
إستدركت الجزائر أنّ الاستثمار في الذكاء الاصطناعي يعتبر من أهم الثروات التي توفر للبلد مداخيل جديدة، وبشكل خاص أعادت النظر في صياغة الإستراتيجية للمدارس العليا للذكاء الإصطناعي وأعطت كل الأولوية لتفعيلها ودعمها. ولتحقيق ذلك كان لزاما من وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وعليه خلال التعديل الوزاري للحكومة قامت بتنصيب عالم الجيوفيزياء البروفيسور كمال بداري على رأس وزارة التعليم العالي وترقيته نظرا للنجاح الكبير الذي حققه في تطوير جامعة المسيلة وتحقيقه مراتب متقدمة في التصنيف العالمي للجامعات، بحيث أحدث الوزير البروفيسور ثورة في نظام التعليم الجامعي خصوصا في تحقيق الجودة وفي 2021، بل انطلق رحلة الميل مع الذكاء الإصطناعي بصفة جدية وبناءة وموضوعية وواقعية، فكانت البداية مع فافتتحت اول مدرسة عليا للذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات ENSIA على المستوى العربي والإفريقي متخصصة في علوم هندسة الذكاء الاصطناعي بقدرة إستيعاب 1000 طالب وبجوارها أيضا مدرسة عليا للرياضياتNHSM بقدرة اسعياب 1000 طالب، حيث يلتحق بها كل عام 200 طالب من المتفوقين أصحاب المعدلات العالية تتعدى 18 /20. لكن يبقى العدد لا يلبي الرغبات التي تفوق الألف على كل تخصص. حيث يتخرج كل عام قرابة 20 ألف طالب ناجحون في البكالوريا بتقدير ممتاز وجيد جدا تتعدى نتائج اختباراتهم 18 من 20، ولكن الوزارة الوصية تفطنت لهذا النقص، بعد أن حققت المدرستان زخما كبيرا لدى المقبلين على الجامعة والتهافت الكبير عليها حيث تقدم إليها أكثر من ألف طلب تسجيل مقابل 200 مقعد بيداغوجي فقط، وعليه قامت بمعالجة الموقف بطريقة أخرى، بدلا من رفع طاقة الاستيعاب، قامت باستحدثت 4 مدارس عليا جديدة ربما هما الأولى من نوعها في العالم العربي والإفريقي: مدرسة عليا لتكنولوجيا النانو. بطاقة استيعاب 1000 طالب – مدرسة عليا للأنظمة المسيرة (كتكنولوجيا الطائرات المسيرة). بطاقة استيعاب 1000 طالب بالمدينة العلمية سيدي عبد الله غرب العاصمة – مدرسة عليا للروبوتات – مركز بحث في علوم الرياضيات التطبيقية، وهذا ما أكده المدير العام للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي بوزارة التعليم العالي محمد بوهيشة في تصريح سابق. هناك إقبال كبير على المدارس العليا التي تقدم تعليما جيدا وفق المعايير الدولية لكن الإمكانات تبقى محدودة وضئيلة بالمقارنة مع ما تبذله الدول المتقدمة في هذا المجال، ولكن الدولة لم تبخل في هذا القطاع حيث ضخت أموالا طائلة لتطوير التعليم في التخصصات العلمية الرفيعة باعتبار أهؤلاء الطلبة هم الثروة الحقيقية التي من شأنها أن تنهض بالبلد في جميع المجالات. واستكمالا لهذا النهج قامت الدولة بإنشاء اللجنة الوطنية لمتابعة الابتكار وحاضنة الأعمال الجامعية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي التي يرأسها الاستاذ البروفسور أحمد مير التي تقوم بمتابعة الأبحاث ومعاينة مشاريع الابتكار ودعمها وتعميم ورشات الذكاء الاصطناعي على الجامعات بحيث تم تحقيق 17 ورشة على مختلف جامعات الوطن.
بقلم: هــشــام رمــزي