روبرتاج

بعد تدعيمها بـ 04 مستشفيات جديدة وعيادات جوارية مجهزة

الباهية وهران أصحبت قطبا صحيا بامتياز

إعـداد: أبـو مـحـمـد الأمـيـن

إن تطورات قانون الصحة في الجزائر نتجت عن تغير المعطيات البيئية والصحية، فالانتقال الايبيدميولوجي الانتقال الديموغرافي أدى إلى مراجعة قانون الصحة 05-85 المؤرخ في 16/02/1985 من خلال الميثاق الوطني الموافق عليه في استفتاء 16 جانفي 1986 ثم في سنة 1988 بصدور قانون 88-15 المعدل و المتمم لقانون الصحة، والذي فتح المجال للمبادرة الخاصة والاستثمار في مجال إنشاء وبناء العيادات الخاصة، بينما المرسوم التنفيذي 07-140 المؤرخ في 19 ماي 2007 المتعلق بإنشاء المؤسسات العمومية الاستشفائية تميز بالحفاظ على المكتسبات من مجانية العلاج وتعميم البرامج الوطنية للوقاية ورسم سياسة صحية جديدة قائمة على التفريق بين الخدمات الصحية الوقائية والجوارية وبين المؤسسات والمراكز الاستشفائية.

ورغم وضوح الرؤية لسياسة الجديدة، إلا أن التطور العلمي في مجال الطب استدعى ضرورة الاستعمال التكنولوجي في مجال الصحة بإحداث بطاقة الشفاء وإدخال الملف الالكتروني الطبي، وذلك بواسطة مشروع قانون الصحة المصادق عليه في مجلس الوزراء. ومن هذا المنطلق بذلت السلطات العليا للبلاد مخططات إصلاحية من خلال توسيع دائرة الرعاية الصحية وتقريب منشاتها للمواطن البسيط حتى عبر المناطق النائية ومناطق الظل. وهران عرفت خلال الآونة الأخيرة نهضة وقفزة نوعية من حيث المنشات القاعدية التي تدعمت بها عاصمة الغرب الجزائري على غرار مستشفى قديل ومستشفى الحروق، بالاضافة إلى مستشفى وادي تليلات.

وخلال زيارته الصائفة الماضية، أثنى وزير الصحة الأستاذ: عبد الحق سايحي على مجهودات السلطات المحلية لولاية وهران في سبيل تحسين المردود الصحي في الولاية، وأكد أنّ وهران أصبحت قطبا صحيا بامتياز.

تدشين عيادتين متعددتي الخدمات ومستشفى بوهران

أشرف وزير الصحة، عبد الحق سايحي، يوم 10 جويلية 2023 بوهران على تدشين عيادتين متعددة الخدمات بكل من مسرغين وبئر الجير ومستشفى جديد بمنطقة قديل من أجل تحسين الخدمات المقدمة للمواطن.

ودشن سايحي بمعية والي الولاية، سعيد سعيود العيادة متعددة الخدمات بالقطب العمراني أحمد زبانة بمسرغين باسم المجاهد المرحوم مفلاحي محمد والعيادة متعددة الخدمات بمنطقة بلقايد بلدية بئر الجير، باسم المجاهد المرحوم تشيكو الهاشمي، ومستشفى قديل “باسم الدكتور فرادي بن محمد عمار (240 سرير). وأكد الوزير للصحافة على هامش إشرافه على تدشين هذه المؤسسات الصحية على أهمية توفير الهياكل الصحية الجوارية على غرار العيادتين متعددة الخدمات اللتان تم تدشينهما اليوم لتوفير الرعاية اللازمة للمواطنين في أسرع وقت ممكن وتجنيبهم التنقل إلى المؤسسات الصحية الكبرى، مشددا على “ضرورة زيادة عدد التخصصات الطبية التي تقدمها هذه الهياكل الجوارية”.

وأضاف أن “هذه الخدمات من شأنها المساهمة في تحسين الرعاية الصحية المقدمة لهؤلاء المواطنين، لاسيما في مجالات أمراض النساء وطب الأطفال أو جراحة الأسنان، وبالتالي النجاح في تقريب الصحة من المواطن” وهو ما يدخل في إطار أنسنة الخدمات التي تدخل في إطار تحسين المرفق والخدمة العمومية”. ولدى حديثه عن مستشفى قديل الجديد (شرق وهران)، نوه الوزير بنوعية هذه المنشأة الصحية الجديدة والخدمات المقدمة فيه، مشيرا أنه إضافة كبيرة للقطاع الصحي في وهران لأنه بمقاييس عالمية وتجهيزات جد حديثة، موضحا أنه “من الواجب على الجميع السهر للمحافظة على مثل هذه الهياكل الصحية وتجهيزاتها والحرص على صيانتها لما بذلته السلطات العمومية من جهد كبير في توفيرها. وأصبحت وهران قطبا طبيا وصحيا بامتياز ـ يضف ذات المسؤول ـ لما تحتويه من منشآت وتجهيزات وموارد بشرية هامة في سبيل تحسين الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، مشيرا أنها أصبحت كذلك بفضل تجند السلطات المحلية على رأسها والي الولاية من أجل تحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطن وبفضل المؤسسات الصحية الموجودة”.

وشدد الوزير في الأخير على أهمية استكمال مسار رقمنة المنظومة الصحية وهو الشيء الذي سيسمح باقتصاد الوقت والجهود والأموال ومكافحة التبذير.

تدشين مستشفى الحروق

وضع مستشفى الحروق بوهران الدكتور وهراني مصطفى حيز الخدمة ليكون أول مستشفى للحروق الكبرى على مستوى الجهة الغربية، متخصص في معالجة الحروق من الدرجة الثالثة.

وفي هذا السياق أكدت مديرة المؤسسة الاستشفائية “باهي أمينة” أن هذا المستشفى يعد مكسبا هاما لولاية وهران والجزائر عامة، بما يضمنه من أجنحة ومصالح متخصصة في العلاج والتكفل بالمريض، على غرار مصلحة خاصة للجراحة الترميمية أو التجميلية للكبار والأخرى للأطفال، كما يتواجد أيضا داخل المستشفى مصلحة لمعالجة الحروق عند البالغين ومصلحة لعلاج الأطفال هذا زيادة على مصلحة الإنعاش، ناهيك عن مصلحة إعادة التأهيل الوظيفي والفيزيولوجي إلى جانب مصلحة الإنعاش والتخدير، ومخبر خاص مجهز بأحدث المعدات والوسائل المتطورة.

كما يضم أيضا المستشفى أطباء متخصصين في الجراحة والإنعاش والتخدير وأساتذة مختصين في إعادة التأهيل الوظيفي والفيزيولوجي ليكون أكبر مستشفى متخصص في الحروق بالجهة الغربية، لما يوفره من تخصصات في مجال علاج الحروق الكبرى والتكفل الأمثل بالمرضى.

وحسب ذات المسؤولة فإن المؤسسة بها أطقم طبية تتمتع بكفاءة عالية من شأنها أن تضمن الرعاية الصحية للمريض. كما يعتمد تسيير المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الحروق على نظام الرقمنة لضمان خدمات نوعية وتسيير عصري لهذا المرفق الصحي. وبالمقابل فقد استحسن سكان وهران هذا الإنجاز الضخم الذي سيساهم كثيرا في التكفل بالمريض لاسيما أنه يضم تجهيزات ووسائل جد متطورة كفيلة بعلاج المصاب بالحروق من الدرجة الثالثة.

يأتي هذا المكسب الهام الذي تدعم به القطاع الصحي في ظل الإنجازات الكبرى التي ستسلم قريبا منها توسعة المؤسسة المتخصصة في طب الأطفال بوخروفة عبد القادر بكناستيل بطاقة استيعاب تقدر بـ 120 سريرا ليكون إضافة جديدة لهذا القطب الاستشفائي بمجموع 360 سريرا، هذا زيادة على تسليم مستشفى الاستعجالات الطبية والجراحية لوادي تليلات الذي يعد من أكبر الهياكل الصحية على مستوى الجهة الغربية لعلاج الصدمات. هذا ناهيك عن عيادة متعددة الخدمات بحي بوعمامة للتخفيف من الضغط المسجل بالعيادات المتواجدة بالناحية الغربية للولاية.

دخول مستشفى وادي تليلات حيز الخدمة

دخل مستشفى 120 سرير”الدكتور محمودي محمد” ببلدية وادي تليلات حيز الخدمة جزئيا، وهو يتوفر على تجهيزات طبية جد متطورة، مكنت مؤخرا من إجراء أول عملية جراحية دقيقة به دامت قرابة الساعتين لمريض أصيب بنزيف حاد على مستوى الدماغ جراء حادث مرور، والذي تم إنقاذه بفضل سرعة استجابة الفريق الطبي التابع لمصلحة جراحة الأعصاب بالمؤسسة الاستشفائية “الفاتح نوفمبر” بايسطو الذي تنقل إلى المستشفى وقام بالتكفل بهذه الحالة مساهمة منهم في تقديم الخدمات الصحية على مستوى هذه المؤسسة الاستشفائية الجديدة باعتبارها من أهم المستشفيات بالوطن متخصصة في التكفل بالحالات الاستعجالية الطبية والجراحية والتي تم انجازها تبعا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد “عبد المجيد تبون”.

علما بأن هذا المرفق الصحي عبارة عن مركز صدمات يجمع كل التخصصات الاستعجالية الطبية الجراحية الدقيقة للتكفل بمرضى ولاية وهران خاصة، والجهة الغربية نظرا لقربه من الطريق السيار شرق غرب الذي تسجل به العديد من حوادث المرور، مما يسمح بالتكفل بالحالات المستعجلة لتلقي العلاج وتقديم الإسعافات، فضلا عن ذلك فهو يساهم في تخفيف الضغط عن المصالح الاستعجالية الأخرى المتواجدة بالمؤسسات الاستشفائية التي تتوفر عليها الولاية على غرار مستشفى “الفاتح نوفمبر” بايسطو والمستشفى الجامعي ببلاطو ومستشفى قديل والمحقن بأرزيو و”مجبرتامي” بعين الترك، مع الإشارة إلى أن مديرية الصحة والسكان فتحت بمستشفى “الدكتور محمد محمودي” بوادي تليلات الذي من المنتظر أن يتم تدشينه الرسمي تزامنا مع الاحتفالات المخلدة ليوم الشهيد المصادف لـ 18 فيفري القادم، مسابقة توظيف على أساس الشهادة في رتبة طبيب عام في الصحة العمومية بـ 10 مناصب و4 مناصب أخرى في رتبة صيدلي عام في الصحة.

وما يجدر التذكير به، هو أنه إضافة إلى هذه المؤسسة الاستشفائية ستتدعم ولاية وهران قريبا بمستشفيين أيضا ،هما في مرحلة التجهيز يتعلقان بكل من مستشفى 240 سريرا بحي “النجمة”، الذي سبق وأن استغل منذ سنتين في التكفل بالحالات المصابة بفيروس “كورونا”، وكذا مستشفى 60 سريرا ببلدية الكرمة ومعهد مكافحة السرطان الذي يعرف تقدما ملحوظا في وتيرة الأشغال والذي يضم بدوره 120 سريرا للتكفل بالحالات المصابة بداء السرطان، وهي تعد إضافة هامة إلى المستشفيات الأخرى التي دخلت حيز الاستغلال مؤخرا كمستشفى 240 سريرا بقديل ومستشفى 120 سريرا المتخصص في الحروق الكبرى بايسطو ومستشفى 120 سريرا الذي رفع عدد الأسرة بمستشفى طب الأطفال بكناستال، دون أن ننسى الإشارة إلى مؤسسة “الفاتح نوفمبر” والمستشفى الجامعي “بن زرجب” ببلاطو ومستشفى المحقن و”مجبر تامي” بعين الترك والتي جعلت من وهران قطبا صحيا بامتياز في انتظار انطلاق أشغال المؤسستين الاستشفائيتين اللتين تدعمت بهما الولاية مؤخرا من بينهما مستشفى 60 سريرا المتخصص في أمراض “الرأس والرقبة” الذي سيتم انجازه بمنطقة ايسطو ومستشفى 60 سريرا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى