
أكد وزير الاتصال، “محمد مزيان”، أن رئيس الجمهورية، السيد “عبد المجيد تبون”، وفّر للأسرة الإعلامية الوطنية الدعم الذي تستحقه، مشيرًا إلى أنّ هذا الدعم يأتي في إطار رؤية إصلاحية شاملة، تهدف إلى ترقية الأداء الإعلامي ومواكبة التحولات التي تعرفها الجزائر الجديدة.
وفي مساهمة نشرت بجريدة “الشعب” تحت عنوان “الحدث والرسالة”، شدّد الوزير على أن رئيس الجمهورية حرص على توفير البيئة الملائمة لممارسة مهنية حرة ومسؤولة، في إطار إصلاحات عالجت العديد من النقائص واستجابت لمتطلبات المرحلة، وهو ما سمح للأسرة الإعلامية بالاضطلاع بدورها في ظل إطار دستوري جديد، كرس حرية الإعلام كمبدأ لا رجعة فيه.
وأضاف “مزيان” أنّ الإعلام الوطني بات يمارس مهامه ضمن هذه الإصلاحات، مما مكّنه من الإسهام بفعالية في ترقية الممارسة المهنية ومواكبة الديناميكية التنموية التي تشهدها البلاد، وهو ما أتاح استكمال بناء مؤسسات قوية وآمنة ومزدهرة، تليق بجزائر تسعى إلى الانتصار على كل التحديات.
أوضح الوزير أنّ السياق الدولي والإقليمي الراهن، بما يحمله من تعقيدات، يفرض تحديات كبرى على الإعلام، وهو ما قابله وجود إرادة سياسية واضحة لترقية هذا القطاع، وقد تُرجمت هذه الإرادة في دعم المنظومة القانونية، بهدف تأسيس إعلام مهني وموضوعي ومسؤول يعكس حقيقة الجزائر وطموحاتها.µ
وسلط “مزيان” الضوء على رغبة السلطات العليا في استرجاع المكانة الحقيقية للصحفي في المجتمع، من خلال توفير كل الظروف اللازمة التي تتيح له مواكبة المتغيرات والتحديات التي يعرفها العالم، سواء في مجال التكنولوجيا أو في التعامل مع القضايا المعقدة التي تفرضها البيئة الاتصالية الحديثة.
“مزيان” يسترجع دور الإعلام في الثورة التحريرية
وبمناسبة الذكرى الـ 63 لاسترجاع السيادة الوطنية، ذكر الوزير بدور الإعلام الوطني في معركة التحرر، وإسهامه في الدفاع عن الهوية الوطنية والتصدي لكل محاولات المساس بمقدسات البلاد ورموزها، معتبرا المناسبة فرصة لتجديد العهد مع قيم النصر والطموح التي وُلد فيها المشروع الإعلامي الوطني.
وأبرز “مزيان” أن الإعلام الوطني خرج من رحم المقاومة، وظل وفيًا لقيم الحرية والسيادة والاستقلال، ويواصل إلى اليوم أداء دوره الأساسي في صون أمانة الشهداء، داعيًا إلى بناء جبهة إعلامية موحدة مستمدة من فكر الأمة الواحدة الموحدة في تاريخها وهويتها ودينها وذاكرتها.
ربط وزير الاتصال أهمية هذه الجبهة الإعلامية بضرورة الدفاع عن الجزائر الحرة والسيدة، مشيرًا إلى أنها تمثل حصنًا ضد الحملات المغرضة ومحاولات الكراهية التي تستهدف البلاد عبر وسائل إعلام أجنبية ومنصات التواصل الاجتماعي، وذكر في هذا السياق الأبواق المأجورة وغرف الأخبار المظلمة كمصادر لهذه الهجمات.
وأعرب مزيان عن ثقته في الأسرة الإعلامية الوطنية وقدرتها على الاضطلاع بمسؤوليتها في حماية صورة الجزائر والذود عنها، مع الالتزام التام بأخلاقيات المهنة والمبادئ النابعة من بيان أول نوفمبر، مبرزًا في الوقت ذاته أهمية الحفاظ على المصداقية التي تتمتع بها الصحافة الجزائرية على الساحة الدولية.
وأوضح الوزير أنّ الصحافة الوطنية لم تحد عن مواقف الدولة الجزائرية، واستمرت في الترافع عن القضايا العادلة، وعلى رأسها القضيتان الفلسطينية والصحراوية، معتبرًا إياهما نموذجين للموقف المبدئي والنبيل الذي تتبناه الجزائر انطلاقًا من قيم إنسانية تُجسد حق الشعوب في الحرية وتقرير المصير.
وفي ختام مساهمته، دعا “مزيان” إلى ضرورة وضع خارطة طريق واضحة، من شأنها أن تُمكّن الإعلام الوطني من مواكبة التقدّم العالمي، والتفاعل بشكل إيجابي مع الطفرة النوعية التي تعيشها الجزائر الجديدة، مؤكدًا في الوقت ذاته على أهمية التصدي للهجمات الإعلامية الخارجية التي تُزعجها السيادة الكاملة التي تمارسها الدولة الجزائرية بكل استقلالية.
جمال.ن