
تواصل الجزائر احتفاءها بالعيد الوطني لذكرى الاستقلال في سنته الـ62، المصادف لـ5 جويلية من كل عام، باستذكار مرحلة تاريخية “مميزة” في مسيرة بنائها.
المسيرة التي ما كانت لتجسد لولا قائمة الشهداء التي سقت أنهار دماءها كل شبر من تراب هذا الوطن الغالي، وقوة وصلابة المجاهدين الذين واصلوا مسيرة النضال والبناء، كل في موقعه. وفي هذه المسيرة، لم يقتصر النضال والجهاد على الرجل الجزائري فقط، بل قاسمته ذلك شقيقته المرأة الجزائرية، التي ساهمت بكل ما تملك في ثورة التحرير المجيدة، والتي أصبحت مثالا يضرب في كل مكان من هذا العالم، وتتخذ منها قدوة لدى نساء الشعوب التي تقاوم لتستعيد أرض وطنها من المستعمر، حتى أن أعتى الجامعات العالمية تدرس نضالات المرأة الجزائرية إلى اليوم، على غرار المجاهدة “جميلة بوحيرد”، التي توصف بـ”الأيقونة” للنضال من أجل استقلال الجزائر عالميا، التي ألهمت سينمائيين عالميين لإنجاز أعمال ثورية تبرز دور المرأة الجزائرية في الثورة المجيدة، وكتاب ومؤرخين لتقييد مسيرتهن، لازال يُبحث عن سر قوتهن وقدرتهن على تحمل قساوة التعذيب التي مارسها الاستعمار الفرنسي الغاشم عليهن بزنزانات سجونه، دون أن ينتزع أي سر ثوري من أفواههن، وانتهت باستشهاد بعضهن في ميدان الشرف، ومن واصلت الجهاد إلى غاية الاستقلال، ومن تلك اللبؤات نذكر “نفيسة حمود، زهور ونيسي، حسيبة بن بوعلي، مليكة قايد فضيلة سعدان، جميلة بوحيرد، جميلة بوعزة، جميلة بوباشا ومريم بلميهوب”، وغيرهن الآلاف، وقفن إلى جانب الثورة الجزائرية سواء بالتطبيب أو الطبخ أو نقل الرسائل والسلاح أو إخفاء المجاهدين أو تنفيذ عمليات فدائية ضد المستعمر، مواصلات مسيرة البناء بعد الاستقلال، عبر تولي مختلف المناصب كالتعليم، الصحة، القضاء، السياسة وصولا إلى هرم القيادة اشتغلت منهن وزيرات على غرار “زهور ونيسي”. فيما تواصل الشبلات إلى اليوم مسيرة البناء والتشييد إلى جانب أسود الجزائر، في مختلف المجالات، بعدما أثبتت جدارتها في التسيير إلى مناصب القيادة، وهو ما برهنت عليه وهي تتقلد رتبة عميد ولواء من طرف رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون” في حفل تقليد إطارات الجيش الوطني الشعبي بالرتب والأوسمة التي احتضنها قصر الشعب يوم 4 جويلية 2024، تزامنا مع ذكرى استقلال الجزائر الـ62.
المرأة الجزائرية لم تكتف بما حققته سابقاتها، بعدما نجحت في اقتحام كل المجالات، بما فيها بناء أسرة حقيقية وناجحة، أصبحت اليوم تنافس شقها الثاني (الرجل) لبناء “جزائر جديدة”، من خلال منافستها على اعتلاء منصب الحكم، لتطبق نظرتها وبرنامجها كمشاركة وقيادية فعلية، عبر ولوجها سباق الانتخابات الرئاسية، الذي يعرف هذه المرة إعلان 4 نساء بين رئيسات أحزاب ورئيسة منظمة رجال الأعمال، تأهبا لرئاسيات 7 سبتمبر القادم، في ظل ما اكتسبته من حقوق ومزايا يحفظها لها الدستور الجزائري.
سليمة. ق