حوار

الدخول الاجتماعي وظاهرة الرهاب المدرسي

بقلم: الأستاذ. رزقي زويد

مع حلول الدخول الاجتماعي وإلتحاق التلاميذ بالمؤسسات التربوية والمدارس،

وبداية كل عام دراسي تطفو الى السطح مشكلة تربوية ذات أصول نفسية واجتماعية وهي مشكلة الرهاب المدرسي التي تعد واحدة من أعقد المشكلات التي تهدد بقاء التلميذ واستمراره في مقاعد الدراسة، اذ يتسرب الكثير من الطلبة حين يفشلون في التغلب عليها وهم بذلك يفقدون فرص التعليم ،وفرص والتوظيف فيما بعد، فكيف يمكن حلحلة هذه الظاهرة…؟

يعرف الرهاب المدرسي بأنه مجموعة من الصعوبات الشخصية أو صعوبات في العلاقات التي تصيب الطفل في المدرسة أو الأسرة، وتتراكم مع مرور الوقت فتفت في عضد هؤلاء الأطفال، ويتولد لديهم خوف غير منطقي من المدرسة مما يجعلهم يخشون المرور بجانب المدرسة وليس الدخول فيها فحسب.

كما يرى الأخصائيون في علم النفس أن هذا الرهاب ناتج من اضطراب نفسي واجتماعي نتيجة لعوامل عدة تصيب الانسان مابين سن 5 و17 عاما إذ تجعله يرفض الذهاب بانتظام إلى المدرسة، أو يواجه مشكلة في قضاء يوم كامل داخلها بعد السن يمكن تخطي الازمة لكن المشكلة الكبرى تمكن في عدم امكانية التخطي قبل هذا السن .وبالتالي يفلت من خانة “جو الدراسة” صوب الاعمال الحرة التي في اغلبها غير منتظمة ولا تسد رمق الانسان أو تؤمن له حياة لائقة في الغالب.

ماذا وراء الرهاب المدرسي؟

كل خوف يصيب الانسان لابد وله جملة من الأسباب الموضوعية التي كونت منه مشكلة، والرهاب المدرسي كباقي انواع المخاوف التي تتحول الى رهاب واسبابه المتوقعة هي اول ما يتوقع ان يؤدي الى الرهاب المدرسي هو الخشية من مغادرة الحالة التي اعادت عليها الطفل كالجلوس مبكراً. وباقي صور الانضباط المدرسي الذي يحتم احترام القوانين والانظمة المدرسية ولذا فهو يحاول تجنب الأمر وعدم الانصياع لهذه المحددات والقواعد التي يراها صعبة وملزمة.

السبب الآخر المحتمل هو أن الطفل “التلميذ “تعرض في وقت سابق لضغوطات والتنمر من أقرانه في الشارع او الملعب او المسبح وبالتالي أي تجمع يشبه تلك التجمعات التي تعرض للتنمر فيها سيثير فيه الانزعاج الذي يتحول الى رفض للانضمام إلـى المدرسة.

وثالث الاسباب المحتملة هو أن بعض الاطفال والتلاميذ يصابون بالرهاب المدرسي لخوفهم من الاختبارات لكونهم اخفقوا في اختبارات سابقة، فهم يعتقدون انهم سيخفقون في كل مرة وهذه الفكرة الخاطئة ستبقى ملازمة لهم ما لم يعدل عليها.

 كيف يتخطـى الطفل “التلميذ” رهابه المدرسـي؟

عبر عدة امور منطقية يمكن ان تتقلص مساحة هذا الرهاب والتغلب عليه تدريجياً وعلى الوجه التالي:” اولى خطوات العلاج تكمن في الحوار مع الطفل (العلاج المعرفي السلوكي) بغية تغير الافكار التي تحول دون الاستمرار في المدرسة وحين تتغير الافكار حتماً تتغير الفكرة السلوكية الرافضة للمدرسة .وبالتالي تكون العودة إلى المدرسة سريعة لتفادي إطالة مدة المرحلة التي يقضيها هذا الطفل بعيدا عن البيئة التعليمية، على أن تكون العودة تدريجية”.

كما أن ظاهرة الرهاب المدرسي تساهم بنسبة كبيرة جدا في التسرب المدرسي، الذي يعد من ظاهرة اجتماعية تواجه المنظومة التعليمية وأهدافها والمجتمع وتقدمه والتلميذ وتطوره. وتفاديا لشيوع هذه الظواهر الاجتماعية بشكل كبير وجد على الجميع التنسيق والتعاون من أجل إنقاذ الاطفال والتلاميذ من شبح هذه الظاهرة وتجنبها قدر المستطاع وتنسيق بين الأسرة والمؤسسات التربوية وأحياء النشاطات الصفية واللاصفية والرياضة المدرسية والمسابقات الثقافية والأدبية المكملة للمدرسة، وكذا تفعيل واعطاء أهمية كبيرة لدور الاخصائي الاجتماعي والنفسي الذي يشغله مستشارو التوجيه والارشاد المدرسي والمهني بالمؤسسات التربوية.

ومن الأفضلية بمكان ان يعزز الطفل بأنواع التعزيز المادي والمعنوي ليطمع في التعزيز ولا يتملل من الاستيقاظ المبكر، ومن الجيد ايضاً ترغيب هؤلاء التلاميذ بالترفيه واللعب عبر اشراكهم في دورس التربية الفنية والتشكيلية والرياضة والمسرح المدرسي لكي لا يشعر بالملل وبالتالي يتغلب على مخاوفه وهواجسه، كما نؤكد على ضرورة ان يفهم التلميذ ان الاخفاق في امتحان أو الرسوب في سنة معينة لا يعني الاخفاق الدائم بل العكس، وبهذه الأمور يمكن أن نحد من الرهاب المدرسي ونجدد الثقة في التلميذ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى