تكنولوجيا

الجامعات الجزائرية مؤهلة لاحتضان هذا المجال

على خطى المدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي

بدأت الجزائر تواجه منذ بضعة أعوام هدة تحديات في مجالات التكنولوجيا الحديثة ولعل أهمها الرقمنة والذكاء الإصطناعي الذان أصبحا في واجهة هذه الرهانات، ولعلّ أيضا السنة الجديدة 2024 ستكون مصيرية واستثنائية لتفعيلهما في كل القطاعات وعلى كافة الأصعدة.

وعلية، بهدف تشجيع الباحثين من طلبة وأساتذة على تطوير والإهتمام أكثر بالذكاء الإصطناعي، تسعى الإستراتيجية الوطنية لمسايرة التحوّلات التكنولوجية الحديثة والتطورات العلمية إلى إنشاء أكثر من 17 دار للذكاء الإصطناعي. وعليه فإن جامعة وهران 1 “أحمد بن بلة” كسفت مؤخرا عن إنشاء دار للذكاء الإصطناعي، وتكون بذلك تسير على خطى المدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي (ENSIA) هي مؤسسة امتياز للتعليم العالي تتمثل مهمتها في تدريس المهندسين المتخصصين في نظرية الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات. بحيث ستكون لهذه الدار الجديدة القدرة على تطوير ونشر حلول عملية ومبتكرة لمشاكل القطاعات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة (الصحة، الطاقة، الزراعة، النقل، إلخ)، مما سيساهم في التنمية العلمية والاقتصادية للجزائر. وعليه فإن هذا الصرح العلمي الهائل والتكنلوجي العصري الذي تعززت به جامعة وهران سيكون له الأثر البالغ في نفوس الأساتذة الجامعيين والباحثين والطلبة على حد سواء، خاصة وأن هذا المرفق يوجد مقره بحاضنة أعمال الجامعة وسيعمل على بلورة وتثمين مشاريع البحث في مجال الذكاء الاصطناعي وتشجيع الباحثين من أساتذة وطلبة من مختلف التخصصات والفروع الأكاديمية على الاهتمام أكثر بهذا المجال العلمي. من جهتهم، الأساتذة والطلبة الجامعيين الذين استبشروا خيرا بهذا المكسب العلمي، فإنّ الذكاء الاصطناعي أصبح ثورة حقيقية لا مناص منها يشهدها العالم اليوم وسيحدث لا ريب في ذلك تغييرات هائلة وجذرية على حياة البشر قاطبة، ولابد على الجزائر أن تسجل حضورها بالإستثمار فيه، بحيث أنّ الذكاء الإصطناعي باستطاعته تسهيل العديد من الوظائف التي كان الإنسان يجد فيها صعوبة بالغة وحتى الأعمال الروتينية المنزلية الأخرى والمهن التي ظلت تشكل خطرا على حياته. يمكن القول اليوم دون مواربة، بأن الذكاء الاصطناعي في الجزائر بدأ يعرف انشارا ورواجا في الجامعات الجزائرية بوتيرة متسارعة مقارنة بالسنوات الماضية، وعليه ستكون الجامعة حتما نقطة تحوّل كبيرة للبلاد نحو تأهيل مهندسين متخصصين من ذوي الكفاءة العالية، ومنعطفا حاسما في ولوج الذكاء الإصطناعي وتقنياته الحديثة، وهذا ما سيشكل طموحًا مشتركًا يتقاسمه الجميع، خاصة ما تعلق بابتكارات ستمس التطبيقات لتسهيل التواصل المهني والتكامل الوظيفي بين الجميع. كما أنّ هذه الهيئة الجديدة بجامعة وهران، ستعملُ جاهدة على تسهيل احتكاك الطلبة وحاملي المشاريع وذوي براءات الاختراع بالأساتذة والخبراء في هذا المجال، لأنّ هده الدار حسب ما تم الإشارة إليه، تعتبر الأولى من نوعها على مستوى المدينة الجامعية في وهران بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف التخصصات الجامعية على غرار الآداب والفنون والعلوم الإنسانية والإسلامية والترجمة وغيرها.

بقلم: أحــمــد الــشــامــي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى