
هي مؤهلات كبيرة تتمتع بها ولاية النعامة التي تعد بوابة الجنوب الغربي الجزائري،وتقع بين الأطلسين التلي و الصحراوي و تتربع على مساحة قدرها 29.514,14 كيلومتر مربع ويقدر عدد سكانها بـ 202254 نسمة.
تتميز بيئة ولاية النعامة بثلاثة تقاسيم جغرافية كبيرة منها منطقة الشمال سهبية مسطحة تمثل نسبة 74 بالمائة من المساحة الإجمالية للولاية و منطقة جبلية تمثل نسبة 12% من المساحة و هي تكون جزء من الأطلس الصحراوي. ومنطقة جنوبية شبه صحراوية تمتد على المساحة الباقية 14% .لها شريط حدودي مشترك مع المملكة المغربية على طول 250 كلم،
فولاية النعامة ذات طبيعة جغرافية أخاذة،تضم مناطق سهبية و أخرى جبلية تمتد عبر سلسلة جبال الأطلس الصحراوي من جبالها جبل عنتر، جبل عيسى ،جبال القصور و منطقة شبه صحراوية ،مناخها قاري حار و جاف صيفا، بارد شتاءا.
نحو استقطاب اكبر عدد من السياح
هو الرهان الذي اطلقه والي النعامة والمسؤول التنفيذي ” لوناسبوزقزة”، وهذا من أجل استغلال ما تزخر به ولاية النعامة من مناظر و مواقع هامة لاستقطاب السياح وخلق حركية في المنطقة، حيث بلغ عدد السياح السنة الماضية حوالي 10110 سائح منهم 9841 سائح جزائري، و269 سائح أجنبي، خاصة وان ولاية النعامة معروفة بموارد سياحية هامة كالقصور ببلديات تيوت، عسلة، صفيصيفة و العين الصفراء، النقوش الصخرية المتواجدة بجنين بورزق، مغرار و عسلة؛ المياه الحرارية لمحطة عين ورقة و الواحات العديدة، زيادة على موقعها الجغرافي الذي يؤهلها لتكون نقطة عبور للعديد من السياح المتوافدين على المنطقة بفضل مواقع لا تزال على حالتها الطبيعية عذراء، فالنعامة هي المقصد المثالي للسياح في أوقات الإسترخاء، و إلاستكشاف .
القصور بولاية النعامة ….. تاريخ عميق
تقع القصور بجنوب الولاية بنيت على مشارف المجاري المائية للوديان بمحاذاة واحات النخيل و البساتين الخلابة و يعود تاريخها إلى أكثر من عشرة قرون سكانها الأصليين الشلوح من أصل بربري و هذه القصور هي : قلعة الشيخ بوعمامة – قصر مغرار الفوقاني – قصر تيوت – قصر الصفيصفة – قصر عسلة ،كما تعتبر الصخور المنقوشة و الأحجار و الأدوات المصنوعة من الحجر و الرسومات و كتابة التيفيناع ، كلها تدل على أن الإنسان قد عمر هذه المنطقة .منذ عصور غابرة في التاريخ، تعود ما بين 2500 و 500 سنة قبل الميلاد، إلا أن أول تأريخ لهذه المنطقة يعود الى 300 سنة قبل الميلاد ، و ذلك مع احتلال الرومان لشمال إفريقيا ، حيث كان يسمى سكانها بالجيتول ، و هم عبارة عن قوم رحل حول تجمعات سكانية مستقرة ، و كان لهم أول إتصالبالفنيقيين الذين زودوهم بجيوش لتساهم معهم في محاربة الرومان ، و لم تعرف هذه المنطقة الإحتلالالوندالي و البزنطي.
اعتنق سكان المنطقة من بربر الزناتة المنحدرين من قبائل الجيتول الإسلام منذ الفتح الإسلامي الأول الذي قاده المجاهد الصحابي الجليل عقبة بن نافع الفهري ، أثناء مروره بالمنطقة إلى المحيط الأطلسي ، و انتشر الإسلام بين السكان و ساد حياتهم في عهد الفاتح موسى بن نصير.
و قد انتشرت الزوايا الصوفية و في مقدمتها زاوية المجاهد الشيخ بوعمامة و فروع زوايا أخرى كالطيبية و التجانية ، فكان من كل حي و قبيلة علماء و فقهاء يفزع الناس إليهم للنظر في قضاياهم الدينية و الإجتماعية ، فتأصلت عادات علمية و ثقافية كحفظ القرآن و المتون الفقهية و القصائد الشعرية و المدائح النبوية ، اما الشعر الشعبي فقد راج رواجا كبيرا يحمل القيم الإسلامية و أخلاق العرب م شهامتهم و فنون القول عندهم ، ويصور نظام .حياتهم كالتغني بالخيل و الكرم و التباهي بالفروسية و مشاعرهم.
منذ سنة 1846،ساهم سكان المنطقة بكل فعالية و جدية في مقاومة الجيوش الفرنسية منذ توغلها نحو المناطق الجنوبية ، فقد كانوا يتابعون باهتمام تحركات و زحف القوات الفرنسية عبر الوطن ، و خاصة بعد أن اتصل بهم قائد الجهاد ” الأمير عبد القادر” عام 1846 م و مكث في تيوت أياما و تم الاتصال بينه و بين شيوخ القبائل الذين أبدوا له الاستعداد التام و التعاون معه قصد الذود عن حرمة الإسلام و الوطن ، مما هيأهم للتصدي و مقارعة الزحف الإستعماري .و قد شارك سكان المنطقة في ثورات الشيخ بوعمامة، و بعض الثورات التي عمت الجهات الغربية.
اكتشاف متحجرات لعظام الديناصورات
منذ بداية القرن العشرين تم التأكد من احتمال وجود متحجرات لعظام الديناصورات بمنطقة رويس الجير بمنطقة العين الصفراء حيث تبددت الشكوك سنة 2000 و بالضبط في شهر أكتوبر حيث تم اكتشاف أول بقايا عظام ديناصور من نوع صافرويود من سلالة آكلات الأعشاب يتراوح طوله ما بين 10 إلى 12 م وعمره ما بين 160 إلى 175 سنة
حيث تتواجد متحجرات الديناصور برويس الجسر (بلدية الصفيصيفة)، التي تقع على بعد خمسين كيلومتر جنوب شرق العين الصفراء، ما بين الصفيصيفة و الموضع المسمى أولقاق. أكتشف عام 1999، 51 عظم لديناصور، في إطار برنامج التنقيب للمتحف الجيولوجيا و الهيدرو كاربون التابع لمؤسسة سوناطراك، وكان الإعلان الرسمي لهذا الإكتشاف كان يوم 17 أكتوبر سنة 2000 تحت التسمية ” عمالقة القصور”. بعد تنقيبات إضافية تم التعرف على تفاصيل أكثر و يتعلق الأمر بديناصور صغير، صوروبود و هو عشبي يصل طوله ما بين 8 إلى 10 متر، و يرجع تاريخ الإكتشاف الى سنة 2005 من طرف السيدة فريدة محمد.
المناطق الرطبة المصنفة في ولاية النعامة
هناك ثلاثة مناطق رطبة مصنفة دوليا في الولاية و يتعلق الأمر بـ المنطقة الرطبة بعين بن خليل و المنطقة الرطبة بتيوت و مغرار و المنطقة الرطبة بعين ورقة، وتعتبر منطقة جبل عيسى التي تتربع على مساحة 22400 هكتار من المناطق المحمية و المصنفة كحيرة وطنية لغنائها بعدة أنواع هامة من الطيور و النباتات و الحيوانات النادرة.
التظاهرات الشعبية “الوعدة “
تحتضن ولاية النعامة تظاهرات و مواسم دينية ترتبط بمشايخ و علماء و متصوفين عاشوا بالمنطقة مدة من الزمن و كانت لهم مكانتهم الإجتماعية و الدينية الخاصة في نفوس أبناء المنطقة، مما ترتب عنه احياء ذكراهم كل سنة بمواسم دينية تعرف محليا باسم الوعدة، و من أهمها وعدة سيدي أحمد المجدوب ببلدية عسلة، وعدة أولاد سيدي التاج بقلعة الشيخ بوعمامة، وعدة سيدي موسى بعين بن خليل، وعدة السندان بالمشرية ، وعدة سيدي سياف بقرية الفرطاسة ببلدية الصفيصفة، بالاضافة الى وعدة العاقر ببلدية البيوض والبكاكرة و الرزاينة
و تعتبر وعدة سيدي أحمد المجدوب أكبر تظاهرة شعبية تعرفها الولاية سنويا، و أكثرها استقطابا للوفود التي تقصدها من مختلف جهات الوطن .
الفروسية رمز وهواية
كان الفرس و ما يزال رمزا للشخصية العربية الأصيلة إذ عرف العربي بارتباطه الوثيق بفرسه و سيفه لذا تكتسي تربية الخيول أهمية خاصة و عناية فائقة، حيث نجد أن جل القبائل المتواجدة بالولاية تهتم بالفرس ،و تكرمه حتى يكاد يكون فردا من العائلة و لهذا الغرض شكلت فرقا من العائلة و لهذا الغرض شكلت فرقا للفنطازية المعروفة محليا باسم “العلفة”.
الفلكلور وتعدد الوانه
هو عبارة عن رقصات شعبية لها دلالات معينة من خلال بعض الحركات التي تكون مصحوبة بإيقاع آلات موسيقية تقليدية تتمثل في الغايطةالبندير القصبة و من بين أهم أنواع الفلكلور في ولاية النعامة حيث نجد رقصة العلاوي و التي تعتبر من أشهر الرقص، حيث أن هذه الرقصة لها خصائص تعبيرية تدل على مختلف مراحل الحروب بعد كل نصر,و هي تمتاز بالسرعة في الحركة إذ أنها خاصة بالرجال فقط، أما الحيدوس أو ما يسمى بالصف هو رقصة نسائية قد يشارك فيها الرجال “و لعل الحيدوس من الحدس الذي هو السرعة و المضي على استقامة و الذهاب في الأرض”و هي تقوم عن نظام الصف المنسجم المتراص و الإيقاع الواحد بالأيدي و الصوت و الأرجل بوضع صفين متقابلين من النساء الصف الأول يقوم بالضرب على آلة البندير و ترديد مقاطع من الغناء المحلي،و الصف الثاني يقوم بالرد عليهن و التصفيق.
اعداد:ابراهيم سلامي