهدف الأساسي من هذه الحملة هو تحقيق استهلاك متوازن
ومسؤول، بما يتماشى مع القيم الدينية والاجتماعية، ويضمن استدامة الموارد، داعيًا الجميع
إلى التفاعل الإيجابي مع المبادرة والمساهمة في نشر رسائلها داخل المجتمع.
ممثل الدرك الوطني
من جانبه، أكد ممثل الدرك الوطني على أهمية هذه الحملة التحسيسية في تعزيز الوعي
المجتمعي حول التبذير الغذائي، مشيرًا إلى أن الحد من الإسراف يسهم في تحقيق الأمن
الغذائي والاستقرار الاجتماعي، كما شدد على دور مصالح الدرك الوطني في مرافقة مثل
هذه المبادرات، لضمان وصول الرسائل التوعوية إلى مختلف فئات المجتمع، خاصة في
الأسواق والأماكن العامة.
وأوضح أن التبذير الغذائي ليس مجرد سلوك فردي، بل ظاهرة تستوجب تكاتف الجهود للحد
منها، مؤكدًا أن مصالح الدرك الوطني مستمرة في دعم الحملات التوعوية التي تهدف إلى
تحسين سلوكيات الاستهلاك لدى المواطنين، بما يحقق التوازن بين الحاجة الفعلية والقدرة
الشرائية، ويقلل من الفائض غير المستغل.
مدير التجارة، السيد “مقدم نور الدين”
من جانبه، أكد مدير التجارة، السيد “مقدم نور الدين”، على أهمية تضافر الجهود بين مختلف
القطاعات للحد من ظاهرة التبذير الغذائي، مشيرًا إلى أن هذه الحملة تأتي في إطار تنفيذ
توجيهات وزارة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية.
وأوضح أن المديرية تواصل جهودها لضبط السوق وتشجيع ثقافة الاستهلاك الرشيد، من
خلال تكثيف عمليات الرقابة والتحسيس، مضيفًا أن التوعية هي جزء أساسي من استراتيجية
الوزارة لضمان استقرار السوق وترشيد الاستهلاك، خاصة في شهر رمضان، حيث يزداد
الطلب على مختلف المواد الغذائية.
كما دعا المواطنين إلى تبني سلوك استهلاكي واعٍ ومسؤول، والالتزام بالتوازن في الشراء
بما يضمن استفادة الجميع من الموارد المتاحة، وتقليل الفاقد الغذائي الذي يؤثر على
الاقتصاد الوطني.
وفيما يخص مراقبة السوق والمحلات التجارية، أكد أن مصالح مديرية التجارة بالتنسيق
مع الجهات المختصة، على غرار الدرك الوطني والحماية المدنية، تكثف عمليات التفتيش
والرقابة خلال شهر رمضان، لضمان احترام القوانين المنظمة للنشاط التجاري، وضبط
الأسعار، ومراقبة جودة المواد الغذائية المعروضة. وأشار إلى أن الفرق المختصة تقوم
بخرجات ميدانية يومية لمراقبة مدى التزام التجار بشروط التخزين، واحترام معايير النظافة،
وضبط أي ممارسات غير قانونية، مثل الاحتكار أو المضاربة في الأسعار.
كما أكد أن الجهات المعنية ستتخذ إجراءات صارمة ضد أي تجاوزات، مع التركيز على
توعية التجار والمستهلكين بأهمية الشفافية في التعاملات التجارية، وضمان وفرة
المواد الأساسية بأسعار معقولة. ودعا المواطنين إلى التبليغ عن أي تجاوزات عبر
الخطوط الساخنة للمديرية، لضمان سوق منظم وعادل يخدم الجميع.
ممثل الحماية المدنية، السيد “العربي دحمان”
من جانبه، أكد ممثل الحماية المدنية، السيد “العربي دحمان”، على أهمية الجانب
الوقائي في الحد من التبذير الغذائي وضمان سلامة المستهلكين، وأوضح أن دور الحماية
المدنية في هذه الحملة لا يقتصر فقط على التوعية، بل يشمل أيضًا مراقبة شروط
التخزين والنقل الصحي للمواد الغذائية، خاصة في ظل ارتفاع الاستهلاك خلال شهر رمضان.
وأشار إلى أن عناصر الحماية المدنية يقدمون إرشادات حول كيفية حفظ الأغذية بطريقة
صحيحة، لتفادي التلف أو التسمم الغذائي، الذي قد يكون نتيجة سوء التخزين أو التبذير
المفرط.
كما أكد على ضرورة التزام التجار والمستهلكين بمعايير السلامة الغذائية، لتجنب أي
مخاطر صحية، وحثّ المواطنين على التحلي بالوعي في استهلاكهم للمواد الغذائية.
وفي ختام كلمته، دعا إلى الاستفادة من هذه الحملة التحسيسية، واتخاذ التدابير
اللازمة لتقليل الفاقد الغذائي، بما يضمن صحة المجتمع ويحافظ على الموارد الغذائية
المتاحة.
لحسن الهوصاوي