الثـقــافــة

باحثين وأساتذة يكشفون دور المخطوطات الإسلامية في التراث

في الطبعة الخامسة من ليالي الخط والمخطوط بتلمسان

أكد الأستاذ أحمد بن الصغير مدير مركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة بالأغواط، أن التراث المخطوط يعتبر قيمة فنية وتاريخية ومعرفية كبيرة في حقل التراث العالمي وتعتبر المخطوطات، مصدرا خامًا من مصادر المعرفة الإنسانية لما تحمله في طياتها من صور نابضة للتجربة البشرية بمختلف أوجهها، وإلى عهد غير بعيد في التاريخ وبالتحديد قبل ظهور الطباعة في أوروبا.

وإعتبر الباحث في المخطوطات خلال الطبعة الخامسة لليالي الخط والمخطوط المنظمة من طرف المتحف العمومي الوطني للخط الإسلامي لتلمسان، أن المخطوطات هي الطريقة المثلى لتقييد المعارف ونشرها حيث كانت النساخة حرفة لها رجالها، ودواوينها، وكتبها المتخصصة في الشرق والغرب، ومن هنا فإن الأمة العربية والإسلامية أولت هذه الحرفة مكانة خاصة ومقدسة لارتباطها في وقت مبكر بنسخ القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

ويؤكد الباحث، أن المخطوطات أخذت تتكاثر بصورة تتابعية تبدأ بالنسخة المركزية التي هي النسخة الأم، لتتلوها النسخ الفرعية كنسخ السماع والمقابلة والنسخ المنقولة من الأصل وصولا إلى النسخ المتأخرة، ولعل ما يهم في هذه الندوة حسب المتحدث هو البحث تعريف وتبرير الأهمية التي يكتسيها المخطوط ضمن الحقل المعرفي العام وما يؤثر عليه وعلى هلاكه من العوامل.

ولابد لنا بعدُ من استعراض حالة المخطوط في ملكية الخواص وفي الخزائن العائلية، حيث عرفت المخطوطات على أنها مؤلفات العلماء ومصنفاتهم، وقال أنها لفظة محدثة بعد حدوث الطباعة، لهذا لا تجد ذكرا لهذه الكلمة ” المخطوط” أو ” المخطوطات” في كلام المتقدمين، وإنما حدث هذه اللفظة بعد دخول الطباعة، فأصبحت الكتب تقسم إلى قسمين مخطوطات ومطبوعات وهنا يحدث الفرق فما كان مكتوبا بخط اليد سمي مخطوطا، وما طبع سمي مطبوعا تمييزا عن الأول وقد اختلف أهل الفن في تعريف المخطوط  بعد حدوث هذه اللفظة، فقال بعضهم ما كتب بخط اليد قبل دخول الطباعة وقيل غير ذلك وهذا التعريف عار من الدقة، وذلك لارتباطه بقيد غير مؤسس، وهو قولهم: قبل دخول الطباعة أي قبل ظهورها مطلقا.

وعرفت هذه الطبعة، عدة نشاطات منها معرض لمخطوطات خزانة المركز الوطني للبحث في العلوم الإسلامية والحضارة الأغواط، وندوة وطنية بعنوان “المخطوطات روافد للذاكرة وحوامل للمعرفة، حيث قدمت مداخلة بعنوان “تقنيات التعامل مع المخطوط  إشكالية تعدد النسخ نموذجا” للدكتورة إكرام بن عيسى الباحثة بمركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة.

كما تخللت الطبعة،  ورشة حية في الخط العربي من تأطير الدكتور محمد بن عزوزي باحث بمركز الأغواط بعنوان “أمشاق في خط النسخ والثلث وإمضاء اتفاقية تعاون ثقافي بين مؤسستينا.

وتهدف هذه التظاهرة الثقافية حسب مدير المتحف أحمد لصنوني، إلى إحياء الكراسي العلمية بالمساجد الزيانية بمدينة تلمسان والتحسيس بقيمة المخطوطات صنعة ومضمون، وجرد بعض خزائن المخطوطات لولاية الأغواط والأطلس الصحراوي وتقريبها من الباحثين والمهتمين، فضلا عن إبراز دور التكنولوجيا في حماية التراث المخطوط، وكذا المحافظة عليها.

فضلا عن إبراز دور التكنولوجيا في حماية التراث المخطوط، وكذا المحافظة على تقاليد نسخ المخطوطات وتثمين الخطوط المحلي، وتبادل المعارف والخبرات بين مختلف المؤسسات المتخصصة لحماية ودراسة المخطوطات التي تعتبر مصدرا خامًا من مصادر المعرفة الإنسانية لما تحمله في طياتها من صور نابضة للتجربة البشرية.

 ع. جرفاوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى