
في سباق لهم ضد الساعة و مع اقتراب حلول شهر رمضان، باشر العشرات من الفلاحين المستثمرين في شعبة زراعة البطاطا حملة جني المحصول المبكر قبل الموعد من خلال تجميع منتوج غير مكتمل النمو يسوق في مختلف نقاط البيع و أسواق الجملة والتجزئة بأسعار تتجاوز ال90 دينارا للكلغ الواحد، و حيث الإقبال الواسع على اقتنائه في ظل الخلل بين العرض و الطلب.
عملية الجني وانطلاق الحملة قبل موعدها، جاءت لعدة عوامل حسب ما جمعته يومية “البديل”، منها السعي إلى استغلال فرصة اختلال التوازن على مستوى السوق الوطني للتحكم في الأسعار الملتهبة لضمان اكبر قدر من المداخيل تارة و تلافي الوقوع في الإفلاس تارة أخرى، في خضم ارتفاع تكاليف الإنتاج نتيجة غلاء أثمان البذور التي تجاوزت المليونين للقنطار الواحد ، والمخصبات كما هو حال المبيدات ، في ظرف يسجل فيه انتشار وباء الميليديو الذي يصيب الغلة و يلحق الخسائر الفادحة بالمستثمرين في ذات الشعبة الزراعية الحيوية .
حسب المصالح الفلاحية، فإن المساحة التي خصصت لإنتاج سيدة المائدة الموسم الجاري قد تراجعت بشكل ملحوظ و لم تتجاوز ال3الاف هكتار فقط بعدما كانت تصل إلى حدود ال7 آلاف هكتار خلال المواسم المنصرمة، و في ظرف غابت فيه أساليب المرافقة الميدانية المطلوبة من قبل المشرفين على القطاع، و حيث يعاني الفلاح المتاعب الجمة حيث غالبا ما تجد الفئة نفسها تصارع المتاعب دون رفيق أو مرشد ، أمام اتساع مخاطر الأمراض و ارتفاع أسعار مختلف متطلبات العمل المنتج.
بالموازاة مع ذلك، فإن حملة الجني قد دخلت أسبوعها الثاني، بتسجيل ترويج منتوج محلي غير مكتمل النمو لا يمكن تخزينه إلا لأيام معدودات فقط، حيث أن المحصول يتطلب الأمر استهلاكه بالسرعة المستوجبة بحكم انه يصاب بالتلف إذ تظهر على حبات البطاطا بقع خضراء و سوداء تؤكد ملامح الإصابة بالإمراض المؤثرة على صحة المستهلك لتلك الدواعي المشار اليها.
وفي ذات الصدد، تجدر الإشارة إلى أن ولاية مستغانم تعد رائدة في مجال الإنتاج الفلاحي خصوصا منها زراعة البطاطا ، إذ تحتل المراتب الأولى وطنيا بفعل ما تتوفر عليه من إمكانيات طبيعية و مؤهلات بشرية ، بمعدل موسمين خلال السنة الواحدة و بمعدل يتجاوز ال4 ملايين قنطار غير أن التحكم في الأسواق غالبا ما يظل عصيا نتيجة تذبذب الأسعار و غياب إمكانيات التخزين في الأوقات المناسبة وفي ظرف تسجل فيه الأسعار ارتفاعات صاروخية وصلت سقف ال150 دينار للكلغ الواحد بخصوص أجود الأنواع.
بالموازاة مع ذلك، فإن أسعار مختلف أنواع الخضر و الفواكه بأسواق ولاية مستغانم و مع اقتراب حلول الشهر الفضيل قد سجلت بدورها ارتفاعات غير مسبوقة تركت الفئات الهشة الاجتماعية تحرم من استهلاكها.
مولود.م