
انطلقت عبر العديد من المؤسسات التربوية بوهران مبادرة مكافحة مسببات نقص البصر، والتي تستهدف آلاف التلاميذ بالطورين الابتدائي والمتوسط بالتنسيق بين وحدات الكشف الطبي المدلرسي ومديرية التربية للولاية.
وحسب ما كشفت عنه مديرية الصحة والسكان، فإن الحملة التي شرع فيها ستدوم لغاية الـ25 من الشهر الجاري، وتهدف العملية إلى حصر الحالات المرضية، لاسيما وأن المبادرة تأتي في سياق محاربة الاستغلال المفرط للأجهزة الالكترونية والهواتف من طرف المتمدرسين، خاصة مع تسجيل ارتفاع في حالات ضعف البصر، خلال السنوات الأخيرة بسبب الاستغلال الواسع للهواتف وسط الاطفال. وأشارت المصالح الطبية، أن العملية التي جند لها فريق طبي متخصص في أمراض العيون العاملين بالمؤسسات الجوارية، حيث تتكفل كل مؤسسة بـ10 إلى 15 مؤسسة تربوية عبر مختلف المناطق.
حيث تكمن أهمية الفحص البصري وسط المتمدرسين لتعزيز البصر الصحي، حيث تشدد مديرية التربية بالتنسيق مع مديرية الصحة بالكشف للتلاميذ مع كل فصل دراسي، حيث يتصدر ضعف البصر صدارة الامراض المصرح بها سنويا .
الإدمان الالكتروني والاستعمال المفرط للشاشات الذكية سبب مرض العيون للأطفال
دق مختصين في الأوبئة وأمراض العيون ناقوس الخطر إزاء الاستغلال المفرط لاجهزة الهواتف الذكية بسبب مدى تأثيرها على صحة العين خاصة وسط الأطفال المدمنين على استعمالها دون رقابة الأولياء.
ومع الإفراط في استعمال الهواتف النقالة ومختلف الأجهزة الذكية في السنوات الأخيرة، كثرت الأمراض الخطيرة والعوارض الصحية، لذلك ينصح الأطباء بضرورة الوقاية من تلك الأمراض عن طريق التخفيف من استعمال الأجهزة الذكية، على غرار الهواتف المحمولة واللوحات الرقمية، وأصبحت الأعراض واحدة لدى الصغار والكبار، مما يستدعي أخذ الحيطة والحذر مثلما يوصي الأطباء لاسيما وأنها أصبحت تسبب أمراضا عضوية ونفسية لمن يفرطون في استعمالها. حيث وصف المختص “بوزيانتي” ذلك بالإدمان على الشاشات عند الأطفال وتحولها إلى ظاهرة، ما جعل عدد الإصابات التي يتم التكفل بها بالمؤسسة الاستشفائية تقدر بالآلاف حسب ما صرح به. منوها أنه يتم استقبال عشرات الحالات يوميا، جراء الاستعمال المفرط للأجهزة والشاشات وذلك لتأثيرها على صحة العقل والعين، مضيفا أن الظاهرة باتت مسؤولية جماعية نظرا لخطورة الأجهزة على البصر والعقل. حيث تعددت الشاشات والأضرار واحدة. آلام في الرقبة والكتف صداع في الرأس أرق صعوبة في التركيز إجهاد وجفاف في العين وعدم وضوح في الرؤية وغيرها، من المشاكل الصحية التي قد تصيب شبكة العين وتلحق بها أضرارًا بالغة على المدى الطويل. يحذّر المختصون بالبصريات من التعرض للأضواء المنبعثة من شاشات الهواتف الذكية واللوحات الرقمية والحاسوب وخاصة في ساعات الليل، حيث يمنع الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات الدماغ من الإفراج عن هرمون الميلاتونين، الذي تفرزه الغدة الصنوبرية في المخ، والذي يساعد على النوم حين تواجه عينا الإنسان الظلام ويشعر بالنعاس. كما يمكن للكميات الزائدة من الضوء الأزرق أن تسبب أمراضًا أخرى مثل الإجهاد البصري. وبحسب دراسة حديثة نشرها موقع “بيزنس إنسايدر”، وجد العلماء أن استخدام الهاتف المحمول بعد إطفاء الضوء يسبب مزيدًا من الأرق، كما تحتوي الأجهزة الذكية على الكثير من الأنشطة المنبهة للعقل، مثل الأخبار وشبكات التواصل. فالإشعاعات الكهرومغناطيسية الصادرة عن شاشات الأجهزة تمنع مستخدمها من الاستمتاع بليلة هادئة، ووفقاً لدراسات نشرتها جامعة “هارفرد” ربط العلماء بين العمل في الليل والتعرض للضوء ليلاً وبين سرطان الثدي والبروستات والسكري وأمراض القلب والسمنة. وينصح المختصون والأطباء بتخفيف إضاءة الهاتف وجعلها معقولة لتجنب عضلات العينين وبخاصة في ساعات الليل للوقاية من أمراض العين عند استعمال الهاتف المحمول واتباع قاعدة (20 -20 -20) التي تنص على ضرورة أخذ استراحة عند استعمال الهاتف المحمول أو عند استعمال أي شاشة رقمية لمدة 20 ثانية كل 20 دقيقة والنظر لمسافة بعيدة بمقدار 20 قدماً (6.096 متراً). الاستهلاك المفرط للهواتف واللوحات الرقمية يبطئ تطور اللغة لدى الأطفال، وله صلة باضطراب نقص الانتباه بحسب أطباء عددوا التأثيرات السلبية للشاشات الرقمية على الأطفال كما يزداد الخطر مع زيادة عدد الأطفال الذين يلعبون بهواتف أهلهم، وهو ما يدق ناقوس الخطر كما لم تعد القصص المصورة والملونة موجودة بين أيدي الأطفال، واستبدلت بالأجهزة الذكية الإلكترونية التي تجعلهم أكثر عرضةً لتأخير مهارات النطق، بحسب البحوث الجديدة التي تم تقديمها في اجتماع الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال لعام 2017 .
وأظهرت تلك البحوث أن 20 في المائة من الأطفال لديهم متوسط استخدام جهاز إلكتروني محمول يوميًا لمدة 28 دقيقة. واستنادًا إلى أدوات فحص تأخر مهارات اللغة، وجد الباحثون أنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه الطفل مستخدمًا شاشة إلكترونية محمولة، كلما كان تأخر الطفل في الكلام واستخدام اللغة التعبيرية واردًا.
ووجدت الدراسة أنه مع كل زيادة مدتها 30 دقيقة أمام الشاشة المحمولة يزداد خطر تأخر الكلام بنسبة 49 في المائة في حين لم يتم تأكيد صلة واضحة بين مدة استخدام شاشة الجهاز المحمول وتأخر مهارات التواصل الأخرى، مثل لغة الجسد أو الإيماءات. ونتيجة هذه الأرقام، ينصح الأطباء الآباء الذين لديهم أطفالا صغارا يستهلكون الأجهزة الرقمية بشكل كبير، أن يستشيروا المختصين لتجنيبهم خطر الوقوع في الإدمان الالكتروني.
منصور.ج