الــجــامــعــة

المركز الجامعي بمغنية ينظم يوما دراسيا

"الأمن السيبراني والتحول الرقمي نحو بيئة رقمية مستدامة"

شـكّـل موضوع “الأمن السيبراني والتحول الرقمي نحو بيئة رقمية مستدامة”، محور فــعـالــيات اليوم الدراسي الذي احتضنه المركز الجامعي مغنية من تنظيم معهد الحـقـوق والعلوم السياسية بالمركز الجامعي مغنية، بالتعاون والتنسيق مع التحالف من أجل التجديد الطلابي الوطني بمغنية، والذي جاء تنظيمه في ظل التوجه العالمي المتسارع نحو تبني التقنيات الرقمية في شتى المجالات، وما يصاحب ذلك من تحديات وفرص تتعلق بأمن هذه الفضاءات الرقمية واستدامتها على المدى الطويل.

حيث استقطب نخبة من الأكاديميين والخبراء والمهتمين من داخل وخارج المركز الجامعي لمناقشة أبعاد هذا الموضوع الحيوي، وحسب البروفـيسور “بوزيدي الـياس”، الرئيس الشرفي للملتقى ومعهد الحقوق والعلوم السياسية بالمركز الجامعي مغنية، أن الغاية الذي سعى من أجلـها القائمين على تنظيم هذا اليوم الدراسي الهام وحديث الساعـة، تكمن في عـدّة أهداف رئيسية أبرزها تأكـيد الأهمية المحورية للأمن السيبراني كركيزة أساسية لنجاح مسارات التحول الرقمي المختلفة، كـذا استكشاف العلاقة التكاملية بين بناء فضاء رقمي آمن وتحقيق الاستدامة في البيئة الرقمية، فضلا عن تحديد وتحليل التحديات التي تواجه المؤسسات والأفراد في سعيهم نحو تبني ممارسات رقمية آمنة ومستدامة، وإبراز الـفـرص التي يمكن استغلالها لتعزيز الأمن السيبراني ودفع عجلة التحول الرقمي نحو مستقبل أكثر استدامة.

هـذا، إلى جانب تشجيع تبادل المعارف والخبرات بين المشاركين من مختلف الخلفـيات الأكاديمية والمهنية، توعـية الحضور بأفضل الممارسات والاستراتيجيات اللازمة لضمان أمن وسلامة البيئة الرقمية واستدامتها، توعية الطلبة بأهمية الأمن السيبراني في التحولات الرقمية الحديثة، تعريف المشاركين بالتحديات السيبرانية وأساليب الحماية الفعالة، تسليط الضوء على القوانين والتشريعات المنظمة للأمن الرقمي، فضلا عن ذلك استعراض أحدث التقنيات المستخدمة في مواجهـة التهديدات السيبرانية، وكذا إبراز تأثير الأمن السيبراني على المجتمعات والأفراد من منظور العلوم الإنسانية والاجتماعية .

إلى جانب هـذا، تحليل انعكاسات الجرائم الالكترونية على الاقتصاد والأمن الوطني، وتعزيز ثقافة المسؤولية الرقمية لدى الطلبة والمستخدمين عـبر الانترنيت، ومنا قشة العلاقات بين الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وفرصه وتحدياته.

حيث تخللته مجموعة من المداخلات والمحاضرات حـضـوريا وعــن بــعــد قـدّمها نخبة من الأساتذة والخبراء المتخصصين في مجالات الأمن السيبراني، والتحول الرقـمي، والاستدامة الرقمية، تناولت جوانب مختلفة من الموضوع، ارتكزت على عـدة محاور، يأتي في مقـدّمتها المحور الأول الذي تضمن الإطار المفاهـيمي للأمن السيبراني التعريف وأبعاده القانونية والتقنية، الأهمية والتطورات الحديثة، وكذا أحدث التهديدات والهجمات السيبرانية، الجرائم الإلكترونية، الاختراقات وكيفية التصدي لها، إضافة إلى دور السياسات والاستراتيجيات الوطنية في تعزيز الأمن السيبراني، ومفهوم التحول الرقمي وأهميته في تحقيق التنمية المستدامة، التحديات الأمنية والقانونية المصاحبة للتحول الرقمي، ومفهوم الاستدامة الرقمية وأبعادها البيئية والاقتصادية والاجتماعـية، والعلاقة الوثيقة بين الأمن السيبراني وحماية البيانات كعنصر أساسي للاستدامة الرقمية، ومحور حـول مستقبل الأمن السيبراني ودور التقنيات الناشئة (مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والبلوك تشين) في تعزيز الأمن والاستدامة الرقمية.

إلى جانب محاور أخرى، منها الإطار القانوني والأخلاقي التشريعات المحلية والدولية والمسؤولية الرقمية، دور الجامعة في تعزيز الأمن السيبراني التوعية، البحث العلمي، والممارسات الأمنية، ومحور متعلق بالأمن السيبراني والعلوم الإنسانية والاجتماعية: تأثير الفضاء الرقمي على السلوكيات الاجتماعـية، الخصوصية والثقافة الرقمية، حيث أعـقـبت هذه المداخلات والمحاضرات جلسات نقاش تفاعـلية أتاحت للحضور وخاصة الطلبة ذوي الاختصاص على حـدّ سـواء، وكذا مختلف الجهات الأمنيـة المختــصة من الأمن الوطني والدرك الوطني ومصالح الجمارك فـرصة لطرح مجمل الأسئلة والاستفـسارات وتبادل الآراء مع المحاضرين، مما أثـرى النقاش وعـزز الفهم المشترك للقضايا الحيوية المطروحة التي تمس مستقبلنا الرقمي، وقـدم المتدخلون أيضا رؤى قـيمة حول كيفـية بناء بيئة رقمية آمنة ومستدامة في الجزائر.

كما أن هذا التفاعل الإيجابي والمشاركة الفعالة من قـبل الحضور والمحاضرين، عكس مـدى الاهـتمام المتزايد بهذا الموضوع وأهـمية مواصلة الجهود البحثية والتوعـوية في هذا المجال، انبثـقـت عنها جملة من التوصيات، تأتي في مـقـدّمتها ضرورة تبني مقاربة شمولية ومتكاملة للأمن السيبراني تشمل الجوانب القانونية والتقنية والتنظيمية والتوعوية، وكذا أهمية الاستثمار في بناء القدرات الوطنية في مجال الأمن السيبراني وتأهيل الكفاءات المتخصصة، إلى جانب دور البحث العلمي والابتكار في تطوير حلول وتقنيات تساهم في تعزيز الأمن والاستدامة الرقمية، ومسؤولية المؤسسات والأفراد في تبني ممارسات رقمية مسؤولة وآمنة تساهم في تحقيق الاستدامة، وأهمية التعاون الدولي والإقليمي في مواجهة التحديات المشتركة في مجال الأمن السيبراني والاستدامة، إذ من المؤمل أن تساهم المخرجات والتوصيات في توجـيه السياسات والاستراتيجيات المستقبلية نحو تحقـيق تحول رقمي آمن ومستدام يخـدم التنمية الشاملة في الـبلاد.

الدكـتور “حمرة حسني” (المنسق العام لليوم الدراسي):

 “الأمن السيبراني مسؤوليةٌ مشتركة “

أكـد الدكـتور “حمرة حسني” المنسق العام لليوم الدراسي، أنّ انعقاد هذا الملتقى على مستوى المركز الجامعي مغنية يُجسّد إرادتنا الجماعية لمواكبة التحديات التكنولوجية، وبناء منظومة أمنية رقمية متكاملة، تحفظ حقوق الأفراد، وتصون مؤسسات الوطن، وتدعم رؤيتنا نحو مجتمع آمن ومُنتِج في ظل الثورة الصناعية الرابعة، حيث لم يعـد الأمن السيبراني ـ حسبه ـ ترفًا فكريًّا، في عالمٍ تُسيطر عليه البيانات وتتسارع فيه التحولات الرقمية، بل ضرورةٌ إستراتيجية.

مضيفا أن الجزائر، كغيرها من الدول، تواجه تحديات متنامية تتمثل في الهجمات الإلكترونية، انتهاك الخصوصية، والاستهدافات المتطورة التي تهدد البنى التحتية الحيوية، من قطاعات الطاقة والصحة إلى الخدمات المالية والإدارية، على حـدّ ـ قــولــه: “لكنّنا هنا اليوم لنُؤكّد أن الجزائر ليست مُتلقيةً لهذه التحديات فحسب، بل هي فاعلةٌ في مواجهتها، فقد خطت بلادنا خطواتٍ كبيرةً في تعزيز الأمن الرقمي، من خلال إطلاق الاستراتيجيات الوطنية، وتطوير الأطر التشريعية، وبناء الكفاءات المحلية عبر التكوين المتخصص، وتعزيز التعاون مع المنظمات الدولية، كما أن إطلاق “الوكالة الوطنية للأمن السيبراني” كان علامةً فارقةً في مسيرة تأمين الفضاء الرقمي الجزائري…غـير أن الطريق لا يزال طويلًا، فالأمن السيبراني مسؤوليةٌ مشتركة، تبدأ من الفـرد في بيته، وتمرُّ عـبر المؤسسات الخاصة والعامة، وتتكاتف فيها جهود الباحثين والمهندسين والقانونيين.

 

الطالب “زحاف عبد الستار” (رئيس المكتب الولائي للتحالف):

“اللقاء سمح لنا بمواجهة المخاطر والتهديدات الرقمية”

ارتأى فــرع الحـقـوق والعلوم السياسية بالمركز الجامعي مغنية بالتعاون والتنسيق مع التحالف من أجل التجديد الطلابي الوطني بمغنية، تنظيم هذا اليوم الدراسي تحت عـنـوان “الأمن السيبراني والتحول الرقمي نحو بيئة رقمية مستدامة”، ليكون فرصة علمية وأكاديمية لتسليط الضوء على القضايا المتعلقة بالأمن السيبراني، واستعراض أهم المخاطر والتهديدات الرقمية، بالإضافة إلى مناقشة الاستراتيجيات الفعالة لمواجهتها، مع السعي إلى اكتشاف الأبعاد القانونية والأخلاقـية للأمن السيبراني، ودور الحكومات والمؤسسات التعليمية في تعزيز ثقافة الحماية الرقمية، حيث لقي هذا اليوم الدراسي حضورا مميزا من قبل الباحثين والخبراء والدكاترة إلى جانب الطلبة، خاصة قسم الحقوق والعلوم السياسية بالمركز الجامعي لمغنية، وقد اجمع فيه المشاركون أن مواجهة التحديات السيبرانية تتطلب تضافر الجهود بين مختلف القطاعات سواء من خلال التشريعات والسياسات الأمنية، أو عـبر البحث العلمي والتطور التقني، مما يجعل هذا اللقاء العلمي فضاء للحوار وتبادل الخبرات بين الباحثين والمتخصصين والمهتمين بهذا المجال الحـيوي، على حـدّ الـقـول: أن الجرائم السيبرانية مثل الاختراقات، والتجسس الالكتروني، والاحتيال الرقمي أضحت تشكّل تحديا كبيرا يفرض على الحكومات، المؤسسات وحتى الأفراد ضرورة تعزيز تدابير الأمن السيبراني لضمان سلامة البيانات والبنية التحتية الرقمية، كما أن التطور المستمر في تقنيات الهجوم يستلزم تطوير أساليب دفاعية مبتكرة قائمة على الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، إضافة إلى بناء وعي مجتمعي حول أهمية الأمن الرقــمـي.

أمـيـر .ع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى