لك سيدتي

“الفن يعمل على تهذيب وتربية النفوس وتنمية المستوى الأخلاقي “

المطربة "الجوهرة السمراء" حورية بابا:

الجوهرة السمراء والفنانة حورية بابا، صاحبة الصوت الرخيم، تنحدر أصولها من أعماق الصحراء الجزائرية، وبالضبط من تيميمون مدينة الفن والأهاليل، وهو السر الذي انعكس على أدائها وصنع منها هذا الموزاييك المتنوع بجمعها بين الطابع الغنائي الوهراني والصحراوي، جمعتنا بها هذه الدردشة القصيرة.

قد تبدو كلمات أغناني “زرزورة”، “وقاتلك لميما”، “راني مريضة وما نبراش” لمن لا يعرف قصتها، حوارًا بين أم وابنتها أو وصية أخيرة لها، ولكنها بعض أجمل الأغاني التي صدحت بها خريجة مدرسة عميدا الأغنية الوهرانية بلاوي الهواري وأحمد وهبي، وواحدة من الأصوات النسوية الأصيلة، البعيدة عن الأضواء وضوضاء الساحة الفنّية وصخب منصات التواصل، رغم تجربتها التلفزيونية في مسلسل “بابور اللوح”.

حورية بابا… بدأت الغناء في سن مبكرة، اكتشف من حولها موهبتها في الغناء فشجعوها على ولوج هذا العالم، وقد تخرجت من مدرسة ألحان وشباب سنة 1981، ثم انضمت إلى لمجموعة الصوتية لإذاعة وهران بقيادة الأستاذ الكبير بلاوي الهواري، بعدها انضمت للفريق ثلاثي الزهور، أين كانت لنا مشاركات عديدة عبر الوطن وقدمت العديد من الأغاني منها؛ الأغنية التي عرفت رواجا واسعا وقتها “يالعروسة” من ألحان بلاوي الهواري .

حوريا بابا، رفضت غناء الراي بالرغم من الأموال الطائلة التي تدر على أصاحبها والعروض التي تلقتها، لأنها تقدم رسالة سامية تحتم على الفنان إيصال القيم الراقية إلى الناس، فالفن حسب رأيها يعمل على تهذيب وتربية النفوس وتنمية المستوى الأخلاقي، وليس خدش حياء المتلقي وتقديم فن لا يفيد المجتمع في شيء بل يسئ له من أجل الثراء والشهرة.

حورية بابا تؤكد بأنّ الأغنية الوهرانية فقدت أعلام كبيرة مثل الراحل أحمد وهبي، بلاوي الهواري.. وغيرهم، ومقابل ذلك هناك أصوات جديدة وجب دعمها وتشجيعها والاهتمام بها من قبل السلطات والمسؤولين على الثقافة، وهذا لا يعني خلو الساحة الفنّية أو خلو هذا الطابع الفني الوهراني من الفنانين الكبار الذين لا يزالوا يخدمون الأغنية الوهرانية الأصيلة، وهم موجودون في الساحة ويؤدون ما عليهم من أمثال الأستاذ بارودي، ولهاصي، معطي الحاج.

حورية بابا.. ترى بأنّ الحفاظ على الأغنية الوهرانية الأصيلة على صعيد كل عناصرها كان من جيل إلى جيل أخر أي هناك تكامل، وبالنسبة لجيلنا أعطيك مثالا تخرجنا من مدرسة الفنان الراحل بلاوي الهواري والأستاذ الراحل أحمد وهبي، وتم تحضيرنا وتجهيزنا على كل الجوانب وبالتالي لابد من مواصلة مسيرتهم والحفاظ على الأغنية الوهرانية لأننا نملك كل الوسائل، وتبقى فقط أنّه على المسؤولين تنشيط الساحة الفنّية من خلال برمجة مهرجانات وحفلات فنّية لترسيخ الأغنية الوهرانية في ريبرتوار الفن الجزائري وضمان استمراريتها وعدم اندثارها.

حورية بابا.. ترى بأنّ الأغنية الوهرانية تبقى كما هي، لا تمرض، ولا تتراجع، ما تزال تحافظ على قالبها الفنّي وكلماتها وألحانها، ووجب على الجيل الجديد الحفاظ عليها والحفاظ على كل خصائصها ومميزاتها، كما أنّ كلمات الأغنية الوهرانية باقية وحاضرة بفضل عوامل كثيرة من بينها نقاء كلماتها، التي يمكنك سماعها مع المنزل مع العائلة أو مع أحبابك أو أصحابك وأصدقائك.

أحمد الشامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى