
إننا نعيش في الوقت الراهن ركودا في حوسبة اللغة العربية وفجوة رقمية تزداد اتساعا يوما بعد يوم بسبب تقاعس الكوادر والكوادر. إننا نعيش في العصر الرقمي لكل ما تحمله الكلمة من معنى حيث أصبح كل شيء بكبسة زر، بحيث أصبح من الضروري تطويع اللغة العربية للمعالجة الأنية ولمواكبة الثورة الرقمية، لتغدو اللغة العربية متداولة في المجال الرقمي، لكن هناك ركود في الجهود المبذولة في اللعة إلى خلق فجوة معرفية واضحة وعليه يجب معرفة الأسباب
لا بد من تأطير اللغة وحولها من أجل تقنين حضورها والإطلالة على العالم بأبجدية الإبداع العربي. يجب النظر إلى اللغة العربية معنى وقيمة وليس بوصفها شكلا وغنيمة، وذلك من أجل تحقيق الهدف المنشود بين العربية والرقمنة. قد يبدو الموضوع مُتشعّبا وتتدخّل فيه عدة مُتغيّرات منها ما هو سياسي وتخطيط لغوي وتعليمي تعلُّمي وما يتعلّق بالبيئة اللغوية وبالمناهج التعليمية وغيرها من المتغيّرات، وهو في الحقيقة موضوع مُركّب. وعليه، عند الوقوف على الجوانب تتعلق بإشكالات عامة في تعليم اللغة العربية وتعلُّمها في هذا السياق الرقمي وما يرتبط به من تحوّلات، إلى جانب إشكالات منهاجية ورقمية وبعض المناهج البيداغوجية والدياليكتية.
المحيط العالمي الجديد
لا بد من الإشارة إلى أنّ السياق الذي يحكم الموضوع هناك بعض العناصر على سبيل المثال هو السياق الرقمي خاصة التشريعات والقوانين التي تُسنُّ لحماية اللغة العربية والوضع الحالي لما تتعرض إليه اللغة العربية من ظواهر مما يُسمى بالإفتراس اللغوي حيث هيمنة لغة المستعمر في العديد من الدول العربية. وحين نتكلم عن اللغة العربية فلا بد من افشارة إلى شيء مهم يتكرر في كل الندوات والمؤتمرات واللقاءات، إلى وضع اللغة العربية كونها أكثر انتشارا في العالم بحيث يتحدّثها أكثر من مليار ونصف من الناس. هذه المعطيات مهمة جدا ولكنها تتكرر بنفس الطريقة والحدّة ما عدى فيما يتعلق بالنسب ومن يتحدّثها. ولكن نلاحظ مقابل ذلك العزوف من ناحية تطويرها وجعلها أكثر قدرة على التواصل عبر المحيط العالمي الجديد.
الإشكاليات والصعوبات
إنّ الوضعية التي تعيشها اللغة العربية اليوم في القرن الحادي والعشرين، يمكن أن نُقسّمها إلى نوعين أساسيين، التحديات الموضوعية وذاتية، يمكن إجمالها فيما يلي:
(1)- الإشكالات النفسية وهي مرتبطة خاصة بكون المتحدثين باللغة العربية يقولون بأنها لغة صعبة وأنّ نظامها الصوتي وقواعدها النحوية والصرفية هي صعبة ولا يمكن الحديث بها واستعمالها وهذا ما يؤثر على التمكُّن منها والإقبال عليها وتعلمها خاصة لدى الطلبة في المدارس والثانويات والجامعات
(2)- الإشكالية المرتبطة بالبيئة اللغوية المحيطة بالمُتعلّم، ومن مظاهرها: التعدد اللغوي وهيمنة اللغات الأجنبية.
(3)- الإشكالية المرتبطة بغياب سياسة لغوية مؤثرة وغياب تخطيط لغوي ملائم لحاجيات المُتعلّمين في هذه السياقات الجديدة.
(4)- الإشكالية المرتبطة بغياب الإطار العربي المرجعي لتعلم اللغة بشكل خاص في المستويات الأولى
(5)- الإشكالية المرتبطة بضعف الدافع لدى المُتعلّم العربي وخاصة عند الأطفال وضعف المستوى التعليمي للناطقين بها وهذا ما نلاحظه في الإختبارات الدورية إلا عند بعض الدول التي حاولت تطوير أداء مُتعلّميها
(6)- الإشكالية المرتبطة بتكوين متعلّمي ومتعلمات تكوينا ملائما لهذه المُتغيّرات التي نعيشها اليوم
الإشكالية المرتبطة بتقويم الأداء وإدراج بعض المهارات العليا وما على ذلك من المهارات المناسبة للمتعلّمين
هذه التحديات حسب ما استقاها الخبراء والمختصون من خلال الأبحاث والدراسات، إما انها قائمة على مجرد إنطباعات غير علمية وموضوعية ومواقف إنفعالية تجاه اللغة العربية وهي مواقف عاطفية، أو نتيجة عدم تطبيق التشريعات وتنفيذ القوانين التي تسنها الجهات المعنية، إلى جانب الفرص
بقلم: أحــمــد الــشــامــي