في أجواء مفعمة بالروحانية والتصوف، وتحت ديكور ثقافي رمضاني بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية “محمد ديب” بتلمسان، عرض الدكتور “علي عصمت صاري” مؤلفه الجديد ديوان “الشيخ سيدي بن يلس، ألف ليلى وليلى”.
حيث أثنى الدكتور “صاري”، أستاذ الأدب المقارن بجامعة تلمسان ومندوب المنتدى الأورو متوسطي للحوار بين الأديان والحضارات، على الآثار والفضائل التي تركها “سيدي بن يلس”، الذي يعد أحد أقطاب الصوفية بتلمسان، مؤكدا أن هذا العالم له عديد المؤلفات والدواوين الربانية التي جمع بأعلامها وسلسلتها وتفرعاتها وأورادها، من خلال رسائله وأشعاره الصوفية ومواقفه في مجابهة الاستعمار الفرنسي على الصعيدين الاجتماعي والفكري، فضلا عن دوره في الحركة الوطنية الجزائرية ما جعل هذا الإصدار عملا توثيقيّا علميا هامّا، لا غنى للباحثين والمهتمين عن اقتنائه والاطلاع عليه. وأبرز المتحدث أمام عدد من الأساتذة والباحثين ومسؤولي الثقافة بتلمسان، أنه اشتغل على جمع قصائد الديوان من مصادر مختلفة وأشرف على طبعها وتبويبها، فتطرق بتفصيل إلى عملية البحث والتنقيب وقدم الدكتور دراسة مقارنة حول المؤلف الماتع، فأعطى في قراءته للديوان إضاءات شملت مضامينه ومحتوياته وقصائده، متوقفًا عند العديد من المحطات البارزة في المسيرة الحافلة للشيخ “بن يلس”، وما خلفه وراءه من رصيد صوفي وشعري. حيث شملت هذه الكتابات والمساهمات الفكرية مختلف اتجاهات المعرفة من علوم دينية وفلسفة وأدب وشعر، إضافة إلى الكتابة التاريخية ومساهمتها في التصوف، وعاد الباحث ليبرز في ختام الندوة الدور الكبير الذي قام به الشيخ “محمد بن يلس” وتلميذه الشيخ “محمد الهاشمي” في نشر الطريقة “الدرقاوية الشاذلية” والتعليم الاسلامي في بلاد الشام، بعد هجرتهما في بداية القرن العشرين من مدينة تلمسان.
وأكد مدير مكتب “محمد ديب” بتلمسان، “طرشاوي محمد” أن الندوة تدخل ضمن برنامج المكتبة خلال شهر رمضان المعظم، كما تهدف إلى إبراز مختلف كتاب ومؤلفين تلمسان الذين تركوا بصماتهم الخالدة.
ع جرفاوي