
دخل المسبح البلدي في بلدية عين دزاريت بولاية تيارت حيز الاستغلال مجددا بعد عملية تأهيل واسعة النطاق استمرت عدة أشهر، ليضع حدا لفترة إغلاق طالت لأكثر من خمس سنوات ونصف.
وقد لاقى هذا الحدث ترحيبا واسعا من قبل الأهالي والسكان المحليين الذين عبروا عن سعادتهم البالغة لعودة هذا المرفق الحيوي إلى الخدمة. وفي هذا السياق، أعرب أحد المقيمين في المنطقة عن امتنانه قائلا: “الحمد لله، بعد طول انتظار عاد المسبح ليستفيد منه أبناؤنا ونشكر السلطات المحلية على هذا الجهد”.
بينما دعا سكان آخرون الشباب إلى المحافظة على نظافة وسلامة هذا المرفق العمومي، مؤكدين على أهميته كفضاء ضروري للترويح والأنشطة الرياضية في المنطقة.
وبهذه المناسبة، كشف الأمين العام لولاية تيارت رابح مراد يزة أن ملف الشباب والرياضة يحتل مكانة متقدمة في اهتمامات الإدارة المحلية، حيث يتم التطرق إليه بانتظام في كافة الاجتماعات التنسيقية،وأشار إلى أن والي الولاية أصدر تعليمات واضحة ومحددة تقضي بإعادة تأهيل المسبح البلدي في بلدية مدروسة وترميمه بشكل كامل، مع المضي قدما في مشاريع إضافية تتمثل في بناء مسابح حديثة في بلديات مهدية وعين دزاريت وزمالة الأمير عبد القادر.
كما أشار المسؤول ذاته إلى أن المسبح البلدي في بلدية الرحوية قد دخل الخدمة مؤخرا، مما يعزز من الشبكة الرياضية المتاحة في الولاية.
وتشهد ولاية تيارت في الآونة الأخيرة نهضة حقيقية في مجال البنية التحتية الرياضية والشبابية، حيث خصصت السلطات الولائية اعتمادات مالية معتبرة لهذا القطاع الاستراتيجي. هذا التوجه يهدف بالأساس إلى تحسين نوعية الخدمات المقدمة للشباب وإتاحة الفرصة أمامهم لممارسة أنشطة رياضية متنوعة،وتتمتع الولاية حاليا بشبكة متطورة من التجهيزات الرياضية والشبابية، تشمل 34 دار شباب موزعة عبر مختلف البلديات، بالإضافة إلى 3 بيوت شباب تستقبل الوافدين من مختلف المناطق، كما تضم 21 مركبا رياضيا جواريا و89 ملعبا جواريا، منها 46 ملعبا مجهزا بالعشب الاصطناعي، إلى جانب 6 مسابح بلدية وقاعة متعددة الاختصاصات الرياضية.
وبناء على هذه المعطيات، يتضح أن هناك استراتيجية واضحة المعالم تسعى لتطوير القطاع الرياضي والشبابي في تيارت، من خلال إنشاء مرافق عصرية ومتطورة تلبي احتياجات الشباب وتشجعهم على ممارسة الرياضة بأنواعها المختلفة.
هذه المشاريع الطموحة تجسد الرؤية الحديثة للسلطات المحلية في مجال الاستثمار في الشباب، باعتبارهم الثروة الحقيقية للمجتمع والرافعة الأساسية للتنمية المحلية. وبالتالي، فإن توفير بيئة مناسبة وآمنة لممارسة الأنشطة الترفيهية والرياضية يساهم في إعداد جيل واع ومتوازن قادر على مواجهة تحديات المستقبل.
في الختام، تبقى المحافظة على هذه المكاسب وضمان استمراريتها مسؤولية جماعية تستدعي تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، من مسؤولين وشباب ومجتمع مدني، لضمان الاستفادة المثلى من هذه الاستثمارات القيمة للأجيال الحالية والقادمة.