
دق العشرات من مربي المواشي ناقوس الخطر بسبب الارتفاع في أسعار الأعلاف، مما سيزيد، حسب المربين، من نفقات تغذية المواشي، التي تُعد بآلاف الرؤوس من الأغنام والأبقار والماعز وحتى الدواجن، وهو ما ترتب عليه ارتفاع في تكلفة إنتاج مختلف العناصر الغذائية ذات الأصل الحيواني ، فضلا عن خطر النزوح الريفي والفلاحي الذي بات يهدد مناطق متفرقة من الولاية.
تتواصل معاناة مربي الماشية بعدة مناطق من ولاية سيدي بلعباس، أبرزها نقص دعم الدولة الموجه لفائدة هذه الفئة، في ظل غلاء المواد العلفية وكذا الجفاف وغياب تعاونيات للحبوب والبقول الجافة في معظم البلديات وانتشار محلات بيع المواد العلفية كالفطريات في بعض المناطق التي تصنف كمناطق رعوية، زد على ذلك تكالب عصابات السرقة، إذ تعرف أسعار مختلف أنواع الأعلاف عبر الأسواق الأسبوعية واليومية و نقاط البيع المختلفة، على مستوى تراب ولاية سيدي بلعباس خاصة في المناطق الجنوبية منها، خلال الأسابيع الأخيرة ارتفاعا جنونيا بات يؤرق جموع المربين، مما أضحى يؤثر على عائدات ذات الحرفة الرعوية بأساليبها التقليدية والحديثة. حيث تشير الأرقام أن أسباب هذا الغلاء حسب الموالين الذين التقينا بهم راجع إلى الجفاف الذي ضرب ولاية سيدي بلعباس خلال الموسم الجاري، وعدم وجود تعاونيات حتى ببعض المناطق التي تشتهر بالفلاحة وكذلك فتح عدة محلات لبيع أغذية الأنعام في عدة بلديات جنوبية كبلديات دائرة رأس الماء ومرحوم وغيرها، ممن تكثر فيها ممارسة مهنة تربية الماشية، وأمام التزايد السريع للطلب على ذات الأعلاف في وقت باتت فيه الثروة الحيوانية من مواشي الأغنام ورؤوس الأبقار مهددة بشكل فظيع جراء عجز وقصور المربين على توفير الحاجات الضرورية لقطعانهم، وأضحى في ذات الصدد جموع المربين مهددين بالإفلاس وترك الجمل بما حمل ما لم تتدخل الجهات الوصية وبأقصى سرعة ممكنة لانتشالهم من الوضعية العصيبة التي يتخبطون فيها.
وبالموازاة مع موجة البرد التي تميز أحوال الطقس خلال الأيام الأخيرة، في خضم القحط الذي يميز أجواء الطبيعة، تحولت المساحات الواسعة إلى أراض قاحلة جرداء يجبر من خلالها المربون على توفير الأعلاف لمواشيهم أمام تكالب “مافيا” السهوب بالضاحية الجنوبية.
ع.الصولي