الثـقــافــة

الخط العربي مظهر لعبقرية المسلمين

انفرد عن سائر الخطوط العالمية الأخرى

إن جمالية الخط العربي لا تكمن في شكله، وإنما يجب أن تتوفر الموهبة لأنه أصلا فن يعبر عن مظهر العبقرية الفنية لدى المسلمين، وقد انفرد عن سائر الخطوط العالمية الأخرى، وفي مقدوره أيضا تكوين فن قائم بذاته ومستقل عن فن الكتابة.


 

إن الخط العربي ليس وسيلة له، المؤكد أن فضاء الخط العربي واسع وله أنواع وأشكال، فالخطوط العربية المحصاة الآن يبلغ عددها حوالي 120 خطا، لكن المعروف عنها والمشهور منها على سبيل المثال لا الحصر، نذكر الخط الذي يتفرع بدوره إلى 17 نوعا، كما هناك الرقعة، النسخة، الإجازة، الثلث والديواني وغيرها.

هناك من يضع علاقة بين الخط العربي والخط الأجنبي من حيث التقنيات المستخدمة، بما في ذلك الخط البياني الذي نال شهرة عالمية، لكن هذه العلاقة غير صحيحة أو سليمة، لأن الخط العربي قد انفرد عن سائر الخطوط المتعارف عليها الآن، لأننا نجد فنانين عالميين معاصرين أمثال: هوفروبروكس ومات وغيرهم، قد تبدو الخط العربي التجريدي لأنه يملك قيمة عالمية وأصبح حاليا يبرز أكثر من أي وقت مضى، إذن لا يمكن مقارنته بالخطوط الأخرى فالخط الروسي أو الصيني أو الفرنسي مثلا لها أشكالها الخاصة بها.

وعليه، فإن الخط العربي يمثل الهوية العربية الإسلامية، وكذا المحافظة على التراث العربي الإسلامي، لقد كان له دورا عاليا وبارزا في تعزيز الفنون الإسلامية جميعا، ويبقى أيضا بمثابة العنصر الأساسي الذي يجعل نتاجا للفنان من ناحية الإبداع، كما يعتبر قيمة فنية راقية ويعطي نظرة شاملة ومتكاملة للناظرين والمستمعين ليحافظوا على أصالته وتراثه وثرائه، لأن الخط العربي والفن الإسلامي رفض منذ البداية التمثيل والتحديد النسبي، بل جاهد نحو الإطلاق والتجريد، لماذا؟ لأن كل دولة حين تقوم على فنها من خلال المعارض، فإنها تتميز عن غيرها بهويتها وحضارتها، فلا بد على العرب والمسلمين التمسك بالتراث وجذوره وأن لا يكونوا نسخة لغيرهم.

لقد بات من الضروري تخصيص معارض للخط العربي في شكل تنظيمي جاد ومسؤول، وذلك لفتح الأبواب أمام الممارسين والمحبين له، ستكون حتما مبادرة جديدة من نوعها وسنساهم بالتأكيد في التعريف أكر بفضائه وخصائصه، وليتم الاحتكاك بالخطاطين فيما بينهم للوقوف عن قرب أمام إبداعاتهم الفنية، ولما لا فتح مسابقة وطنية في الخط العربي، لأننا نعلم مسبقا بأن هناك عددا كبيرا من هواة هذا الفن الأصيل يرغبون تعلمه وحتى التخصص فيه.

أحمد الشامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى