بقليل من التغييرات، بل بتغييرات مجهرية إجبارية مفروضة، بسبب إصابة إسماعيل بن ناصر، وإجهاد فارس شعيبي، عاود جمال بلماضي، ثقته اللا متناهية، في حرسه القديم، وأضاف إليهم المخضرم سفيان فيغولي، الذي كان ظلا لنفسه، أي بسبعة لاعبين ضمن الأساسيين من الذين لعبوا الدور الأول، من كأس أمم إفريقيا 2019، وهم عطال وبن سبعيني وماندي وفيغولي ومحرز وبلايلي وبونجاح..
وجميعهم تجاوزوا الثلاثين أو قاربوا، وفي درجة حرارة مرتفعة، فاقت الـ35، ورطوبة معتدلة دون الخمسين بالمائة، حقق الخضر تعادلا مخيبا في مواجهة المنافس الأول لرفقاء آيت نوري الرائع على الدوام، في المجموعة الرابعة، بوركينا فاسو، وهو انتزاع نقطة واحدة في مباراة بدت من الوهلة الأولى بأنها معقدة، وكانت بوركينا فاسو، أكثر تحفظا، ولكن بالبحث عن الثغرات بين الحين والآخر، والتي حققت هدفا مهما في آخر أنفاس المرحلة الأولى، في شوط أول، ضاعت فيه فرصتين لرفقاء بغداد بونجاح، بسبب أخطاء في دفاع المنافس، ولكن من دون خطورة، في سبيل اقتصاد الطاقة البدنية على ما يبدو، بعد أن ظهر اللاعبون وكأنهم يقاومون الحرارة والخوف من الإخفاق الذي طاردهم في المباراة الأولى.
في مباراة أنغولا، طال جمال بلماضي الانتقاد، بعد أن خسر شوطا ثانيا بالأداء والنتيجة، بعد شوط أول مقبول، ووضع ذلك على جمال بلماضي ضغطا رهيبا، أو ما يشبه الإمتحان العسير، الذي سيبيّن إمكانياته في تحويل الهزيمة إلى انتصار، أو الرمونتادا المرجوة، في رهان المخزون البدني والتغييرات المرتقبة والتي بدأها بإقحام أمين عمورة، في مكان فيغولي، من أجل الكل في سبيل الكل، ولم تمر سوى دقائق خمس، حتى وضع بونجاح، الكرة في شباك المنافس، وكان بإمكانه استغلال نشاط عمورة فضيع هدفا ثانيا لا يوجد أسهل من وضعه الكرة في الشباك. وما حدث مع بن طالب في مباراة انغولا، تكرر مع آيت نوري وفي نفس التوقيت، الذي تسبب في ركلة جزاء بالكاربون، أمام المهاجم كابوري، أعلنها الحكم الجنوب إفريقي ليخلط أوراق أشبال بلماضي، الذين تأخروا مرة أخرى، وتعقدت وضعيتهم، وصاروا تائهين فاقدين للثقة بالنفس بكرات عشوائية.
تغيير اللغز رياض محرز وزميله بلايلي، تأخر إلى غاية الربع ساعة الأخير، مع ضخ وناس وشعيبي. أما إقحام إسلام سيلماني في مكان بن طالب، فكان عبارة عن لقطة جنون تكتيكية أو ربما إفلاس، ولكنها أتت بثمارها عبر هدف تعادل من الهداف بونجاح الذي جمع ثلاثية الآن، وزاد من عمر الخضر في المنافسة، ومنحهم إمكانية التأهل في مباراة موريتانيا الثالثة. صحيح أن هدف أنغولا كان من ركلة جزاء، وهدفي بوركينا فاسو، كانا من خطأ دفاعي وركلة جزاء أيضا، والخضر على العموم سيطروا في المباراتين من حيث الاستحواذ والخطورة، ولكن أكثر المتفائلين، لا يمكنه الآن أن يبقى مرشحا للخضر، للتويج بلقب يبدو أن الحصول عليه صعب جدا، إن لم يكن مستحيلا، خاصة أن مخزون اللياقة وشك على النفاد، بعد مباراتين لم يكن سيناريوهما منتظرا، وضعا علامة استفهام على الجهة اليمنى مع عطال ومحرز البعيدين تماما عن مستواهما.