
تحت رعاية وزير الثقافة والفنون، السيد زهير بللو، انطلقت يوم الأحد الماضي فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية المنيعة في عين تيموشنت، في حفل بهيج يجسد عمق الروابط الثقافية بين ولايات الوطن. أشرف على حفل الافتتاح كل من محافظ المهرجان الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية لولاية عين تيموشنت، ومديرة دار الثقافة بالولاية، بمعية السيد العابد ياسين، محافظ المهرجان الثقافي للمنيعة.
وشهد الافتتاح حضوراً مميزاً من إطارات القطاع الثقافي من الولايتين، حيث جسّد الحفل شعار “قد نكون حيثما تغرب الشمس لكننا حيث تشرق شمس الفنون والتراث”، مؤكداً على وحدة الفضاء الثقافي الجزائري.
معرض يروي حكاية المنيعة
شهدت فعاليات الافتتاح تدشين معرض غني ومتنوع، ضم لوحات فنية جسّدت جماليات المنطقة وتراثها العريق. أشرف على المعرض السيدان محافظا المهرجان ومديرة دار الثقافة، حيث تنقل الحضور بين أروقة عرضت فيها روائع الصناعات التقليدية للمبدعة قير فاطمة، وأعمال حرفية متميزة للحرفية زيدان كريمة.
كما تم تقديم شروحات معمقة حول التراث المادي واللامادي للمنيعة، من قبل الآنسة بن ساسي سامية، التي قدّمت لمحة عن مقتنيات المتحف الوطني العمومي بالمنيعة. ولم يخلُ المعرض من لمسات فنية عصرية، حيث عرض الفنانان بودية مصطفى وعلان حامد لوحات تشكيلية تعكس روح الإبداع الأصيل. كما احتفت الأمسية بإصدارات لكاتبات محليات وهن عبد المجيد سرور، وقير فاطمة، وعمر أروى، بالإضافة إلى إبداعات المصور الفوتوغرافي دفي محمد.
إيقاعات الشعر والألحان تُثري الأمسية
بعد الكلمات الترحيبية التي ألقاها محافظا المهرجان ومديرة دار الثقافة، والتي أكدت على أهمية التبادل الثقافي، انتقل الحضور إلى الأمسية الشعرية والموسيقية. ألهب الشاعر الشيخ بودراع الحفل بقصائد ثورية عن الاستقلال والشباب، بينما أمتع الشاعر عبد العالي لقدوعي الحضور بقصيدة في الشعر الفصيح عن المنيعة،كما كان للموسيقى حضور قوي ومميز، حيث قدمت فرقة “الإخوة إيمدرين” بقيادة الفنان سلاوي عبد المالك، وصلات موسيقية من التراث الصحراوي، فيما أطربت فرقة “واحة الطرب” بقيادة الفنان مسعودي عبد الباسط، الجمهور بأنغامها الأصيلة.
يُذكر أن فعاليات هذا الأسبوع الثقافي ستستمر إلى غاية الثامن والعشرين من شهر أوت، وتشكل فرصة ثمينة للتعريف بالتراث المنيعي الغني، ونسج علاقات ثقافية تزيد من التقارب بين الولايات الجزائرية.
مدير الثقافة بالمنيعة: “الأسبوع الثقافي جسر يربط بين مختلف جهات الوطن”
وفي تصريح خاص لمدير الثقافة والفنون لولاية المنيعة، الأستاذ العابد ياسين، أكد أن هذا الأسبوع الثقافي يمثل جسراً حضارياً يربط بين مختلف جهات الوطن، ويعزز من التلاحم الثقافي بين ولايتي المنيعة وعين تيموشنت. وأضاف: “نحن فخورون بتقديم جزء من تراثنا الغني لأهل عين تيموشنت، ونؤمن بأن هذه الفعاليات هي فرصة لتعميق الوعي بالتنوع الثقافي الجزائري كجزء من هويتنا الوطنية الواحدة”. وأشاد الأستاذ ياسين بالجهود المبذولة من كافة الفاعلين لإنجاح هذه التظاهرة، مثمناً حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة من قبل أهل عين تيموشنت.
مدير الثقافة بعين تيموشنت: “هذا الأسبوع الثقافي يثري المشهد الفني للولاية”
وفي تصريح لمدير الثقافة والفنون لولاية عين تيموشنت، السيد عبدالعالي كوديد، أكد أن استضافة الأسبوع الثقافي لولاية المنيعة تعتبر إضافة نوعية للمشهد الثقافي والفني في عين تيموشنت. وأضاف: “هذه التظاهرة هي فرصة ثمينة لأبناء الولاية لاكتشاف التراث الصحراوي الغني، والتعرف على عمق الفنون الشعبية للمنيعة”.
وأشار السيد كوديد إلى أن مثل هذه المبادرات تعزز من التواصل الثقافي بين ولايات الوطن، وتساهم في مد جسور المعرفة والفن بين الشمال والجنوب. كما أشاد بالتنظيم المحكم للفعاليات، مثمناً الجهود المبذولة من قبل فرق العمل في الولايتين لإنجاح هذه التظاهرة.
الهوصاوي لحسن