
تستمر الجزائر عبر قنواتها الديبلوماسية في إقناع الهيئات الدولية بعدالة القضية الفلسطينية، والدول بأحقية الفلسطينيين في إنشاء دولة خاصة بهم، وكذا الضغط بكل الوسائل المتاحة في إطار القانون الدولي والعلاقات الدولية التي تربطها بمختلف الدول، بما فيها الدول الكبرى، للمساهمة في اكتساب فلسطين لحقها في العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، باعتبارها كاملة الشروط المطلوبة للانضمام، والسعي لتنفيذ قرار مجلس الأمن القاضي بوقف إطلاق النار بغزة، بعدما كانت الجزائر قد كسبت الرهان وتنجحت في نيل 13 صوتا مؤيدا لمشروعها بمجلس الأمن، بصفتها عضوا غير دائم بمجلس الأمن، في ظل الاستمرار العدواني للكيان الصهيوني، الذي ينفذ جرائم الإبادة الجماعية في حق الفلسطينيين أمام أنظار العالم، ورفضه الانصياع لأي من القرارات والنداءات الدولية.
وفي هذا السياق، وبالموازاة مع الضغوطات التي يمارسها الشارع الغربي على حكوماته لوقف دعم الكيان الصهيوني، والتوقف عن تقتيل الفلسطينيين، توسع رقعة المؤيدين للفلسطينيين، لاسيما بالجامعات الغربية، ما أصبح يشكل ضغطا داعما للتحركات الديبلوماسية التي تقوم بها الجزائر وباقي الدول المؤيدة لفلسطين. حيث أصبحت القضية الفلسطينية محورية للجزائر، عبر استغلالها لكل المنابر والاجتماعات الدولية التي تنظم في هذا الإطار، لتذكر وتدعو إلى الدعم والمساندة لنصرة فلسطين، عبر تقديمها مقترحات ومشاريع حلول تساهم في فض المشكلة لأنها أساس استقرار الشرق الأوسط والمنطقة والعالم أجمع.
“عطاف” يبحث بـ”اجتماع الرياض” سبل تنفيذ حل الدولتين بما في ذلك الاعتراف بالدولة الفلسطينية ويدعو من “الدوحة” إلى توحيد الجهود
سمح الاجتماع الوزاري الذي احتضنته العاصمة السعودية “الرياض”، وتم تخصيصه لبحث “سبل تنفيذ حل الدولتين بما في ذلك الاعتراف بالدولة الفلسطينية”، بطرح “أحمد عطاف”، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، لمجموعة من الاقتراحات التي تراها الجزائر تساهم في إيجاد منفذ لقيام دولة فلسطين.
حيث ناقش رفقة وزراء خارجية مجموعة من الدول العربية والدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي مع عدد من الدول الأوروبية، مؤكدا أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة هي الجوهر الأساسي لأي حل للصراع العربي-الاسرائيلي، وهو التحدي الرئيسي الذي لا مفر منه، فضلا عن كونه الشرط الضروري لأي عملية سلام جدية، مذكرا الحضور بالحقائق التاريخية المتصلة بالقضية الفلسطينية انطلاقا من القرار الأممي رقم 181، مشددا على استحالة تحقيق السلم والأمن في الشرق الأوسط دون تمكين الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة، وعلى رأسها حقهم الأصيل والمتأصل في إقامة دولتهم المستقلة والسيدة وعاصمتها القدس الشريف.
كما أشاد وزير الخارجية، بتزايد عدد الدول التي تعتزم الاعتراف بـ”دولة فلسطين”، داعيا أياها إلى تجسيد هذه الخطوة الهامة كمساهمة معتبرة وحاسمة نحو تحقيق الأمن والسلم في الشرق الأوسط.
وفي سياق موازي، ولدى مشاركته أشغال الدورة الثالثة لمنتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وأذربيجان بالعاصمة القطرية “الدوحة”، دعا وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، إلى ضرورة نصرة القضية الفلسطينية والضغط على الاحتلال الصهيوني لوضع حد لعدوانه على قطاع غزة، بهدف الضغط لوضع حد للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتمكين جهود الإغاثة الإنسانية من بلوغ مقاصدها كاملة، ووقف ما يطال أشقاءنا الفلسطينيين من قتل وتدمير وتهجير وتجويع. مؤكدا أنه قد حان الوقت لأن تقف المجموعة الدولية وقفة حازمة على مسؤولياتها التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني لترفع المظالم والمآسي المسلطة عليه ولتكرس وعودها وعهودها تجاهه ولتعمل من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة، كمأتى ومآل أي عملية سلام وكحل عادل ودائم ونهائي للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وكرافد من الروافد الأساسية لاستتباب السلم والأمن والأمان في سائر الشرق الأوسط.
يذكر أن البيان الختامي الذي توج الدورة الثالثة لمنتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان، بالدوحة القطرية، أشاد بجهود الجزائر في تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وهي المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خلال سنة 2022، إلى جانب ما تقوم به في الأمم المتحدة، من أجل القضية الفلسطينية ومساعيها، لتمكين فلسطين من العضوية الدائمة في المجموعة الأممية، منوهين في ذات السياق، بتدشين مقر معهد أبحاث الغاز الذي تحتضنه الجزائر.
سليمة. ق