
في عصر الرقمنة المتسارع، ظهر الاحتيال الصوتي كواحد من أبرز التحديات الأمنية الجديدة، حيث يعتمد المحتالون على تقنيات حديثة، أبرزها الذكاء الاصطناعي والتزييف الصوتي، لخداع الأفراد والمؤسسات. هذه الجرائم تعتمد على تقليد الأصوات بدقة عالية، ما يسهل انتحال هويات شخصيات موثوقة، مثل أفراد العائلة أو مسؤولي الشركات، لتحقيق أهداف مالية أو الحصول على بيانات حساسة.
يستخدم المحتالون أساليب مدروسة، أبرزها المكالمات الطارئة التي تدعي وجود مواقف حرجة تستدعي تحويل أموال بشكل فوري. خطورة هذه التقنية تكمن في صعوبة التفريق بين الصوت الحقيقي والمزيف، مما يجعل الضحايا عرضة للوقوع في الفخ. للحد من هذه المخاطر، من الضروري التحقق من هوية المتصل باستخدام وسائل موثوقة، وتجنب الإفصاح عن المعلومات الشخصية عبر الهاتف. كما تتحمل المؤسسات مسؤولية توعية الجمهور وتقديم إرشادات لتجنب هذا النوع من الاحتيال، بالإضافة إلى تعزيز الأنظمة الأمنية لحماية البيانات.
ورغم أن الجزائر لم تشهد انتشاراً كبيراً لهذا النوع من الجرائم مقارنة بدول أخرى، إلا أن تزايد الاعتماد على التكنولوجيا يرفع احتمالية وقوعها مستقبلاً. لذلك، فإن تعزيز وعي الأفراد، تطوير التشريعات الرادعة، والاستثمار في الأمن الرقمي خطوات أساسية لضمان مواجهة هذا التهديد.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله