
منذ أكثر من سنة اعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد كمال بداري، بأنه سيتم بشكل رسمي تعزيز مجال التكوين في الذكاء الإصطناعي، بل وحث مختلف المؤسسات العلمية التابعة للقطاع على إدراج هذه المادة في عروض التكوين، وعليه تم تنصيب مجلس علمي على مستوى قطاعه يتشكل من خبراء وباحثين وأساتذة مختصين من أجل ادخال الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي والبحث العلمي، موازاة عل ضرورة دعم العمل مع وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، من خلال الجامعة لإطلاع الطلبة على طرق وكيفية انشاء مؤسساتهم الناشئة. ومن خلال ما تقدم ذكره، فقد دعا خبراء ومختصّون في مجال الذّكاء الاصطناعي بالجزائر الى استغلال الطاقات الجامعية وتوفير المناخ المناسب للطلبة والباحثين لتحقيق إستراتيجية الوصاية التي تهتم بالذكاء الاصطناعي بصفته فرع من فروع علوم الحاسوب، يهتم بإيجاد الخوارزميات والحلول للمشاكل الرياضية والتقنية، كما يعتمد على استنباط القواعد من البيانات بدلا من بنائها من الخبراء، أي أنّ المهندس يعلم الآلة كيف تستنتج العلاقات بين الأشياء من خلال المعلومات التي تعطى لها، مشبّها ذلك بطريقة تعلم الطفل الصغير للغة والكلام والأشياء، فهو يسمع ويرى ثم يتعلّم، ففي سنواته الأولى لا يلقّنه أحد، بل يتعلّم ممّا يراه ويسمعه. إلى جانب إحتوائه على أقسام عديدة، منها الأنظمة الخبيرة التي تعتمد على قواعد منطقية وضعها خبراء، ثم يستنبط منها معارف جديدة، بالإضافة إلى قسم آخر يسمى التعلم الآلي، ويعتمد على وفرة البيانات للتنقيب فيها، واستخلاص النتائج والمعارف الجديدة. كما أنّ أنّ الذّكاء الاصطناعي يدخل في تطبيقات كثيرة، منها تحليل الأمراض والتعرف عليها، تحليل الأصوات، التعرف على الكلام، توليد النطق، توليد النصوص وتحويلها، دراسة السوق، الروبوتات، المساعدات الآلية، وكثير منها. فيما شدد أساتذة جامعيين آخرين على أنّ الصّراع حاليا أصبح تنافسيا بشكل لا يصوّر بين الشركات والمؤسسات والدول، وكما يقال البيانات هي نفط العصر، والذّكاء هو استخراج النفط، والصّراع قائم حول من يمتلك زمام المبادرة، ويمكنه الاستفادة من البيانات الضخمة للمستخدمين وتوقع المستقبل. وعليه فإنه يمكن القول اليوم في عصر التكنولوجية الرابعة، أنّ امتلاك الذكاء الصناعي يوازي امتلاك الأسلحة النووية، بحيث أنّ تطبيق خوارزميات الذكاء الصناعي تتطلب استثمارات ضخمة لا تملكها إلا الدول المتقدمة أو الشركات العملاقة في العالم، ومن ثمّ تتحوّل قدرة دولة ما على امتلاك بياناتها واستغلالها سيصبح من عوامل السيادة الرقمية وهذا ما تسعى إليه الجزائري فعلا من خلال استراتيجيتها الوطنية في الذكاء الإصطناعي.
بقلم: مــحــمــد الإمــيــن