تكنولوجيا

بسبب عدم مواكبته للتطورات في مجاله، الدكتور “كمال القيم”:

"إعلام مدلل، إذا كان إعلام رقمي، فهل هناك إعلام غير رقمي؟"

أبدى الأستاذ الدكتور “كمال القيم” عدم رضاه على بعض الممارسات الإعلامية، التي أصبحت طاغية اليوم على الساحة ولا تجتهد ولا تبحث وتواصل مسايرتها لممارسات ونظريات أضحت من التاريخ، ولا مناص من التطور ومواكبة التغيرات المفروض في عالم الإعلام.

حيث نشر الدكتور “القيم” عبر حسابه الشخصي منشورا حول جدلية التسميات في علم الإعلام والاتصال، التي اعتبر أنها تمر مرور الكرام في الأروقة والأطروحات والأحاديث بشكل يدعو إلى الأسف والعجب (كالإعلام الجديدة وصحافة المواطن والإعلام الرقمي والعلاقات العامة الرقمية…وغيرها كثير)، التي أصبحت تكتب وتسمع بمزيد من المعاناة مع جيل ومراجع أحدهما يلف الآخر بمزيد من الضبابية والتراكم في ربط المصطلحات بمعايير علم الاتصال التي لا تتغير كالقوانين ( فإذا كان إعلام رقمي) فهل هناك إعلام غير رقمي؟. قائلا بأنه من المستحيل إيجاد منطق علمي لتلك التسمية التي سبق نوهنا وحذرنا لها في مؤتمرات وكتابات سابقة، حسبه، مضيفا أنه للأسف البعض ومنهم أكاديميين يصرون على هذا الخلط وتلك التسميات تلك الأمثلة وغيرها كثير تدعو لتصحيح المفردات والمفاهيم ووضعها في سياقها العلمي والمنطقي والميداني الأصح.

فإذا كان المقصود بالتقنيات عبر المنصات فجميع وسائل الإعلام التقليدية قد تحولت بالكامل ( كأدوات) إلى استخدام المنصات لكن ( الجمهور والرسمية) تبقى حصة الإعلام حصرا باعتبار أن النشر متوجه إلى خليط متعدد ومنتشر وبطابع أكثر تنظيما وتعقيدا لنشر مجريات الشؤون العامة … قائلا: أسمع تسمية ( الإعلام الرقمي وتستفزني كثيرا) لأن ضرب المحددات لمفاهيم الإعلام والاتصال الأساسية ستقزم دراساتنا المقبلة وستصنع إشكالا علميا يحيل دراسات الإعلام والاتصال إلى نثر وإلى هوس شخصي مجرد من المحكات الكبرى( الأصح اتصال رقمي للمنصات)، ( ووسائل إعلام ) لا داعي لتسمية رقمية لأنها دخلت الحتمية وانتهى، (كذلك أفضل تسمية نشريات المواطن) لا صحافة المواطن، لأن المواطن ينشر ولا يكتب قالبا صحفيا.

رأيي العلمي لحد اللحظة وعجزت على تغييره فعلا مختصر( دخلت الرقمية على جمع العلوم وأصبحت واقعة وملازمة وأساسية لا تحتاج إلى توصيف أو تشخيص اصطلاحي لقد غادرنا الرقمية ونحن دخلنا بما بعدها من سبرانية وذكاء وهذا أيضا أصبح طبيعيا أيضا) (بلوة التفكير والله).

العاجل والفورية (القصوى) لم تعد عنصرا إبداعيا للقنوات بقدر ما يحمل الخبر أو التقرير عناصر (الدعم والإدهاش)، بل أن الأسلوب والطريقة وسياق الأداء الصوتي والتحريري وتناغم الأفكار هي البطل في تغطية الأزمات والأحداث كعوامل جذب وتأثير، وبالأخص في الأزمات المركبة ( المتوقعة) الفورية أصبحت للجميع عبر المحمول وننتظر من المبدعين في الإعلام كيف تمرر وما هي توابلها ومقارناتها وسياقها المتعدد وعناصر دعم التفرد (والله المعين على اعتقادات التسعينيات).

كما وجه الأستاذ الدكتور “كمال القيم” رسالة إلى أهل الإعلام، قائلا أن نظريات الإعلام هي مجرد تنظيرات لطبيعة التأثيرات المحتملة لمضمون ووسيلة لجمهور تحت ظرف ومستوى تعليمي وبيئي وتاريخي محدد…وهي إحدى أسواق أدبيات الاتصال التقليدي الستيني …بعد التحول الرقمي واختلاف الأولويات والمهارات بين المجتمعات والفئات لم تعد هناك ( نظرية أو أنموذجا قابلا للثبات أو التفسير المعاصر الرقمي)، ويصر البعض ( ومنها جامعات عربية للأسف) على إلزام طالب الدراسات أو الباحث من المسار بنظرية ما، أي كانت ( اعتمادية.. إشباعات…رصاصة…رمزية) كلها لم تعد تعمل ولا بمقاربات حتى…نحن الآن أمام تحكم نفسي وذوقي وسياسي واقتصادي متقلب ومختلف ونظريات الاتصال لم تعد مفاتيح تماثل معاصرة كما (يصر البعض) إنما غدت تاريخ …وهذا ما أكده لنا بعض خبراء الاتصال في عديد الجامعات الأمريكية. هناك تنظير واحد أو مدخل مقارب فقط، يمكن أن ان يعمل بشكل بسيط (إنه نظرية أو نموذج المجال الاجتماعي) والذي يفترض أن المتغيرات التقنية يمكن أن تذوب وتعمل متغيرات سلوكية ومعرفية في أوساطها الاجتماعية المتآصرة أو المتنافرة… نصيحتي(لاتستسلم لطروحات وكتب أصبحت ساذجة ومكررة ومقولبة دون مسند علمي ميداني قياسي)، مضيفا: لديك واقع متغير بالدقائق لا تركن إلى ما قال فلان وعلان وخاصة في طروحات التغيير الاجتماعي والتكنولوجيا.. حكم المنطق والبحث دون مسند رقمي وتصنيفي (كأسير الحرب دون تهديد).

وفيما يتعلق بالإعلاميين الممارسين للمهنة، فقد ذكر الأستاذ الدكتور “كمال القيم” أن أغلب الإعلاميين تربى في كنف مسؤولين وتسلم مهمة وقيادة وإدارة بعض المنصات والأدوات (إلا القليل الذي عرف أهمية الاستقلالية في المهنة وراكم حرفيتها) لذلك لم نرى إعلاما تشخيصيا ولا خطط ولا استباقات ولا إعلام أزمات إلا ما ندر، إذ أصبح الناقل اليومي لملفات تدور وتراوح منذ سنوات بطلها المسؤولين وبعض مقدمي البرامج، مردفا: إعلام فقير بطعم التسويق ويدعو إلى الرثاء وسط كم الاحتياجات الاجتماعية والنفسية والأمن السيبراني والثقافي …للأسف هم لا يعلمون أن تغريدهم خارج النطاق وليس السرب لأن السرب جمال أوجه .. هل يعقل بعدم وجود أولويات مجتمعية تضع سوطا على الفساد والهوان والفشل المخفي والمدعوم، واصفا إياه ( إعلام مدلل).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى