
أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في الكلمة التي ألقاها أمام القادة المشاركين في الدورة 31 لجامعة الدول العربية التي تجري فعالياتها بالمركز الدولي عبد اللطيف رحال بالجزائر العاصمة، بأن الجزائر تتطلع إلى إنشاء لجنة إتصالات وتنسيق عربية لدعم القضية الفلسطينية والسعي في سبيل المطالبة بعقد جمعية عامة إستثناىية لمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مؤكدا في ذات الوقت بأن الجزائر على أتم الإستعداد لنقل هذا المطلب الحيوي إلى الأمم المتحدة.
في ذات السياق، جدد الرئيس الجزائري، في كلمته الإفتتاحية التي جاءت مباشرة بعد إستلامه لرئاسة الجامعة العربية من نظيره الرئيس التونسي قيس سعيد، تأكيده بأن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية الأولى بل القضية الجوهرية في صميم إنشغالاتنا وعلى سلم أولوياتنا، في وقت عرج فيه الرئيس، على الواقع المرير الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في ظل ما وصفه بمساعي التصفية جراء الإنتهاكات التي يرتكبها الإحتلال الإسرائيلي من خلال توسيع المستوطنات غير الشرعية وقتله للأبرياء و إجتياحه المتكرر المدن والقرى الفلسطينة، فضلا عن مصادرته للأراضي و الممتلكات وهدمه للمباني وتشريده للسكان الأصلين بما في ذلك مدينة القدس الشريف.
إلى جانب هذا أشار الرئيس، إلى مخططات التهويد الهادفة إلى طمس الهوية الإسلامية والمسيحية وذلك من خلال تغيير المعالم التاريخية عن طريق الإقتحامات الإستفزازية لباحات المسجد الأقصى، كما تطرق إلى الحصار الجائر الذي تتعرض له مدينة نابلس والإضطهاد الذي يطال أهالي حي الشيخ جراح وإستهداف الأبرياء أمام صمت عالمي رهيب الحالة التي تتطلب من الجميع مضاعفة الجهود الجماعية لحشد المزيد من الدعم السياسي والمادي لتمكين الشعب الفلسطيني من الصمود في ظل عجز مجلس الأمن والأمم المتحدة عن فرض حل الدولتين الذي يحظى بإجماع دولي.
وأمام هذا الواقع الفلسطني الأليم، أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، على أهمية تجديد الإلتزام الجماعي بمبادرة السلام العربية بكافة عناصرها لكونها المرجعية التي تحضى بتوافق عربي لإعادة بعث مسار السلام في الشرق الأوسط وضمان الإستقرار للشعب الفلسطيني وتمكينه من حقه في إقامة دولته في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، فضلا عن إنهاء حالة الإحتلال في كافة الأراضي العربية بما فيها الجولان السوري.
في وقت، جدد فيه الرئيس، تهانيه للأشقاء الفلسطينيين على الإتفاق التاريخي التي رعته الجزائر قبل إنطلاق أشغال القمة والمتمثل في التوقيع على إعلان الجزائر من أجل لم الشمل في سبيل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، كما دعا قادة الدول العربية إلى ضم الجهود لمرافقة الإخوة الفلسطنين نحو إستكمال هذا المشروع الوطني وطي الخلافات بين مختلف الفصائل بصفة نهائية.
بقلم: يحيى عزواو