الــجــامــعــة

الأستاذة “قوال إيمان” نموذج أكاديمي مشرق

في مشهد أكاديمي يشهد تحولات متسارعة نحو التجديد والابتكار، تبرز الأستاذة “قوال إيمان”، المتخصصة في الاقتصاد وعلوم التسيير بجامعة “جيلالي ليابس” سيدي بلعباس، كإحدى الشخصيات العلمية الرائدة التي نجحت في مواءمة بين البعد التربوي العصري وروح المبادرة الهادفة إلى النهوض بأساليب التدريس الجامعي.

وقد استطاعت الأستاذة، أن تضع بصمتها الواضحة من خلال تبني مقاربات تعليمية جديدة، ترتكز على دمج التكنولوجيا الرقمية وتفعيل التفاعل الذكي بين الطالب والمعلومة، بما يسهم في تجاوز الأنماط التقليدية السائدة داخل الحرم الجامعي.

لم تكن الأستاذة “قوال” مجرد محاضِرة تؤدي دورها داخل القاعات، بل اختارت أن تكون قائدة لتجربة تعليمية متكاملة، تتعدى الإلقاء النظري إلى الانخراط الفعلي في صناعة الوعي وتطوير الكفاءات، فقد حرصت على فتح آفاق علمية جديدة أمام طلبتها، وتنظيم برامج تكوينية حديثة، ما مكنهم من اكتساب مهارات ميدانية ومعارف تطبيقية تعزز جاهزيتهم لسوق العمل.

وفي تصريح لها حول مسيرتها، أوضحت الأستاذة “قوال”: “طيلة رحلتي المهنية، كان همي الأول أن أكون سندا لطلبتي وزملائي، وشغفي بتكنولوجيا المعلومات والاتصال دفعني إلى تحويل المحتوى الجامعي الجامد إلى مادة تفاعلية مبسطة وسلسة، تُحفّز الطالب وتواكب متطلباته العقلية والنفسية المعاصرة.”

هذا النهج لم يقتصر على التجديد البيداغوجي فقط، بل توسع ليشمل مشروعًا تربويًا نوعيًا لمحاربة ظاهرة التفكك الجامعي، التي باتت تؤثر على استقرار عدد من المؤسسات التعليمية، حيث ساهمت الأستاذة من خلال مقاربتها التربوية في خلق بيئة جامعية أكثر احتواءً وديناميكية، تنمّي شعور الانتماء والمسؤولية لدى الطلبة.

ويُعدّ هذا الجهد ثمرة سعي دائم لمواكبة التطورات التربوية والتقنية، وتطبيق أحدث النماذج التعليمية التي تتماشى مع الرؤية الوطنية لتحديث منظومة التعليم العالي. ومن هذا المنطلق، تؤمن الأستاذة “قوال” بأن الإصلاح الجذري يبدأ من القاعة الدراسية، حيث تتبلور أولى اللبنات نحو بحث علمي حقيقي، وإعداد نخبة مؤهلة قادرة على الإسهام بفعالية في خدمة التنمية المحلية والوطنية.

وبينما تواصل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر دعمها لمشاريع الابتكار داخل الجامعات، تبقى تجربة الأستاذة قوال إيمان مثالًا حيًّا على إمكانية تحويل التحديات إلى فرص، وعلى دور المرأة الأكاديمية في قيادة التغيير البنّاء، وفتح الآفاق أمام جامعاتنا لتتبوأ مكانتها بين كبريات المؤسسات العلمية إقليميًا ودولي.

فتحي مبسوط 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى