تكنولوجيا

تحديات اللغة العربية

الثقافة الرقمية

الرقمنة هي برمجة وتحويل كل شيء حولنا إلى شيء إلكتروني أو آلي، حيث تساعد في توفير مساحات تخزين وتخفيض تكاليف الطباعة والورق والحبر، وتوفير الوقت والجهد لدى المستخدم، وتسهيل عملية الأرشيف وبحث وفرز الملفات المختلفة، وأيضا توفير فرص أكبر للتوسع والانتشار والحد من الروتين. يوجد كثير من التحديات التي تواجه اللغة العربية وكيفية رقمنتها بشكل عصري، بحيث يسهل في استخدامها بما يتناسب مع العصر التكنولوجي الرقمي الذي يعيشه العالم الآن. ومن وجهة نظري المتواضعة كباحثة في علوم الصوتيات واللغويات، سنناقش معا في هذا المقال أثنين من أهم التحديات التي تواجه رقمنة اللغة العربية.

(1)- برمجة اللغة العربية حاسوبيا من حيث تشكيل النصوص والكلمات بكفاءة عالية، وأيضا قراءة اللغة العربية وكتابتها آليا. وقد تم التغلب على هذا التحدي بشكل كبير في العشر سنوات الأخيرة، حيث يوجد الآن ماكينات صراف آلي باللغة العربية، وتستخدم اللغة العربية في كثير من التطبيقات المختلفة على متجر جوجل APP store، كما يوجد كثير من المواقع العربية التي تقوم بتشكيل النصوص العربية بنسبة كفاءة أكثر من 85%. ولكن بشكل عام يعمل المتخصصين في هندسة اللغة على زيادة كفاءة التطبيقات المختلفة التي تعمل باللغة العربية وتبرمجها بشكل آلي بحيث يمكن للألة أن تنطق وتكتب اللغة العربية بشكل سليم وبكفاءة عالية وجودة متميزة، ولكن تواجههم بعض الصعوبات من حيث زخم اللغة العربية بالظواهر الصوتية واللغوية كما تناولناها سابقا في هذا المقال، واعتقد أن استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي قد يمكن المتخصصين من التغلب الكامل على هذا التحدي.

(2)- ضعف المحتوى العربي على الإنترنت بشكل عام. يمثل هذا التحدي خطورة كبيرة على اللغة العربية ومستخدميها، وأيضا يهدد فرة رقمنة اللغة العربية ويحد من استخدامها وانتشارها كلغة عصرية في المواقع المختلفة. وبالرغم من أن 5.2 بالمائة من مستخدمي الإنترنت حول العالم من الناطقين باللغة العربية، وحوالي 62 بالمائة من هؤلاء المستخدمين في مصر والسعودية ولبنان يفضلون تصفح الإنترنت باللغة العربية، إلا أنه قد صرح الاتحاد الدولي للاتصالات أن نسبة إجمالي المحتوى المكتوب باللغة العربية على الإنترنت لا يتجاوز 3 بالمائة من المحتوى العالمي على الإنترنت، وذلك في الفترة من 2010 إلى 2015. وتشمل هذه النسبة الضئيلة جدا موضوعات محدودة وذات كفاءة متدنية في مجال الطب ومجال البيئة. وفي 2020 لم تزداد هذه النسبة الضئيلة ولكن تم تحسين كفاءتها وجودتها بنسبة تتراوح بين 87 بالمائة – 95 بالمائة من دقة المحتوى العربي المكتوب. وساهمت 4 دول عربية فقط في نسبة هذا المحتوى العربي على الإنترنت (3 بالمائة) بنسب مختلفة، حيث ساهمت الأردن بنسبة 75 بالمائة، تليها السعودية بنسبة 46 بالمائة، وتليها مصر بنسبة 15 بالمائة، وأخيرا سوريا بنسبة 10 بالمائة. أما عن دولة الإمارات فيتم نشر 81 بالمائة من المحتوى الصادر عنها باللغة الإنجليزية في المحتوى الخاص بمواقع التواصل الاجتماعي، و59 بالمائة في المحتوى الخاص بالتجارة الإلكترونية.

ق.ح

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى