محلي

افتتاح الطبعة الـ 12 للأيام العلمية والتقنية لسونطراك

"حشيشي" يؤكد على أن سونطراك تعمل على دمج الذكاء الاصطناعي في الصناعة النفطية

 أكد الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك “رشيد حشيشي” خلال افتتاحه أشغال الطبعة الـ 12 للأيام العلمية والتقنية لسونطراك، المنظمة من طرف “سوناطراك”، تحت شعار “طاقة الابتكار التكنولو جي”، المنعقدة بقصر الاتفاقيات “محمد بن احمد” بوهران أمس الثلاثاء، أن سونطراك كمؤسسة رائدة من موقعها تعمل من دمج الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الكبرى في كل سلاسة القيمة، ما يمكنها من الاستباق وأخذ القرار السريع والدقيق.

أوضح “حشيشي” أن التحول الرقمي كمحرك رئيسي للنجاعة والشفافية، من خلال الثورة الرقمية التي يشهدها العالم غير المسبوقة، تغير أساليب العمل لتحسين الأداء، فالذكاء الاصطناعي في الصناعة النفطية بات يمثل وحدة سوقية متنامية تتيح التنقل من الاحتياط والسلامة الوقائية، وحفظ تكاليف الاستغلال بالنسبة.

وأبرز أن الرقمنة أسهمت في تقليص ذلك من تحليل البيانات الزلزالية، بشكل هام مع إمكانية اتخاذ قرارات سريعة، مشيرا أن الطاقة ثروة استراتيجية يمكن استغلالها باشراك الفاعلين وتوحيد الخبرات والرؤى، حيث تم تخصيص فضاء للابتكار يبرز المستجدات في مجال ميدان التكنولوجيا الطاقوية، بمشاركة مؤسسات وطنية ودولية سيتم على هامش الأيام العلمية تنظيم حدث انعقاد المؤثر الوطني للطاقة في طبعته الأولى، ومؤتمر الجزائر  للهيدروجين الأخضر 2025، سيتم صبيحة 26 جوان.

كما أشار بأن شعار هذه الدورة: “طاقة الابتكار التكنولوجي”، يعكس بوضوح رؤيتنا الطموحة وتصورنا المستشرف لمستقبل قطاع الطاقة، مبرزا بأن الطاقة ثروة استراتيجية علينا استغلالها بشكل مُستدام من أجل تنمية بلادنا، وقارتنا، وعالمنا بأسره، مضيفا أنه في مثل هذا الغرض، فإن جميع الفاعلين في صناعة الطاقة والمنظمات، ذات الصلة يعملون بدون هوادة على توحيد الرؤى وتبادل الخبرات من خلال كذا تظاهرات ولقاءات. فعلى مدار الأيام الثلاثة لهذه التظاهرة، التي تعرف تواجد أكثر من 1000 مشارك من داخل الوطن وخارجه، سيشهد برنامجها ما يزيد عن 400 تدخلا، يتخلله عددٌ هام من المحاضرات العلمية، والورشات التخصصية، والعروض التقنية، التي سيُقدّمها خبراء ومختصون من محليين وأجانب.

 

سونطراك تضع خارطة طريق طموحة مع آفاق 2030

أبرز الرئيس المدير العام لمجمع سونطراك “رشيد حشيشي”، أهمية البيئة والتنمية المستدامة في مسار الانتقال الطاقوي، حيث باتت ضرورية وجودية، فالمسؤولية البيئية وتقليص البصمة الكربونية وحتمية الحفاظ على المنظومة البيئية لانسجام الجزائر، وفق توصيات الأمم المتحدة للتغير المناخي.

حيث وضعت سونطراك خارطة طريق طموحة تهدف إلى تقليص نسبة الغازات المطروحة إلى نسبة 1 بالمائة آفاق 2030، وتقليص انبعاث الغازات المتسربة من الميثان من المنشآت الغازية بنسبة 3 بالمائة، كما تعمل سونطراك من خلال مشروعها الذي انطلق بالشراكة سنة 2004 سعيا لتطوير وتجميع الاحتجاز الكربوني وتخزينه، حيث تعمل وفق سياستها المتعلقة بالمناخ التي تم اعتمادها في فبراير 2025، على تطوير نظام فعال من اجل مراقبة ومتابعة المسعى، بالاعتماد على قدرات البحث والتطوير التي تقودها سونطراك لضمان انتقال طاقوي.

 

“رشيد حشيشي” يعتبر وهران مركزا حيويا لنشاطات سوناطراك

أوضح “رشيد حشيشي” أن وهران باتت تُمثل مركزا حيويا لنشاطات سوناطراك، إذ تحتضن عدة منشآت استراتيجية تشمل تمييع الغاز الطبيعي، وفصل مكوناته، وتسويقه، فضلا عن صناعة البتروكيمياء، مما يجعلها في قلب ديناميكية الطاقة الوطنية، مضيفا أن الأيام العلمية والتقنية تعدّ تقليدا راسخا دأبت سوناطراك على تنظيمه منذ انطلاق النسخة الأولى سنة 1994، تخليدا للذكرى الثلاثين لتأسيس الشركة الوطنية التي رأت النور في الـ 31 من ديسمبر سنة 1963.

وقد شكلت تلك الانطلاقة فرصة ثمينة لجمع الكفاءات والخبرات التقنية والهندسية لسوناطراك، في إطار من الحوار والتفكير الجماعي حول مستقبل صناعة المحروقات في الجزائر، في ظل التحولات الإقليمية والعالمية المتسارعة.

مشيرا بأن الأيام العلمية والتقنية لسوناطراك، أخذت منحى تصاعديا، حيث تطورت لتُصبح فضاءً تفاعليا شاملا، تتلاقى فيه العقول وتتصافح فيه الخبرات، حيث انفتح هذا المحفل العلمي والتقني على كوكبة من الخبراء المحليين والدوليين، وأصبح محطة بارزة في أجندة الفاعلين في مجال الطاقة من مسؤولي الهيئات ذات الصلة وصُنَّاعٍ للقرار في صناعة الطاقة، وفرضت نفسها كمنصة حوار مفتوح يرسخ ثقافة الأداء، ويغذي روح الابتكار، ويكرس مبدأ التكوين المستمر والتميز المهني.

بالمقابل، أشار المدير التنفيذي للمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة “زهير حامدي”، بأن الأيام العلمية والتقنية لسونطراك، أصبحت من أهم المواعيد في قطاع الطاقة في الجزائر لعرض أحدث الابتكارات وفرص تبادل الخبرات بين الفاعلين، في ظل التحديات العالمية، فالتحول نحو الطاقة النظيفة ضروريا وحتميا لمواكبة أحدث التطورات التكنولوجية، وتبني الحلول للحفاظ على البيئة.

من جهته الأمين العام لمنظمة الدول العربية المصدرة للبترول “جمال عيسى اللوغاني”، أكد الجزائر رائدة في العمل ودورها في تنظيم النسخة من أيام سونطراك، دليل على نجاح الفعالية التي تعد منصة فريدة تخلق مساحة للتفكير المشترك بين رواج صناعة الطاقة في العالم، ما يدعم مسيرة التحول الرقمي والتنمية المستدامة، وتبرز الحاجة الملحة لتقييم مسارات قطاع الطاقة، لخلق توازن في ظل التحديات السريعة في مصادر الطاقة المتعددة.

 

 والي وهران يؤكد أن هذه اللقاءات تبحث آفاق التعاون المثمر بين الفاعلين

والي وهران “سمير شيباني”، أكد أن هذه الأيام العلمية ستمثل فرصة للتحضير نوعيا للمستقبل في ضوء التحولات الجيواستراتيجية الجارية والتطور التكنولوجي، خاصة في مجال الاستكشاف والإنتاج في مجال النفط والغاز، باعتماد التقدم التكنولوجي، وهي أهم مبادئ هذه الطبعة بالنظر إلى السياق العالمي المتغير والتحديات المتعددة التي يعرفها قطاع الطاقة، مضيفا بأن هذه اللقاءات تمثل منصة استراتيجية للتفكير المشترك وتبادل الحلول المبتكرة في هذا المجال، والتي تأتي في ظلّ تنامي اهتمام الدول بتطوير قطاعات إنتاج النفط، وتعزيز قدرتها التنافسية.

كما أبرز مكانة وهران، التي تحتوي على واحدة من أكبر المناطق الصناعية البترولية والبتروكيماوية في البلاد، وهي المنطقة الصناعية بأرزيو التي تعدّ مفخرة الجزائر، إذ تضم عدة مركبات خاصة بتطوير البترول الخام، وتمييع الغاز الطبيعي وغاز البترول المميع، إلى جانب وحدات لإنتاج المواد المشتقة للبترول والغاز.

حيث أشار إلى أن الأنشطة داخل هذه المنطقة الصناعية في تطور مستمر من خلال الاستثمارات الضخمة التي تقوم بها شركة سوناطراك، أعرق مؤسسة اقتصادية في الجزائر، والتي تملك تاريخ حافل بالإنجازات في مجال استكشاف وإنتاج ونقل وتكرير وتسويق النفط والغاز، حيث فرضت وجودها في المشهد الاقتصادي الداخلي والخارجي، وحظيت باحترام وتقدير مختلف الفاعلين في قطاع المحروقات، ولا تزال تواصل تحقيق إنجازات ملموسة في مختلف المجالات، وتعزز دورها المحوري في التنمية الاقتصادية للبلاد، والتي من شأن هذه الأيام التعليمية تساهم في تعزيز التعاون والشراكة بين كفاءات سوناطراك وشركائها، من أجل مناقشة القضايا المشتركة لبناء مستقبل طاقوي وتحقيق المزيد من التقدم والازدهار لبلدنا الجزائر.

 منصور.ج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى