تكنولوجيا

الخبراء الجزائريون في الخارج ينخرطون في مساعي الحكومة

قصد تطوير مجال الذكاء الإصطناعي في الجزائر

أصبحت “علوم البيانات” تحتل المقام الأول في التأثير على مناحي التنمية الاقتصادية والاجتماعية في ربوع العالم، لدرجة التوقعات المستقبلية التي كانت بالمس القريب ضربا من ضروب الخيال قد تصبح دون شك حقيقة وواقع معيش على غرار ابتكار سيارات بدون سائق، وولوج مطاعم بلا عمال ومحلات بدون باعة، والقائمة طويلة.

بدأ الذكاء الاصطناعي يتسلل إلى الجزائر عبر النخب المهاجرة، بحيث ساهمت كثيرا تدفع الكفاءاتالعلمية الجزائرية في المهجر من خلال نقل نقل خبراتها العلمية وتجاربها التكنولوجية إلى تزايد أعداد الشباب وطلاب الإعلام الآلي على وجه الخصوص المهتمين بمجالات الابتكار واقتصاد المعرفة وإقبالهم الكبير على التقنيات الحديثة، كما جذبت أيضا منصات التواصل الاجتماعي انتباه كثير من المتابعين ةتحولت إلى فضاء لتجارب ملهمة وواعدة سرعان ما احتوتها بعض المؤسسات الحكومية وتبنتها وطورتها إلى مشاريع استثمارية رائدة، على غرار الشركات الناشئة

الإضافات النوعية للخبرة التكنولوجية العالية

لا يكفي المجال في هذه العجالة إلى ذكر الأسماء الكثيرة للإطارات الجزائرية التي برعت في مجال الذكاء الإصناعي وتمكنت من تقديم الإضافات النوعية للإقتصاد الوطني بفضل مشاريعها التكنولوجية، أو رصد كل مشاريعهم التكنولوجية وابتكاراتهم الحديثة، ونذكر هنا ليس على سبيل الحصر، الباحث مراد بوعاش الذي اشتغل كمسؤول للبرمجيات في مجال الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي بمجمع “ياهو” بوادي السيليكون في أمريكا، كما أطلق مشروع مركز للذكاء الاصطناعي في جامعة سكيكدة شرق الجزائر بالشراكة مع الجامعة وجمعية “آي تاك” لطلبة الإعلام الآلي، إضافة إلى أنه صاحب القناة العلمية “مباشر سيليكون فالي” على “يوتيوب”. كما تمكن الباحث بجامعة باريس محمد سنوسي صاحب قناة “النخب” على “يوتيوب”، وأيضا والعالم الجزائري في الإلكترونيات البروفسور بلقاسم حبة والباحث رياض بغدادي. هؤلاء فقط عينة قليلة من الخبراء والباحثين الجزائريين الذين سجلوا حضورهم بقوة وأثبتوا قدراتهم العالية في مجال الذكاء الإصطناعي، بحيث كلهم من خريجي الجامعات الجزائرية قبل مواصلة دراستهم العلمية خارج الوطن، وبالتالي فرض أنفسهم نفي أكبر مراكز البحث والجامعات في المهجر.

تجاوب الحكومة مع طموحات الباحثين والخبراء

لقد أصبح جليّا من خلال حضور هؤلاء الباحثين والخبراء الجزائريين من خارج الوطن أنهم لم يبخلوا في تقديم باكورة تجاربهم العلمية للطلبة الجامعيين في الجامعات الجزائرية من خلال تقديم نموذج جديد من الندوات العلمية في الجزائر تهتم بالذكاء الاصطناعي بالتنسيق مع السلطات الرسمية. هذه الفاعليات العلمية التي قال بشأنها أحد الخبراء والمختصين بالذكاء الإصطناعي في المهجر بأنها تهدف إلى التأسيس لنموذج جديد من الندوات في الجزائر، يتيح حل الإشكاليات الملموسة بفضل التبادل حول الابتكار للخبراء الجزائريين المقيمين في الوطن وخارجه، فيما يتعلق بالاستعمالات الممكنة للذكاء الاصطناعي لتلبية الحاجات الأولوية للبلد في قطاعات الصحة والأمن الغذائي والتربية والطاقة والتنمية المستدامة. واستكمالا لجهودهم المبذلولة، شكلت وزارة التعليم والبحث العلمي الجزائرية مجلساً علمياً يضم باحثين وأساتذة متخصصين من أجل إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي والبحث العلمي وفتتحت مدرسة وطنية عليا للذكاء الاصطناعي مع الدخول الجامعي 2021-2022، كما تم أيضا افتتاح أول دار للذكاء الاصطناعي بنفق جامعة الجزائر 1 “بن يوسف بن خدة” المعروفة بالجامعة المركزية، وهي أقدم وأعرق جامعة في البلاد، ناهيك عن رصد الحكومة موازنة إضافية في مجال التكوين والاستثمار للطلبة الجامعين من أجل توقيف مزيف هجرة الدمغة إلى الخارج. وعليه فقد تبيّن أكثر من أي وقت مضى بأن هناك إرادة سياسة قوية لدى الدولة الجزائرية من أجل مسايرة التطور التكنولوجي خاصة في مجالي الرقمنة والذكاء الإصطناعي اللذان أصبحتا من إلتزامات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في بناء (الجزائر الجديدة) وذلك من خلال تكوين الإطارات في الجامعة الجزائرية، وسعيها الدؤوب في أن يصبح التخصص في الذكاء الإصطناعي موجوداً في جميع الجامعات، إلى جانب تشجيع بعض المؤسسات الناشئة على الاستثمار ومنحها الفرص لإيجاد حلول في القطاعات التنموية على غرار الفلاحة والتربية والسياحة والاقتصاد. وعليه، يبقى مجال الذكاء الإصطناعي كعلم قائم بذاته في الجزائر بعد بالكثير ويحمل آفاقا واعدة.

بقلم: أحــمــد الــشامــي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى