أصبحت عملية تسويق اللوحات الفنية للفنانين التشكيليين في الجزائر من أبرز معاناتهم وامتعاضهم وهاجسهم الكبير، وذلك لعدم وجود سوق للفن التشكيلي، مما جعلهم يعيشون حالة من الركود وصعوبة جمة في بيع لوحاتهم، والأمر هنا لا يختلف فيه الفنانون المحترفون والهواة على حد سواء.
وعليه، فقد أرجع العديد من هؤلاء الفنانين التشكيليين ذلك إلى غياب الاحترافية، مما زاد في معاناتهم، ناهيك عن غياب ثقافة اقتناء اللوحات من المعارض لدى المجتمع الجزائري، إلى جانب غياب الاحترافية في تنظيم هذا النوع من المعارض. وأفاد البعض منهم، بأن المنظمين المشرفين على تنظيم معارض الفن التشكيلي بالبلدان المتقدمة، هم أشخاص مختصين في المجال يقومون بالترويج له شهر قبل افتتاحه، إلى جانب توجيه دعوات إلى النقاد وأهل الاختصاص، عكس ما هو معمول به في الجزائر، حيث يتم الإعلان عن المعرض يومين قبل افتتاحه وهو ما يؤثر على نسبة الإقبال عليه من طرف الجمهور.
كما أكد فنانون محترفون آخرين بأن أحد أهم أسباب ركود سوق الفن التشكيلي في الجزائر راجع بالأساس إلى ارتفاع أسعار اللوحات بالنسبة للجمهور الزائر. إلى جانب أن أهل النقد والاختصاص، هم المخولين بتقييم اللوحة الفنية وتحديد سعرها وهم الأشخاص الغائبين في الجزائر، كما أن الشخص الذي يقدر قيمة الفن لا يهمه السعر، لأن المواد الأولية المستعملة والفكرة التي تحتويها اللوحة هي التي تحدد سعرها.
وفي السياق ذاته، فقد أبدى بعض زوار المعارض عن أسفهم لعدم تمكنهم من اقتناء اللوحات التي لفتت انتباههم نظرا لارتفاع أسعارها بالنظر إلى إمكانياتهم المادية التي تحول دون اقتناء اللوحات متمنيين من الفنانين تخفيض الأسعار”. وفي سياق آخر، أعرب الفنان “بختي عبد الرحمن” من مدينة شرشال تفاؤله بمستقبل تطور الفن التشكيلي في الجزائر، نظرا إلى “ظهور مواهب واعدة تتميز بإمكانيات كبيرة وتحمل رؤية فلسفية جديدة للفن التشكيلي أكثر إبداعا، إلى جانب حرص الدولة على دعم وتطوير هذا الفن”. وأضاف أن الفن التشكيلي “خطى خطوات كبيرة منذ الاستقلال من حيث النوعية والكمية، حيث تم ظهور عدة مواهب كبيرة على غرار الفنانة باية وعائشة حداد”، مشيرا إلى أن أول معرض تم تنظيمه بالجزائر “كان سنة 1920 من طرف الفنان مامري عزواو”، وعرف هذا الصالون الوطني الذي افتتح بداية الأسبوع الجاري مشاركة 30 فنانا من 20 ولاية يمثلون مختلف المدارس التشكيلية على غرار الانطباعية والرمزية والواقعية.
هشام رمزي