الثـقــافــة

انطلاق تصوير مشاهد من فيلم سيدي لخضر بن خلوف

قصر الزياني بقلعة المشور ببلدية تلمسان

وقـف السيد أمومن مرموري والي ولاية تلمسان بقصر الزياني بقلعة المشور ببلدية تلمسان على عملية سير تصوير الفيلم الروائي الطويل بأيقونة الشعر الملحون والمديح الديني “سيدي لخضر بن خلوف” من إنتاج مشترك بين وزارة الثقافة والفنون من خلال المركز الجزائري لتطوير السينما ومؤسسة الإنتاج السينمائي الخاصة “ماكينغ أوف”، إذ تم تصوير عـدة مشاهد لهذا الفيلم السينمائي بكل من قلعة المشور، شلال الوريط، مغارة بني عاد، سيدي بومدين والمدرسة الخلدونية، باعتبار أن الشاعـر انتقل إلى مدينة تلمسان غرب الجزائر، بقصد التقرب من الشيخ محمد عبد الحق بن عبد الرحمان بن عبد الله المعروف باسم سيدي بومدين بهدف التعلم وتصفية الروح وتكريسها للعبادة.

 هذا وكان والي الولاية قبل التوجه إلى قصر الزياني للوقوف على سير تصوير الفيلم استقبل بمقر ديوان الولاية مجموعة من الفنانين المشاركين في تصوير الفيلم، أين تم بالمناسبة تقديم لمحة عن قصة الفيلم الذي يتناول محطات تمازج بين الحقيقة التاريخية والخيال لجوانب من حياة الشاعر والمجاهد المتصوف لخضر بن عبد الله بن خلوف، المشهور بـ “سيدي لخضر بن خلوف” في مدة 100 دقيقة، إذ يعتبر من أشهر شعراء الجزائر بين القرنين السادس عشر والسابع عشر للميلاد، ولد عام 1479م في منطقة مزغران غرب مستغانم وتوفي عن عمر ناهز 124 سنة، أين اشتهر بفضل قصائده لمديح النبي محمد عليه الصلاة والسلام والإلياذة التي وصف فيها معركة “مزغـران” في 26 أوت 1558 ضد الإسبان، ففي هذه المعركة هزم المقاومون الجزائريون والعثمانيون البحرية الإسبانية، التي أرادت احتلال مدينة مستغانم (غرب)، وقد شارك الشاعر بنفسه في هذه المعركة، وقد ألف قصيدة تصف بدقة الواقعة.

وقد كتب سيناريو فيلم “لخضر بن خلوف” المخرج محمد شويخ، والذي سبق له إخراج عدد من الأفلام منذ عام 1972، منها “القلعة” سنة 1989 و”يوسف” في 1993 و”دوار النساء” 2005 و”الأندلسي” سنة 2011، حيث اعتبر أن إنتاج هذا الفيلم مساهمة في كتابة التاريخ الوطني، لافتا إلى أنّه يمزج بين الحقيقة التاريخية والخيال، ويتطرّق إلى تقاطع سيرة بن خلوف مع الروائي الإسباني سرفانتس الذي كان معاصرا له، كما اختير الممثل حسان كشاش لتقمص شخصية الشاعر سيدي لخضر بن خلوف، خاصة بعد نجاحه في تجسيد شخصيات تاريخية جزائرية في أفلام أنتجت خلال السنوات الأخيرة، كتجسيده شخصية القـيادي البارز في ثورة الجزائر مصطفى بن بولعيد، ومن شأن  هذا العمل للمخرجين محمد وياسمين شويخ وهي ابنة المخرج السينمائي الكبير محمد شويخ الذي ينحدر من ولاية مستغانم، وبمشاركة عدد من الممثلين البارزين في السينما الجزائرية أن يساهم في إحياء مآثرها وتراثها لدى الأجيال الجديدة.

ع. أمـيـر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى