الثـقــافــة

باحثون يبرزون النماذج الأثرية

حركة التعمير البشري في الجزائر وامتداداتها الإفريقية

أبرز باحثون جامعيون مختصون في مجال علم الآثار والمشاركون الخميس الماضي في يوم دراسي بمركز قصر رياس البحر بالجزائر العاصمة مكانة وتأثيرحركة التعمير البشري في الجزائر وامتداداتها بإفريقيا منذ فترة ما قبل التاريخ، على ضوء الدراسات والأبحاث والاكتشافات الأثرية التي وثقت هذا التكامل والتواجد بشكل علمي.

وأكد الباحث ومدير متحف الباردو، زهير حاريشان، في مداخلته الموسومة “مركب عين لحنش… مهد البشرية في شمال إفريقيا” خلال هذا اليوم الدراسي، أن ” الخصائص التكنولوجية والنمطية بمواقع الحفريات الأثرية في عين الحنش بولاية سطيف التي ترجع لفترة العصر الحجري القديم المؤرخة ب2.4 مليون سنة تشير بوضوح إلى أن الصناعة الحجرية بها هي من صناعة اولدوانية على غرار تلك المعروفة في شرق إفريقيا في غونا (أثيوبيا) وأولدوفاي (تنزانيا) وكوبي فورا (كينيا)”. وأشار عضو فريق حفرية موقع عين لحنش، زهير حريشان، أن “الاكتشافات الأثرية الأخيرة بموقع عين لحنش، التي انطلقت سنة 1992 بفريق يقوده البروفيسور سحنوني، دحضت المعطيات المعرفية السابقة حول أن أقدم الترسبات البشرية في العالم متواجدة فقط بإفريقيا الشرقية كمنطقة قونا باثيوبيا وتنزانيا بل هي موزعة عبر كامل إفريقيا”. وأفاد ذات المتحدث، بعد تطرقه لأهم نتائج الحفريات الأثرية، أن “موقع عين بوشريط يحتفظ بأقدم آثار للتواجد البشري في هذا الجزء من القارة الافريقية” مضيفا أن “مواقع عين لحنش والخربة وعين بوشريط تخضع إلى “أبحاث منتظمة من قبل فرق بحث متعددة الاختصاصات في إطار البحث عن استيطان المنطقة من طرف البشريات الأولى في شمال إفريقيا والتي من المحتمل أنها تصل إلى 4 مليون سنة حيث تم مؤخرا اكتشاف بقايا سلحفاة ترجع لـ 3 ملايين سنة”. من جهتها، أوضحت الباحثة، فرح شمريك من معهد الآثار جامعة الجزائر 2 في مداخلتها “التعمير البشري في الساحل الغربي للجزائر…موقع الرايح بمستغانم نموذجا” ان الجزائر عرفت تعميرا بشريا مبكرا “تظهر مخلفاته في بصمات حضارات ما قبل التاريخ” حيث لدينا مجموعة من المواقع الاشولية وضمنها “موقع الرايح بمستغانم الذي يحمل خصائص إفريقية ثابتة تبرز من خلال المجموعات الصناعية المكتشفة وغيرها من اللقى الأثرية”. وتطرقت ذات الباحثة، إلى مختلف مراحل الحفريات التي انطلقت بموقع الرايح بمستغانم المكتشف سنة 1996، والمتواصلة حاليا، والتي أثبتت أن موقع الرايح “المؤرخ بـ 1 مليون سنة يعد أقدم موقع في الساحل الجزائري وهو ما لم تشر إليه باقي الدراسات السابقة”، مبرزة أن النتائج “كشفت عن وجود مواقع جديدة للفترة الاشولية بمختلف مناطق الجزائر تؤكد وجود إنسان ما قبل التاريخ وخصائص محلية وافريقية ومتوسطية تسمح بوضع خريطة اثرية جديدة للمنطقة”.

ق.ث

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى