
يعرف إدمان الألعاب الإلكترونية بأنه الاستخدام المفرط وغير المنضبط للألعاب الرقمية بطريقة تؤثر سلبا على النشاطات اليومية والواجبات الدراسية والالتزامات الاجتماعية، ويصنف من قبل منظمة الصحة العالمية منذ عام 2018 كاضطراب سلوكي يتطلب اهتمامًا نفسيًا وتربويًا.
تشير الإحصاءات العالمية إلى ارتفاع معدل الوقت الذي يقضيه الأفراد في الألعاب الإلكترونية، خاصة بين الفئة العمرية من 12 إلى 24 عامًا وتوضح بيانات من مراكز بحثية أن بعض المستخدمين، قد يصل وقت اللعب لديهم إلى أكثر من 5 ساعات يوميًا بشكل منتظم ما يضعهم ضمن الفئة المعرضة للإدمان.
أسباب هذا الإدمان
من أبرز الأسباب التي تسهم في نشوء هذا النوع من الإدمان غياب الرقابة الأسرية ووجود فراغ عاطفي أو اجتماعي، وضعف المشاركة في الأنشطة الواقعية وارتفاع معدلات القلق أو الضغط الدراسي، إضافة إلى اعتماد تصميم الألعاب على نظام المكافآت السريعة والتحديات المتكررة التي تحفز المستخدم على الاستمرار دون توقف.
الأعراض المرتبطة بإدمان الألعاب الإلكترونية
تشمل الأعراض المرتبطة بإدمان الألعاب الإلكترونية تراجع الأداء الدراسي، ضعف التركيز، فقدان الاهتمام بالنشاطات الأخرى، الانسحاب الاجتماعي، اضطراب النوم وظهور علامات توتر عند محاولة التوقف عن اللعب أو تقليص الوقت المخصص له، كما ترتبط هذه الحالة أحيانًا بزيادة السلوك العدواني أو الانفعالي خاصة في الفئات الأصغر سنًا.
تشير تقارير من مؤسسات تربوية إلى أن بعض الطلاب يعتمدون على الألعاب كوسيلة للهروب من صعوبات دراسية أو مشاكل عائلية، مما يؤدي إلى ضعف التكيف المدرسي وتراجع المهارات الذاتية وتدني الثقة بالنفس، وتشير بعض الدراسات النفسية إلى ارتباط هذه الظاهرة بمشاكل في التنظيم الذاتي والانضباط الشخصي خاصة في غياب نماذج توجيه فعالة.
لا تقتصر الآثار على الجانب النفسي والسلوكي، فقط بل تمتد إلى الجوانب الصحية مثل اضطرابات النوم قلة النشاط البدني ضعف البصر والميل إلى العزلة لفترات طويلة، وهو ما دفع بعض النظم الصحية إلى إدراج هذا السلوك ضمن قائمة الأنشطة التي تؤثر سلبًا على نمط الحياة الصحي.
الحلول المقترحة
تتضمن الحلول المقترحة للتعامل مع الظاهرة نشر التوعية الأسرية حول مخاطر الاستخدام غير المنضبط، ووضع قواعد واضحة بشأن المدة اليومية المسموح بها وتشجيع الأنشطة البديلة مثل الرياضة والفنون والقراءة وتطوير مهارات التواصل الاجتماعي داخل الأسرة والمدرسة، بالإضافة إلى دور المؤسسات التعليمية في مراقبة السلوك الرقمي للطلاب وتنظيم ورش توجيهية للتعامل الآمن مع الألعاب
ينصح المختصون بإحالة الحالات المتقدمة من الإدمان إلى مختصين في الصحة النفسية لمتابعة العلاج السلوكي المعرفي، الذي أثبت فعالية في تقليل الاعتماد المفرط على الألعاب، خاصة إذا تم الجمع بينه وبين دعم أسري منتظم وتوجيه تربوي مستمر.
تشير التوصيات الدولية، إلى ضرورة تعاون الأسرة والمدرسة والمؤسسات التقنية، في خلق بيئة رقمية آمنة ومتوازنة وتطوير أدوات تقنية لمراقبة الاستخدام وتحديد أعمار المستخدمين وتصنيف الألعاب بما يتناسب مع النمو العقلي للمستخدمين لضمان تقليل مخاطر الإدمان على المدى الطويل.