روبرتاج

تلمسان تتزين لاستقبال مصطافيها

بين حملات نظافة وتهيئة المحيط

تتواصل بولاية تلمسان حملات نظافة واسعة النطاق لتنظيف المحيط عبر كافة بلديات ولاية تلمسان، التي أشرف على إطلاقها السيد يوسف بشلاوي والي ولاية تلمسان، بتاريخ الـ 11 ماي من السنة الجارية رفقة السلطات المحلية وبمشاركة جميع القطاعات من مديرية البيئة، الموارد المائية، التكوين المهني، الثقافة، الشؤون الدينة، الأشغال العمومية والتجهيزات العمومية والمنتخبين وكل الإدارات والمقاولات وغيرها، تحت شعار ”إذا اجتمع الجميع معا عندها فقط سنتمكن من استعادة بريق ولاية تلمسان”، وسط انخراط واسع للحركة الجمعوية وفعاليات المجتمع المدني والكشافة، ومختلف الجمعيات والمنظمات في هذا النشاط البيئي، وتبقى مستمرة عبر كامل بلديات الولاية إلى غاية الـ 05 جويلية من السنة الجارية وهذا تزامنا مع الاحتفالات المخلدة للذكرى الثانية والستين “62” لعيد الاستقلال 05 جويلية 1962ـ2024.

وقد استهدفت هذه الحملة التي أعطيت إشارة انطلاقها من حي الزيتون ببلدية تلمسان من قبل المسؤول الأول على الولاية، تنظيف مختلف الشوارع والساحات العمومية عبر كافة بلديات الولاية من خلال رفع القمامة وإزالة الأتربة، وكذا معالجة والقضاء على 244 نقطة سوداء محصاة عبر الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية على مستوى الولاية والتي تشكل ضررا على البيئة وتشوه جمالية محيط المدينة، إلى جانب تنظيف المساحات الخضراء.

كما شملت العملية طلاء وتزيين الشوارع الرئيسية وتنقية حواف الطرقات وبعض المسالك الثانوية، من خلال تسخير وسائل العتاد التابعة لمختلف المصالح تمثل في 1400 عامل و240 شاحنة و280 آلية بمختلف الأحجام تابعة لحظائر البلديات والمقاولين، و340 متربصا من التكوين المهني، مع تجنيد الوسائل التابعة لمراكز الردم التقني المتواجدة على مستوى الولاية، إلى جانب مشاركة واسعة من المواطنين والمجتمع المدني وأشبال الكشافة الإسلامية الجزائرية، بالإضافة إلى مدراء القطاعات التنفيذية الذين عملوا على تسيير المشاركين في فرق متناغمة.

جمع 3500 طن نفايات والقضاء على 53 نقطة سوداء

هذا، ومكنت حملة النظافة الواسعة النطاق لتنظيف المحيط والقضاء على النقاط السوداء عبر كافة بلديات ولاية تلمسان إلى حد الآن، من جمع أزيد من 4500 طن من النفايات بمختلف أحياء الولاية، حسب حصيلة أوردتها يوم السبت 25 ماي السيدة فتيحة بلحاج مديرة مديرية البيئة لولاية تلمسان، إذ تم إحصاء في أسبوعها الأول 53 نقطة سوداء على مستوى 53 بلدية تم على إثرها جمع 3500 طن، في حين الأسبوع الثاني منها أسفرت عن جمع 1050 طن من النفايات، أين تم إحصاء 03 نقاط سوداء بمنطقة الكدية.

وقد أبدت مديرة مديرية البيئة لولاية تلمسان السيدة فتيحة بلحاج أسفها يوم السبت على هامش حملة النظافة على عـودة تشكل نفس النقاط السوداء التي تم القضاء عليها بعد أقل من أسبوع على حملة النظافة، خاصة على مستوى الـ 06 الأحياء الحساسة بالمجمع الحضري لتلمسان الكبرى حي أوجليدة، حي بوجليدة، منطقة بوزور، وحي الكدية وحيي عبد المؤمن بن علي وأبو تاشفين، داعـية بالمناسبة المواطنين إلى المشاركة الفعّالة في هاته الحملات التطوعية أو على الأقل احترام أوقات جمع النفايات وأماكن وضعها.

واعتبرت ذات المتحدثة المواطن بالحلقة المفقودة في عملية التنظيف والعملية التطوعية باعتباره المتسبّـب الأول في إحداث هذا الخلل البيئي واعتبرته في نفس الوقت أيضا غير مشارك أي غير متطوع، كونه لا يشارك في هاته الحملات التطوعية على حـدّ ـ قولها ـ.

وتعـد حملة النظافة التي تم إطلاقها تـنـفـيذا لتعليمات وتوجيهات والي الولاية السيد يوسف بشلاوي، الأكبر من نوعها خلال هذه الصائفة على مستوى الولاية بالنظر للانخراط الواسع لمختلف الفعاليات والهيئات والقطاعات في هذه العملية والتي ستتواصل إلى غاية القضاء النهائي على البؤر السوداء، ويراهن من خلالها على حس السكان القاطنين بمختلف البلديات في هذه الحملة لنظافة المحيط ووعيهم بأهمية القضاء على هذه النقاط السوداء لحفاظهم على نقاوة أحيائهم السكنية من أجل سلامتهم من جميع الآثار المترتبة عن هذه البؤر التي تؤدي إلى انتشار الأمراض.

وقد شدد خلال الاجتماع الموسع الذي ضم رؤساء البلديات والدوائر والهيئة التنفيذية على ضرورة إيلاء أهمية قصوى لعملية تنظيف البالوعات ومجاري المياه، ورفع كل أنواع النفايات عبر المدن والبلديات مع تسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاح العملية التي انطلقت من أكبر تجمع سكاني حضري بعاصمة الولاية.

وتندرج هذه الحملة الكبرى لتنظيف المدن ضمن الاستعدادات والتحضيرات الخاصة بموسم الاصطياف لسنة 2024 لاستقبال السواح والمصطافين بمدينة تلمسان والبلديات السياحية في أحسن الظروف.

برنامج خاص لاستقبال ضيوف جوهرة الغرب

بالموازاة مع ذلك، وفي إطار التحضير الجيد لاستقبال موسم الاصطياف لسنة 2024، تواصل السلطات المحلية لبلديتي تلمسان والمنصورة بالتنسيق والتعاون مع مصالح الغابات، الموارد المائية، الأشغال العمومية، البناء والتعمير، البيئة في تجسيد العديد من العمليات وتسخير كافة الوسائل المادية والبشرية للانتهاء منها قبل حلول فصل الاصطياف والتي شملت إعادة صيانة وتأهيل الحدائق والساحات العمومية وفضاءات الراحة المتواجدة عبر إقليم البلدية، وكذا صيانة وإصلاح شبكة الإنارة العمومية على مستوى محاور الدوران والشوارع الرئيسية وتوسيعها للعديد الأحياء السكنية، إلى جانب غرس الأشجار على مستوى المساحات الخضراء وتنظيفها ومخلفات عمليات التنقـية.

هذا إلى جانب صيانة وإعادة طلاء حواف الأرصفة والطرقات ومحاور الدوران بكل من مدخل الطريق السيار شرق غرب بعين الحجر، ومحور دوران والمساحات الخضراء بحي الزيتون، ومحور دوران الملعب البلدي الإخوة الثلاثة زرقة، ومشروع إعادة تأهيل صور من الطريق الوطني رقم 22 إلى غاية حي العطار، وتكثيف عمليات التنظيف ورفع النفايات الهامدة، والمراحيض العمومية والأكشاك مسبقة الصنع ومخادع رمي النفايات المنزلية بحي 1060 مسكن، وتهيئة وصيانة نافورات المياه المتواجد على مستوى البلدية وتنقية الأحواض المائية، على غرار نافورة محور دوران المسبح شبه الأولمبي، ونافورة محور دوران معهد الصناعات التقليدية والسياحة، وإعادة تأهيل فضاءات الألعاب والتسلية وحديقة “الملك يوغرطة” المتواجدة بموقعي الحوض الكبير وهضبة لالة ستي والمواقع السياحية والمعالم الأثرية التي تزخر بها الولاية، وتشذيب الأشجار وتهيئة المساحات الخضراء بحديقة حي الزيتون وحديقة الحرطون، توفير مضخة ماء لسقي النباتات، وكذا تعديل لافتة مدخل تلمسان وتزيينها لتكون لائقة بزوار ولاية تلمسان ووجهة سياحية ولتوفير جو ملائم وظروف مريحة للمواطن.

بلدية “مرسى بن مهيدي” تستعد للظفر بلقب “عروس الموسم”

 في ذات السياق، ومع بداية العـد التنازلي لاحتضان موسم بألوان المدينة، تتجه اهتمامات السلطات المحلية نحو تسخير واستغلال الموارد البشرية والمادية الكافية لتغطية مصاريف عمليات التهيئة والتحسين الحضري وإعادة الاعتبار للشريط الساحلي والمساحات المهملة والفضاءات المتضررة مع التكثيف من ورشات الأشغال بكل النقاط السوداء والمواقع السياحية على خلاف المواسم السابقة.

بلدية مرسى بن مهيدي تخطف الأنظار هذه المرة وتنتقل إلى محطة احتضان فعاليات الانطلاق الرسمي لموسم الاصطياف، وتستعد للظفر بلقب عروس الموسم بلوحة جمالية مغايرة تستعرض فيها خصوصيتها وما يميزها عن شواطئ الغرب الجزائري، خاصة وأن ولاية تلمسان استقطبت عبر مختلف شواطئها خلال موسم الاصطياف لسنة 2023 ما يزيد عن 06 ملايين مصطاف، وهو رقم تستطيع تجاوزه خلال هذه السنة نظرا لجمال شواطئها، بحيث تعرف في كل مرة توافد عدد كبير من السواح والمصطافين من مختلف ولايات الوطن وحتى من خارج الوطن، ناهيك عن شواطئ أخرى التي لقيت عناية، خاصة وأقحمت ضمن القائمة، وعلى سبيل الذكر شاطئ بيدر، عين عجرود، واد عبد الله، شايب راسو، أولاد بن عايد…وغـيرها من الشواطئ المسموحة، والمقدرة بـ 12 شاطئا مسموحا تم إدراجه ضمن قائمة الشواطئ المسموحة للسباحة، حيث تقارب أشغال إعادة التهيئة على الانتهاء بعد إطلاق عملية واسعة من المشاريع التي مست كل النقاط السوداء والنقائص المسجلة خلال المواسم السابقة، واستهدفت المواقع المتضررة التي حالت دون استقبال المصطافين سابقا.

كما تبقى التحضيرات سارية بالبلديات الساحلية في سبيل الاستقبال الجيد للمصطافين وتقديم خدمات في المستوى المطلوب بمعطيات ملموسة، وتدخل هذه التدابير في إطار تحسين الأداء وضمان راحة المصطافين وزائري مدينة تلمسان، من خلال حملات التنظيف الواسعة عبر الشواطئ التي أطلقـتها مديرية البيئة لولاية تلمسان بالتنسيق مع الاتحادية الوطنية للمجتمع المدني تلمسان، وبمشاركة مديرية الشباب والرياضة لولاية تلمسان، والرامية إلى جمع النفايات البلاستيكية والزجاجية والحديدية على وجه الخصوص، بالموازاة مع تنظيم نشاطات توعوية للمحافظة على نظافة المكان، حيث كانت الانطلاقة من مقـر مديرية البيئة لولاية تلمسان لتشمل كل من شواطئ بلديتي مرسى بن مهيدي، مسكاردة 01 و02 وهنين، على أن تبقى متواصلة لتشمل باقي الشواطئ المسموحة والتي تشهد توافدا كبيرا من طرف المصطافين، بما في ذلك الغابات الساحلية المجاورة لها، إذ سمحت العملية في مرحلتها الأولى من رفع حوالي 02 طن من النفايات حسب الإحصائيات الأولية التي قدمتها مديرية البيئة لولاية تلمسان.

ع. أمير 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى