يستهلك الجزائريون أربعون مليونا من رغيف الخبز يوميا، هكذا أكدته الإحصائيات وأكده الخبراء لتحطم بذلك الرقم القياسي ونصبح أول شعب في العالم مستهلك للخبز. ولكن شر البلية ما يضحك حين نرى يوميا أطنان الخبز ترمى مثل القاذورات دون أن نعطي لهذه النعمة أدنى اعتبار، ثم نقول أننا لسنا بخير ونلعن هذا الوطن ومن فيه ومن عليه ولا شيء يعجبنا فيه. ماذا لو سألنا آباءنا وأمهاتنا وأجدادنا الذين عاشوا عام (البون) وما أدراك ما عام (البون) فإن لديهم الخبر اليقين وسيؤكدون أنهم يومها إبان الاستدمار الفرنسي كانوا إذا أكلوا لا يشبعون هذا إذا وجدوا فعلا ما يأكلون، فهم لا يصدقون اليوم ما يسمعون ومع ذلك أصبحت حقيقة لا غبار عليها أننا شعب شغوف ليس فقط بأكل الخبز التي لا نشكر الله على دلك، (ومن كان في نعمة ولم يشكر خرج منها من حيث لا يشعر) وإن دوام الحال من المحال وعليه لا بد الآن من التفكير مليا في طرق ناجعة لوقف مثل هذا الاستهلاك المفرط للخبز والذي كثيرا منه ينتهي في جوف القاذورات لا بد من العمليات التحسيسية على كل الاتجاهات والمستويات والمسؤولية لم تعد على عاتق الدولة التي تمكنت من توفير رغيف الخبز للمواطنين وبسعر معقول ودعم مستمر للدقيق مهما جادل المجادلون وإنما على المواطن ليعرف كيف يستهلك الخبز حسب احتياجاته الضرورية دون تبذير.
بقلم: رامــي الــحـاج