
أكد بعض الخبراء بأنّ أهمية الذكاء الاصطناعي تكمن باعتباره امتدادا للذكاء البشري، بل وأعلنوا صراحة بأنه لا بد من تشجيع كل الأبحاث والمبادرات التي تصب في هذا الاتجاه باعتبارها ثورة تكنولوجية رائدة لكن نصحوا بالمقابل إستحداث أدوات آمنة وجديرة بالثقة ومسؤولة وعادلة، دون المساس بالأدوار الأساسية للحكم والإبداع البشري، لأنه سيوفر فرصا جديدة من شأنها مساعدة الأساتذة في عملهم الجامعي وحتى أبحاثهم الجامعية، وعليه أكدوا بصريح العبارة أنه يجب استخدام الذكاء الاصطناعي لزيادة قدراتنا وذكائنا بدلا من استبدالها.
أصبح الذكاء الاصطناعي اليوم حقيقة لا مفر منها ويعرف تطورا بوتيرة متسارعة وانتشارا واسعا عبر دول العالم التي تريد أن معرفة المزيد عن هذه التكنولوجيا الجديدة، ولكنها بقدر ما هي متخوفة من مخاطر الذكاء الإصطناعي إلا أنها تحرص على سلامة الذكاء الاصطناعي. بحيث أن هذا التخصص الجديد الذي سيأخذ أبعادا أوسع مستقبلا سيساعد حتما الطلاب في التصدي للرهانات الأخلاقية والمخاطر المرتبطة بتطوير ونشر تقنيات الذكاء الاصطناعي. كما أنه بالتأكيد سيرافق الجيل القادم من العلماء بمهارات ومعرفة تواكب هذه التقنية لتعلم وتطوير تقنيات صارمة لبناء أنظمة ذكاء اصطناعي آمنة وجدير بالثقة. والحديث هنا بالأساس سيكون حول السياسات والمبادئ التوجيهية وأطر الحوكمة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. وعليه فإنّ الخبراء يراهنون كثيرا على عميلة الدمج بين هذا الفرع الجامعي وتقنيات الذكاء الاصطناعي، ليتسنى للطلاب تعلم طرق معالجة اللغة الطبيعية ورؤية الكمبيوتر، والتعرف على الصوت والإيماءات في سياق التفاعل بين الإنسان والحاسوب. وهذا يحيلنا أيضا إلى مجال دراسي آخر وهو هندسة أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تندرج ضمن علوم الكمبيوتر وعلوم البيانات مع وحدات تطبيقية تركز على عدة مجالات، مثل أنظمة الذكاء الاصطناعي في الأدوية والتعليم والتمويل وغيرها، فضلا عن الجوانب التقنية المتمثلة في التحليلات التنبؤية والتعلم الآلي والتعلم العميق ومعالجة اللغة الطبيعية وتصميم الخوارزمية. لا يجادل إثنان في أنّ كل تكنولوجية جديدة لها مساوئها تماما مثل مزاياها، والذكاء الاصطناعي ليس استثناء بالتأكيد، حيث أنّ الإيجابيات تشمل نشر أدواته لتحسين الوصول إلى الموارد الأكاديمية والتعليمية بشكل كبير، بما في ذلك البرامج التعليمية عبر الإنترنت، والبرامج التعليمية الموصى بها من قبل الذكاء الاصطناعي، والتعلم المخصص. ولكن من عيوبه في حال سوء استخدامه، قد يؤدي ذلك إلى تفاقم عدم المساواة والتمييز عن طريق تدريب الخوارزميات على البيانات المتحيزة، خاصة في مجالي التعليم العالي والطب، وهو ما سيخلق مخاطر متعلقة بخصوصية البيانات. وقد يؤدي ضخ المعلومات بكميات هائلة عن الطالب أو المريض إلى خلق مخاوف أخلاقية جادة، وهو ما سيجعل مؤسسات وجامعات أبحاث الرعاية الصحية بحاجة إلى إنشاء سياسات وإرشادات لجمع البيانات وتخزينها واستخدامها لفرض الحماية في عمليات تصميم ونشر الذكاء الاصطناعي.
أحمد الشامي