سيتعين على الصناعة استخدام كل الوسائل الممكنة لتقسيم انبعاثاتها على الأقل بمقدار أربعة وإشراك مورديها وعملائها. بحيث يعتبر إنتاج الكهرباء والحرارة أحد الأسباب الرئيسية لظاهرة الاحتباس الحراري، وهو مسؤول عن حوالي 45 بالمائة من انبعاثات الغازات الدفيئة في جميع أنحاء العالم. وهي ليست وحدها في قفص الاتهام، بل هناك النقل والزراعة والصناعة. هذه الأخيرة مسؤولة لوحدها عن حوالي 18 بالمائة من انبعاثات الغازات الدفيئة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 12 بالمائة من خلال استهلاكها للطاقة و6 بالمائة من خلال عملياتها الصناعية، كما تشير الإحصائيات. أما في أوروبا الـ 28، التي تمثل 10 بالمائة من الانبعاثات العالمية، تتسبب الصناعة في 20 بالمائة من الانبعاثات، خلف إنتاج الطاقة 27 بالمائة والنقل 22 بالمائة. ولتحقيق الحياد الكربوني في عام 2050، وهو الهدف الذي تستهدفه حوالي ستين دولة حول العالم، يجب أن تكون زراعة الأشجار كافية. وإغلاق محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، والتحول إلى الطاقات المتجددة، وتطوير كفاءة الطاقة أيضاً، حتى لو كانت هاتان الرافعتان الأخيرتان قد مكّنت أوروبا من خفض انبعاثاتها بنسبة 22 بالمائة مقارنة بعام 1990، وبالتالي تجاوز هدفها بنسبة 20 بالمائة بحلول عام 2020. وعليه لا يزال التحدي الأكبر قائما في ظل المتغيرات الاقتصادية والمنتديات العالمية التي تطالب بضرورة إعتماد إقتصاد رقمي ومبتكر، اقتصاد صناعي يركز على الصادرات الخضراء واقتصاد خالي من الكربون.
بقلم: رامــي الــحــاج