في ظل التكنولوجيات الجديدة والعولمة والرقمنة نلاحظ بأنّ الذكاء الإصطناعي يتطوّر بوتيرة جد متسارعة وأصبح مع مرور الأيام يتوسّع في المجالات المختلفة للعمل التي يستحوذ عليها البشر، ولكن أصبح اليوم بمقدور أي شخص استخدام الذكاء الإصطناعي ويقوم بمهام قد تستغرق وقتا طويلا إذا قام بها البشر. فهل يستطيع الذكاء الإصطناعي القيام في دقائق معدودة إنجاز تلك المهام بكفاءة؟ صحيح بمكنه القيام بذلك، وهذا هو الجانب الإيجابي للذكاء الإصطناعي لكن ماذا عن مخاطره؟ ولماذا كل هذا الجدل حوله خلال الفترات الأخيرة؟ الشيء الذي يتفق عليه الخبراء والمختصين في مجال الذكاء الإصطناعي أنه ليس أذكى من البشر، بمعنى أخر، أنه بحاجة إلى البشر لتوظيفه وتكليفه بالمهام فلا يستطيع المبادرة بتنفيذ المهمات دون الإنسان. لكن هناك من يعتقد أنه مستقبلا، سيستغني الذكاء الإصطناعي عن الإنسان في إنجاز المهمات، بل ويبدأ في التواصل وبناء الشبكات وحتى توظيف البرامج الأخرى لخدمة نفسه وبالتالي يبرمج روبو أو حتى جيشا من الروبوتات ويحركها وبنفذ بها مهمات معينة، او قد يخترع الطائرات المسيرة وبوجه حركاتها. فأين الحقيقة من كل هذا أم اننا سنعيش مستقبلا الخيال العلمي التي تتحدث دائما عن حروب الفضائيين على أرض الواقع؟ إنّ الحديث عن هذا القلق المتزايد من مخاطر الذكاء الإصطناعي لا يتوقف ها هنا، بل هناك مخاوف أخرى جراء تطوره السريع وليست لها أي علاقة بالحروب ولكن تأخذ أبعادا متباينة وخطيرة جدا، ونخص بالذكر هنا (الإحتيال، اختراق الحسايات البنكية، تزييف الصور والفيديوهات، ممارسة الإقناع الشخصي، مثلا تقليد لشخص معين أو ضحية معينة، أو نشر معلومات مضللة). إذن، ما مدى المخاوف المتعلقة بالذكاء الإصطناعي وقدرته على السيطرة على العقل البشرية؟ أسئلة مشروعة بحاجة إلى أجوبة كافية وشافية من طرف المختصين والخبراء.
بقلم: رامـي الـحـاج