الحدث

العلاقات الجزائرية ـ الفيتنامية

عدة اتفاقات قيد التحضير بغية بعث الشراكة الثنائية

انطلقت أشغال الدورة الـ 13 للجنة المشتركة الجزائرية ـ الفيتنامية، للتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني، اليوم  الأحد بالجزائر العاصمة والتي ستدوم يومين، ترأسها مناصفة الأمين العام لوزارة الصناعة، السيد “خير الدين بن عيسى”، ونائب وزير البناء بجمهورية فيتنام الاشتراكية، السيد “نغوينتونغ فان”.

 

حيث تجري هذه أشغال هذه اللجنة على شكل ورشات تضم خبراء من الجانبين بحضور سفير الفيتنام بالجزائر، السيد “شان كوك هانه”، وكذا سفير الجزائر بالفيتنام، السيد “عز الدين بشقة”، وكذا المدير العام لمنطقة آسيا وأوقيانوسيا بوزارة الشؤون الخارجية، السيد “عبد الملك بوهدو”.

 كما تعقد هذه الدورة على مستوى 5 فرق عمل تضم خبراء من البلدين، يمثلون عددا من القطاعات الوزارية والمؤسسات والهيئات، بحيث تتركز الاجتماعات على تقييم حالة التعاون بين الجزائر وفيتنام، مع بحث سبل تعزيز الإطار القانوني ودعم برامج التعاون المستقبلي. كما أن هذه اللجنة تتشكل من خبراء لعدة وزارات، على غرار الصناعة، الصناعات الصيدلانية، التجارة والمالية، إضافة إلى وزارات المحروقات والمناجم، الطاقة والطاقات المتجددة، البيئة وجودة الحياة، الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، الموارد المائية، الداخلية والجماعات المحلية والنقل، والسكن والعمران والمدينة والتهيئة العمرانية، إلى جانب ممثلين عن الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، والمجلس الجزائري للتجديد الاقتصادي، والغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة. للتذكير، كانت الدورة الـ 12 لذات اللجنة قد انعقدت في شهر أكتوبر من سنة 2023 بالعاصمة الفيتنامية هانوي.

وتعرف العلاقات الجزائرية ـ الفيتنامية وتيرة متسارعة منذ أشهر قليلة، وذلك من خلال استكمال عدة اتفاقيات ومبادرات مختلفة من المرتقب تجسيدها قريبا، حسب ما أفاد به أول أمس سفير فيتنام بالجزائر، السيد “تران كوك خانه”، خاصة ما تعلّق بالزيارات الرسمية لمسؤولين سامين فيتناميين ورؤساء مؤسسات، يرتقب وصولهم إلى الجزائر ابتداء من هذا الأسبوع، حيث صرح نفس المتحدث أمس الأحد بالجزائر العاصمة، في ذات السياق إلى وجود “مؤشرات مشجعة” والعديد من الاعمال “سيتم تجسيدها قريبا” من شأنها “تعزيز اكبر للتعاون بين البلدين خلال الأشهر القادمة”.

وفي سياق متصل، سوف تتمحور هذه الدورة المقررة إلى غاية يوم الخميس المقبل، واقع التعاون المشترك بين مختلف القطاعات وتقييم تنفيذ توصيات الدورة الـ 12 التي انعقدت في أكتوبر 2023 بهانوي، بُغية تحديد توجهات جديدة للشراكة الثنائية. في حين سيترأس أشغال هذه اللجنة كل من وزير الصناعة الجزائري ووزير البناء والنقل الفيتنامي. وفي سياق متصل، سيقوم الوزير الأول الفيتنامي، السيد “فام مينه تشين”، بزيارة إلى الجزائر من 18 إلى 20 نوفمبر، رفقة وفد وزاري هام إلى جانب حوالي 20 رئيس مؤسسة، حيث أكد السفير الفيتنامي في الجزائر، أنها تعتبر هذه الزيارة، الأولى من نوعها لوزير أول فيتنامي إلى الجزائر منذ سنة 2015، وتترجم “أهمية خاصة” بالنسبة للبلدين اللذين تربطهما “علاقات سياسية متميزة”، وتهدف إلى بعث “ديناميكية جديدة في التعاون الاقتصادي”.

ومن المرتقب أيضا، أن تكلل هذه الزيارة بعدة نشاطات، خاصة تدشين معلم تذكاري للرئيس الفيتنامي الراحل هو تشي منه بالجزائر العاصمة (الرايس حميدو)، تكريما لمؤسس فيتنام الحديثة الذي جمعته روابط تاريخية مع الجزائر، فيما سيشكل تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية محورا رئيسيا وذلك بعقد منتدى للأعمال يترأسه مناصفة الوزير الأول الجزائري ونظيره الفيتنامي.

وأبرز السفير الفيتنامي في معرض حديثه، أن هذه المحادثات الثنائية التي ستمس التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثمار بشكل خاص، ترمي إلى إقامة تعاون “ملموس أكثر” وخلق بيئة أكثر ملائمة للمتعاملين الاقتصاديين، حيث اعتبر السفير الفيتنامي، أن البلدين يتوفران على إمكانيات هامة في عدة قطاعات، لاسيما الزراعة، والصناعات الغذائية، والطاقات المتجددة، والمحروقات والصناعة الصيدلانية والرقمنة، بالإضافة إلى الخدمات (السياحة والنقل). موضحا في ذات الصدد، أنه من المرتقب أيضا خلال هذه الزيارة التوقيع على عدة اتفاقات تتعلق بالتعاون الاقتصادي والتجاري “بما يفتح آفاقا جديدة للشراكة الثنائية”.

كما سيكون لقطاع المحروقات نصيبا مفروضا من هذه الزيارة، حيث من المرتقب أن توقع كل من شركتي (بيتروفيتنام) و(سوناطراك)، اللتان تشتركان في مشاريع استكشاف وتصدير في الجزائر، على اتفاق تعاون جديد، خاصة وأن هذه الشراكة تمثل “واحدة من المشاريع الناجحة للمجمع الفيتنامي على الصعيد الدولي”. أما مال تعلّق بالتبادلات التجارية، وبلغة الأرقام، فقد بلغت حوالي 400 مليون دولار خلال الأشهر العشرة الأولى من السنة الجارية، وهو مستوى “يظل دون الامكانيات المتوفرة” و”لا يستجيب بعد لتطلعات الطرفين”.

وعليه، فقد أعرب السفير الفيتنامي، عن رغبة بلاده في توسيع التعاون ليشمل مجالات أخرى، منها التعليم والثقافة والرياضة، حيث ذكر بالمناسبة بأن أكثر من 30 ألف شاب جزائري يمارسون رياضة (فوفينام )، والكثير منهم يسافرون إلى الفيتنام للمشاركة في منافسات.

هشام رمزي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى