
يعرف المجال الطاقوي حركية متسارعة خاصة فيما يتعلق بالمشاريع الكبرى التي أخذت الجزائر على عاتقها تنفيذها مع بعص دول الجوار، على غرار مشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء الذي سيربط نيجيريا بساحل البحر الأبيض المتوسط، مرورا بالجزائر والنيجر، الذي أسال الكثير من الحبر في الأشهر الماضية لكن تأكيد وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، أول أمس بمدينة سورينتو الإيطالية، على أنّ الجزائر ماضية في الوفاء بالتزامتها قطع الشك باليقين. وعليه فإنّ السيد محمد عرقاب، من خلال مداخلته في فعاليات اشغال الطبعة الثالثة للمنتدى الدولي “نحو الجنوب: الاستراتيجية الأوروبية من أجل حقبة جيوسياسية واقتصادية وسوسيو ثقافية جديدة في منطقة المتوسط” أكد بأن الجزائر “تعمل بحزم على تعزيز مشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء الذي سيربط نيجيريا بساحل البحر الأبيض المتوسط، مرورا بالجزائر والنيجر من خلال الربط مع شبكة الغاز الجزائرية”. بل وأجزم بأنّ هذا المشروع ”سيساهم مساهمة كبيرة في إمدادات الغاز الطبيعي لأوروبا، وبالتالي تعزيز أمن الطاقة في الساحل الشمالي للبحر الأبيض المتوسط”، ناهيك علة كونه سيدعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية لبلدان العبور بدون أدنى شك. السيد الوزير في كلمته، صرح بأنّ الجزائر عرقاب بان الجزائر ستشارك في حوار استراتيجي مع شركائها الأوروبيين بشأن إنشاء الممر الجنوبي H2 والذي يهدف إلى نقل الهيدروجين المتجدد المنتج في الجزائر إلى ألمانيا عبر تونس وإيطاليا والنمسا”. مؤكدا في السياق ذاته بأنّ المشروع الضخم يستوجب إقامة شراكات متينة بين القطاعين العام والخاص، بحيث من شأنه حشد الاستثمارات الضخمة المطلوبة بالشراكة لتطوير البنى التحتية لإنتاج الهيدروجين وتخزينه ونقله. وكشف في السياق ذاته بإن الجزائر عازمة كل العزم بأن تصبح مستقبلا ممونا رئيسيا في مجال الهيدروجين لأنها تملك من القدرات والمزايا ما يؤهلها لذلك خاصة على ضوء النموذج الطاقوي الوطني الذي يجري اعداده منذ شهور ضمن الإستراتيجية الجديدة. وعليه حسب السيد الوزير، فإنّ بناء شراكة إقليمية متينة وفعالة أصبحت ممكنة جدا وبالتالي فإنّ الجزائر ستصبح مركزا رئيسيا للطاقة في المنطقة ومحورا للتبادل الطاقوي بفضل عدد من المشاريع خاصة الربط الكهربائي والممر الجنوبي للهيدروجين بين الجزائر أوروبا, والذي سيكون حافز للتحول الطاقوي ودعما للازدهار المشترك في منطقة البحر المتوسط و اروبا
أحمد الشامي