بكل صراحة

المحطة “الرأس الأبيض” ستغير مخطط توزيع المياه بالمنطقة كلها

بــكــل صــراحــة

يُعتبر بناء محطات تحلية مياه البحر خيارا تبنته السلطات العليا للبلاد بصفة استعجالية لمواجهة نقص الأمطار وتأمين التزويد بمياه الشرب، وعليه فقد تاكد مما لا شك فيه أنّ الإسراع في إنجاز محطة تحلية مياه البحر للرأس الأبيض غرب ولاية وهران، يُعذُّ مشروعا استراتيجيا وضخما بحيث يمتد على مساحة 16 هكتارا ومن شأنه تأمين التزويد بالماء الشروب بالولاية وتعزيز الموارد المائية للولايات المجاورة بامتياز، وتأكد أيضا أمس من خلال زيارة وزير الري طه دربال لعين المكان بأن أشغال المشروع تسير بوتيرة ثابتة حيث يعد مشروعا استراتيجيا ، حسبما علم لدى المسؤولين عن هذا المشروع. وحسب ما عاينه السيد الوزير والوفد المرافق له والأسرة الإعلامية أنّ الموقع تحوّل إلى خلية نحل، من خلال حيوية ونشاط العمال، ناهيك عن صخب الآلات التي لا تكاد تتوقف. بحيث سبق وان صرح في نوفمبر الماضي أحد المسؤوليم على إنجاز المشروع بأنه تم توظيف ما لا يقل عن 1.500 عامل ويعملون سبعة أيام في الأسبوع على مدار 24 ساعة يوميا عبر ثلاث فرق، وهذا ما طمأن السيد الوزير أمس حين صرح قائلا بأنّ المشروع سيتم تسليمه وفق الآجال المحددة. وهذا في حدّ ذاته يعتبر تحديا حقيقيا في مجال تسليم المشاريع العملاقة التي تراهن عليه الدولة في كافة المجالات، بحيث من المتوقع أن تبدأ المحطة حيز الخدمة في ديسمبر 2024، خاصة وأن التجهيزات بدأت في الوصول منذ الشهر الماضي.  هذه المحطة ذات القدرة الهائلة بـ 300 ألف متر مكعب يوميا، كان الأمر في الماضي يستوجب أعواما عديدة لإنجازها، وعلى سبيل المثال فإنّ المحطات التي تمّ إنجازها قبل سنة 2021 من قبل شركات أجنبية، استغرقت أشغالها ما بين 36 و52 شهرا”، رغم أنّ الآجال التي تم تحديدها للانجاز في إطار برنامج المياه لـ 2021 ومن بعده البرنامج التكميلي، من 25 شهرا، وعليه ما يتم القيام به اليوم في مشروع محطة تحلية مياه البحر للرأس الأبيض يعتبر فعلا قياسي، خاصة وانّ عملية الإنجاز أوكلت إلى شركات انجاز جزائرية 100 بالمائة. وليس أخيرا ومن أجل التمكن من وضع محطة الرأس الأبيض في الخدمة بسرعة بعد استلام المشروع، فقد تم إطلاق أشغال إنشاء شبكة التوزيع بداية أكتوبر 2023، حيث تجاوزت نسبة الأشغال 15 بالمائة، وقد حدد موعد استلام هذا المشروع بـ 14 شهرا. للتذكير، يتضمن مشروع شبكة التوزيع 48 كلم من الأنابيب وخزانين، الأول بسعة 50.000 متر مكعب يقع بعين تاسا (بلدية عين الكرمة) والثاني بسعة 30.000 متر مكعب ببوسفر (دائرة عين الترك)، بالإضافة إلى خزانين لكسر الضغط، حسب ذات المسؤول الذي أكد أن العمل يسير بشكل جيد، حيث ينتظر تسليم المشروع في الآجال المحددة. وعليه ينمكن القول بأنّ المحطة الجديدة ستغير مخطط توزيع المياه بالمنطقة كلها.

بقلم: مـحـمد الأمـيـن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى