الجهوي‎

المواطنون طالبوا بتصنيف المدينة ضمن المدن المنكوبة

زخات أمطار تكشف المستور بالمشرية

كشفت الزخات الأولى من أمطار الخريف هشاشة الإنجازات التي استهلكت الملايير دون جدوى، بعدما خلفت السيول مشاهد مروعة، وأمام فظاعة المشاهد وحالات الهلع والخوف لدى السكان، بعد أن غمرت الشوارع والمباني، طالب ساكنة المشرية من والي النعامة وممثلي الشعب بضرورة التدخل وإعلان المدينة ضمن المدن المنكوبة والمهددة بمخاطر الفيضانات.

قرابة ساعة من الزمن التي شهدتها مدينة المشرية، الواقعة على بعد 30 كلم من عاصمة ولاية النعامة، مساء الثلاثاء، جراء تساقط أمطار غزيرة، كانت كافية لتحويل الشوارع إلى سيول جارفة وإغراق عدة أحياء وتجمعات سكنية، في ظل عجز بالوعات الصرف عن استيعاب الكميات المتدفقة .

الأمطار المتهاطلة، تسببت في انسداد قنوات تصريف المياه، ما أدى إلى غمر مساحات واسعة بالمياه والأوحال، خاصة في أحياء 900 مسكن، الحي الجنوبي، حي بودو البشير، حي السلام، حي بلخادم رمضان، بالإضافة إلى وسط المدينة، كما تسربت السيول إلى بعض المساكن وأغرقت سيارات، وأدت إلى شلل شبه تام في حركة المرور، وسط حالة غضب عارمة من السكان.

وأكد المواطنون أن ما حدث عرّى واقع البنية التحتية، وكشف عيوب المشاريع المنجزة، التي وصفوها بـ”الترقيعية”، حيث لم تصمد أمام زخات أولى من أمطار الخريف، ومن أبرز الأمثلة التي أثارت الاستياء مشروع تهيئة شارع الاستقلال، الذي تم إنجازه دون بالوعات لتصريف المياه، ما جعل السيول تجتاحه وتحوله إلى مجرى للأوحال. سكان تجزئة الأمل وحي النصر أشاروا بدورهم إلى أن شوارعهم لم تعرف فيضانات مماثلة من قبل، معتبرين أن المشاريع المنجزة دون دراسات دقيقة هي السبب المباشر في الكارثة.

وتضاف إلى هذه الوضعية إشكالية الأودية، التي كانت تمثل سابقا منافذ طبيعية لتصريف السيول، غير أنها طُمست بشكل نهائي وأُقيمت فوقها مساكن في إطار التجزئات والسكنات الريفية، على غرار واد حي بلخادم رمضان وواد صالحي بلقاسم، وبالعودة إلى مخططات 1924 و1936 الخاصة بمدينة المشرية، يتضح أن هذه الأودية كانت مفتوحة وتشكل جزءا من النسيج الطبيعي للمدينة، قبل أن تُستغل عمرانيا، كما ساهمت ممارسات السكان برمي النفايات في مجاري الأودية القريبة من سكناتهم في تفاقم الوضع.

وأمام حجم الأضرار التي خلفتها هذه الأمطار، ناشد السكان السلطات الولائية والمحلية، إلى جانب نواب البرلمان، بضرورة إدراج المشرية ضمن “المدن المنكوبة”، وإطلاق مشاريع استعجالية لحماية المدينة من خطر الفيضانات، مع تخصيص أغلفة مالية معتبرة لإنجاز حلول جذرية بدل المعالجات الترقيعية التي أثبتت فشلها.

ابراهيم سلامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى