تكنولوجيا

السلوك البشري في عصر الرقمنة

في عالم يتطوّر بسرعة، حيث يصعب رصد إيقاعاته ومساراته، تبرز علوم السلوك البشري كميدان استكشافي متطوّر يستقصي جوانب تفاعلات الإنسان مع بيئته ومجتمعه. هذا العلم يسعى إلى استنطاق جذور ودوافع تصرفات الإنسان المحاصر بالأسلاك والخوارزميات، وتأثيرها على نسيج المجتمع والعلاقات الاجتماعية والقدرات النفسية تحت سطوة التكنولوجيا المتقدمة. مما يدفعنا منطقيًا لاستحداث استراتيجيات تحليلية عميقة ودقيقة.

دراسة السلوك البشري تعتمد على تنوّع واسع من المناهج العلمية مثل علم النفس، علم الاجتماع، وعلم الأعصاب الاجتماعية. ومن خلال الغوص المدروس في أعماق علوم السلوك البشري، يمكننا تعميق فهمنا لعوامل صياغة السلوك الإنساني وابتكار حلول لتحدياتنا الاجتماعية المعاصرة. تطبيقات هذا الميدان تتخطى حدود المجالات العلمية لتشمل مختلف المجالات الحياتية مثل التربية والتعليم، إدارة الأعمال، والصحة النفسية، مما يضفي على هذا العلم بُعدًا هامًا وجذابًا في زماننا الحديث،ومع التقدم التكنولوجي في عصرنا الحالي، أصبح فهم وتقييم السلوك البشري تحديًا مستمرًا ومهمًا للغاية. من خلال تجربتي الشخصية في مشروع تكنولوجي خاص، واجهت تحدي تقييم سلوك مجموعة من الموظفين الذين تتوزع مهامهم بين الإدارة، البرمجة، التسويق، وتقديم الخدمات المساعدة. استنتجت أن الاعتماد فقط على التكنولوجيا، مثل تحليل البيانات، مراقبة الأداء بالذكاء الاصطناعي، تسجيل ساعات العمل بالبصمة، والمراقبة بالكاميرا، ليس كافيًا. بل يجب الجمع بين الجانب التقني والجانب الإنساني، من خلال بناء علاقات تفاعلية واستخدام مهارات الاتصال والتفاعل الشخصي لفهم الجوانب النفسية والثقافية التي تؤثر على سلوك الأفراد،عندما جمعت البيانات والمعلومات، وجدت أن التحليل الشامل الذي يجمع بين التكنولوجيا والبعد الإنساني هو الأكثر فعالية. وبفضل هذا النهج المتكامل، تمكنت من تقديم توجيهات دقيقة ومفصلية للفريق، مما أسهم في تحسين الأداء العام وتعزيز الروح الجماعية،ومن خلال هذه التجربة، أدركت أن تقويم السلوك البشري وتقييمه في عصر التكنولوجيا يتطلب توازنًا متقنًا بين العناصر التقنية والإنسانية للوصول إلى نتائج ملموسة ومثمرة.

بقلم:جلال يياوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى