تكنولوجيا

بين الحلول الممكنة أو الخروج عن السيطرة

الذكاء الاصطناعي

لقد أصبح الذكاء الاصطناعي مصطلحًا شاملًا للتطبيقات التي تؤدي مهام مُعقدة كانت تتطلب في الماضي إدخالات بشرية مثل التواصل مع العملاء عبر الإنترنت. يُستخدم غالبًا هذا المصطلح بالتبادل مع مجالاته الفرعية، والتي تشمل التعلم الآلي والتعامل العميق.
ومع ذلك، هناك اختلافات.. على سبيل المثال، يُركز التعلم الآلي على إنشاء أنظمة تتعلم أو تحسّن من أدائها استنادًا إلى البيانات التي تستهلكها. ومن المهم أن نلاحظ أنه على الرغم من أن كل سُبل التعلم الآلي ما هي إلّا ذكاء اصطناعي، فإنه ليس كل ذكاء اصطناعي يُعد تعلمًا آليًا. للحصول على القيمة الكاملة من الذكاء الاصطناعي، تقوم العديد من الشركات باستثمارات كبيرة في فرق علوم البيانات. يجمع علم البيانات بين الإحصاءات وعلوم الكمبيوتر والمعرفة بالأعمال لاستخلاص القيمة من مصادر البيانات المختلفة.

توفير فهم أكثر شمولية لفيض البيانات المتوفرة
إن المبدأ الرئيسي للذكاء الاصطناعي هو أن يحاكي ويتخطى الطريقة التي يستوعب ويتفاعل بها البشر مع العالم من حولنا. الأمر الذي أصبح سريعًا الركيزة الأساسية لتحقيق الابتكار. ‏‫بعد أن أصبح الذكاء الاصطناعي مزودًا بأشكال عدة من التعلم الآلي التي تتعرف على أنماط البيانات بما يُمكّن من عمل التنبؤات، يمكن للذكاء الاصطناعي إضافة قيمة إلى أعمالك من خلال توفير فهم أكثر شمولية لفيض البيانات المتوفرة. الاعتماد على التنبؤات من أجل أتمتة المهام ذات التعقيد الشديد فضلًا عن المهام المعتادة.
لماذا تعتمد الشركات بصفة عامة على تقنيات الذكاء الاصطناعي ؟
تستخدم الشركات الذكاء الاصطناعي في المقام الأول من أجل أربع غايات أساسية:
(01)- الكشف عن التدخلات الأمنية وردعها.
(02)- حل المشكلات التقنية للمستخدمين.
(03)- الحد من أعمال إدارة الإنتاج.
(04)- قياس الامتثال الداخلي عند استخدام الموردين المعتمدين.
ما الفائدة من تعميم الذكاء الاصطناعي على الشركات؟
تُعد تقنية الذكاء الاصطناعي تقنية إستراتيجية حتمية تعمل على الحصول على كفاءة أكبر وفرص جديدة للدخل وتعزيز ولاء العملاء. كما أنها تتحول بسرعة إلى ميزة تنافسية للعديد من المؤسسات. فمع الذكاء الاصطناعي، يمكن للشركات إنجاز المزيد من المهام في وقت أقل، وإنشاء تجارب عملاء مُخصصة وجذابة، والتنبؤ بنتائج الأعمال لزيادة الربحية. ولكن الذكاء الاصطناعي لا يزال تقنية جديدة ومعقدة. فللحصول على أقصى استفادة منها، تحتاج إلى الخبرة في كيفية إنشاء حلول الذكاء الاصطناعي وإدارتها على نطاق واسع. يتطلب مشروع الذكاء الاصطناعي أكثر من مجرد توظيف عالم بيانات. فيجب على الشركات تنفيذ الأدوات والعمليات وإستراتيجيات الإدارة لضمان نجاح تقنية الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي الجاهز للاستخدام يجعل تفعيله أسهل
إن ظهور الحلول والأدوات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي يعني أن بإمكان المزيد من الشركات الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بتكلفة أقل وفي وقت أقل. يشير مصطلح الذكاء الاصطناعي الجاهز للاستخدام إلى الحلول والأدوات والبرامج التي تحتوي إما على قدرات ذكاء اصطناعي مضمنة أو تعمل على أتمتة عملية صنع القرار الخوارزمي. يتضمن الذكاء الاصطناعي الجاهز للاستخدام قواعد بيانات ذاتية الإصلاح ونماذج مسبقة الإنشاء للتعرف على الصور وتحليل النصوص في مجموعات بيانات مختلفة. لكن هناك خطر محدق بالبشرية يبقى قائما مع التقدم العلمي وتبقى المنافسة مفتوحة بين الآلة والبشر. ولعل أحد التساؤلات المُفتاحية مما طرحه لوغر تشير إلى أن علوم الذكاء الآلي إنما تدور حول مقدرة هذا الذكاء على منافسة ذكاء الإنسان والخروج بالنتيجة عن سيطرته، ومدى إمكانية حصول ذلك كما في مسرحية “إنسان روسوم الآلي” للتشيكي كارل تشابك، والتي كانت أول مسرحية تستخدم لفظ “روبوت” (وهي كلمة مُشتقة من كلمة تشيكية بمعنى العبيد)، تدور أحداثها في مصنع لتصنيع الروبوت وصل جنون صانعيها إلى أنهم أرادوا خلق الروح في داخلها. ثم يحدث في سياق المسرحية ما يتخوّف منه العلماء اليوم. فقد ثارت الروبوتات على البشر لشعورها للحظة أنها ملكت العالم. ولعل هذه المقاربة تبرر التساؤل عن قدرات الذكاء الاصطناعي وإمكانية سيطرته على حياتنا اليومية… فتخرج الروبوتات عن سيطرة الإنسان. وهنا مكمن السؤال الكبير الذي يواجه البشرية اليوم.
احتمالات حصول خطأ بشري في البرمجة
يقول لوغر:” صحيح أن هذا الذكاء جدير بأن يحلّ الكثير من المشاكل، لكن السيطرة على تقدّمه ليست مضمونة أمام شراهة المطوّرين”. وحتى خارج هذا الإطار، ينبغي، وفي أفضل الأحوال، الأخذ بعين الاعتبار احتمالات حصول خطأ بشري في البرمجة على الأقل، هذا إن لم نتحدث عن الاستخدام بشكل خاطئ، أو في خروج الآلة عن السيطرة (البشرية العاقلة) نتيجة خطأ في التصنيع أو بسبب عطل طارئ ما (والأعطال محتملة دائماً في الآلات)”، أو احتمالات وقوع الآلة في أيدٍ غير مسؤولة، أو أقل كفاءة ممّا ينبغي، أو ربما في أيدٍ إرهابية. أليست هي نفسها حكاية الديناميت الذي أراده مخترعه الفرد نوبل للبناء ولخير الإنسانية، ثم بات يُستخدم كما نعلم؟. لو كان يعلم الفريد نوبل ما يسببه اختراعه للديناميت للبشرية من ماسي لما اخترعه إطلاقا.
بقلم: الكاتب روان علي شريف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى