الثـقــافــة

اختتام موسم سيدي عبد الله بالقور جنوب تلمسان

لوحات جميلة نابعة من التراث التقليدي الجزائري

اختتمت بداية الأسبوع الجاري فعاليات الموسم الثقافي للولي الصالح سيدي عبد الله ببلدية القور التابعة لدائرة سبدو، جنوب تلمسان بإقامة المعروف والدعاء للبلاد والعباد، وقد أحيت قبيلة أهل أنقاد أحد أقوى العروش بجنوب الولاية الوعدة بحضورجموعغفيرة لهذه التظاهرة التقليدية التي تخللتها استعراضات الفانتازيا،قدمها ممثلو عدة قبائل لتلمسان والولايات المجاورة التي أتاحت للزوار لوحات جميلة نابعة من التراث التقليدي الذي يمثل إرثا ثقافيا وحضاريا تكتنزه مختلف المناطق الجنوبية.

 

وقد عرفت التظاهرة عدة نشاطات ثقافية وفنية، أداها الفرسان وهم يرتدون أزياء تقليدية مع استعراضات شيقة وسباقات تنتهي كالعادة بطلقات البارود،وكان للنشاط التجاري موعد في التظاهرة،حيث انتهز الباعة المتجولون الفرصة لبيع منتجات مختلفة مثل الخضر والفواكه والمنتجات الحرفية منها البرانس والجلاليب والسروج وغيرها.

ويعتبر موسم الولي سيدي عبد الله، واحد من المواسم التي يقصدها الناس من مختلف الجهات، ففي هذا الموسم يتم الصلح بين الناس والمتخاصمين ويقدم الطعام للمساكين، كما تقام تظاهرات ثقافية مختلفة على غرار سهرات شعرية لأكبر وأحسن الشعراء بالمنطقة،فضلا عن الاستماع برقصات العلاوي التي تشتهر به منطقة سيدي الجلالي،سبدو،العريشة والقور بتلمسان، وابن باديس، سيدي الجيلالي وديسكارببلعاس، وكذا الاستمتاع بالفنتازيا وركوب الخيل.

وتهدف الوعدة حسب الباحثين في التراث الشعبي، إلى رد الاعتبار لسيرة الولي الصالح والانتفاع بذكرياته وتجربته وتاريخه الحافل بالبطولات الشعبية، فضلا عن كونها فرصة لتجمع شعبي حاشد للأفراد والأسر والعشائر، فيكون بذلك تحقيق صلة الرحم بين الناس والتعاون على البر والتقوى وفض النزاعات والخصومات بين الناس والانتفاع بمواعظ مشايخ الدين من علماء وفقهاء.

إضافة إلى إخراج الصدقات، فموسم تكريم “الولي” لا يزال يمثل مهرجانا شعبيا ومنبرا للكلمة الطيبة، وفضاء لحلقات الذكر تتداخل فيه الجوانب الاجتماعية والثقافية والترويحية،كالشعر الملحون ورقصة العلاوي والفنتازيا، إضافة إلى كونها لقاء تجاريا ينشط الحركة الاقتصادية للمنطقة. وقد عرفت الوعدة هذه السنة، حضورا قويا لمختلف القبائل والعشائر من مختلف مناطق ولاية تلمسان، وحتى من خارج الولاية، والذين قضوا ساعات لا تنسى وهم يتمتعون بمختلف العادات والتقاليد التي لاتزال ليومنا هذا رغم العصرنة والتكنولوجيا.

ع.جرفاوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى